قامت من النوم والعبوس يغطي وجهها .. غسلت وغيرت بجامتها ونزلت تحت .. لقت امها وابوها جالسين يتقهوون قهوة العصر .. جلست ومدت يدها لتمرة وكلتها بدون ماتنطق بكلمة .. خذت لها فنجال وصبت لها وجلست تشرب بدون همس واحد .. أمها استغربت حالها .. وابوها ضحك على شكلها ..
ابو احمد : بنتي شفيها مبوزة ؟!!... مانمتي اليوم ياماما ؟!!..
نوف : الا نايمة .. بس متضايقة ..
ابو احمد : من اللي مضايق عيوني ..
نوف : محد ..
بكرة عزيمة بدر .. وهذا اللي مضايقها .. المفروض اكون مستانسة عشان الويك اند .. بس بدر هالزفت خرب علي وناستي ... وبتضيع اجازتي بعزيمته اللي بدت امي تجهز لها من امس ..
تنهدت نوف بينها وبين نفسها .. امس دخلت المطبخ مع امها وسهى العصر .. وماطلعت منه الا 11 بالليل وكل هالوقت كانت يطبخون ويصلحون ويستعدون لعزيمة بدر وخاصة الحلويات .. لانهم يعتبرون اهله ولازم يساهمون في الاستعدادات لها .. الأكلات الثانية بتهتم فيها ام احمد لأن مو قتها الحين وباقي يومين عالعزيمة ..
ام احمد امس مافكت اتصالات لأم عبدالله ( نفسها ام بدر ) ... كل فترة تدق عليها تستفسر عن الاحتياجات والأشياء اللي يحتاجونها بعد ... ام عبدالله رحبت بهالمعاونة وطلبت من ام احمد ماتتعب نفسها لكن ام احمد نفسها اصرت .. زيادة على توصية ابو احمد لها بالمساعدة ..
نوف طول الوقت كانت تتحلطم وتقولهم انه مو ملزوم عليهم يساعدون لكن امها كانت تخزها بنظرات لما تنطم وتكمل شغلها وهي ساكته .. لو بيدي حطيت السم في أكل بدر .. لكن وش ذنب الناس ... انتبهت على صوت امها يكلمها ..
ام احمد : دريتي يانوف ان مرة عمك عزمت خالتك وعيالها ؟!!..
نوف : عزمت خالتي الجوهرة ؟!!!
ام احمد : ايه ... وتوني مسكرة التلفون وقلت لها ..
نوف : يعني خالتي بتجي لعزيمة بدر ..؟!!
ام احمد : ايه انشالله .. مرة عمك حرصت علي اقولها تجي ..
هزت نوف راسها وسكتت .. ماتدري وش بتسوي بكرة .. لو بكيفها مارح تحضر تقعد بالبيت اصرف لها .. لأنها عارفة طول ماهي العزيمة باسم بدر والناس هذي كلها جاية عشانه .. بتكون متنرفزة ..
قامت واقفة .. انتبهت لها امها ..
ام احمد : على وين ؟!
نوف بنبرة ضيق : بروح ادق على ندى بشوف بتجي بكرة للعزيمة ولا لا ؟!
قررت تروح تكلم ندى مو لهالسبب بس .. تبي تلهي نفسها عن الضيق .. وتضيع وقتها بالسواليف عشان تنسى اللي ببالها ..
طلعت فوق لغرفتها ودقت على ندى ... في ماكانت تنتظر رد مشت لبلكونتها الصغيرة ووقفت عالشرفة تتنفس شوية هوا ... وصلها صوت ندى ..
ندى : هلا وغلا ..
نوف بابتسامة باهتة : هلا بك .. شلونك ؟!
ندى : تمام الحمدلله .. كيفك انتي ؟!
نوف : بصراحة ..... ابد مو بخير ..
ندى كشرت : ليش ياساتر .. شفيك نوف ؟!!
نوف : دريتي عن عزيمة بدر اللي بتصير بكرة ؟!
ندى : ايه ... توها امي قايلة لي وانا تحت .. وقالت ان حنا حتى معزومين ..
نوف : ايه انتوا معزومين .. تقول امي ان مرة عمي دقت وعزمتكم .. بس انا ياندى مابي اروح ..
ندى استغربت : ليش طيب ؟!... على حسب اللي سمعته من امي انها بتصير عزيمة كبيرة .. ليش ماتبين تروحين ...
نوف بدت تتنرفز : تتغيبين ياندى ... انا لو ماهي عزيمة بدر كان على عيني وعلى راسي بروح .. بس لأنها لبدر مابي اروح ..
ندى : طيب روحي عشان الناس مايصير الكل يجي وانتي بنت عمه ماتجين ..
نوف : ندى ... ماتدرين انا ودي اصيح الحين .. مابي اروح ... وامس امي استلمتني بالمطبخ شغل من 4 العصر لما 11 بالليل واليوم اكيد بنكمل الشغل .. وانا مرة نفسيتي زفت مابي اروح ... كل مافكرت ان الشغل والطبخ اللي قاعدة اسويه لبدر اتنرفز .. ودي اصرخ ..
ضحكت ندى : ههههههههههههه ... ليش تتضايقين خلاص انا بكون معك بالعزيمة وبعاونك انشالله وبنسيك حتى التفكير ببدر ..
نوف سكتت .. مافي شي بينسيني التفكير ببدر الا لما انتقم .. سمعت صوت دق عالباب ..
نوف : نعم ..
سهى من ورا الباب : نووف يالله امي تنادي تقول تعالوا للمطبخ ..
تتأفف نوف : اووففف .. طيب خلاص بجي الحين ..
رجعت كلمت ندى : ندى يالله انا بروح لأمي تبيني بالمطبخ ..
ندى : اوووكيه ... بس ها عاد لا أوصيك ابي طبخاتك تكون احلى شي ... تووووب .. ابي افتخر في العزيمة انك بنت خالتي ..
نوف بقلة صبر : تكفين واللي يرحم والديك ... انا لو بيدي حطيت السم بأكل بدر ..
ندى : اوف اوف ... ههههههههههههههه ... لهالدرجة ناقمه عليه ؟!!!
نوف : وأكثر بعد ..
ندى : طيب يالله اشوفك بكرة بالعزيمة اجل ..
نوف : الله يعدي بكرة على خير .. يالله باي
ندى : بباي قلبي ..
سكرت عنها .. رمت الجوال بعصبية عالسرير وحطت يدها على خصرها بنرفزة .. وراحت طالعة من الغرفة ونزلت عندهم بالمطبخ ... لقت امها محتشرة ومعها سهى ..
نوف بكسل : ها ... وش تبوني اسوي اليوم بعد ..؟!!
ام احمد بحزم : لا تقولين ها وانتي واقفة هناك .. تحركي مابيك تكونين خامله ..
نوف تنرفزت .. امها جالسه تتهزا فيها ... وكل هذا عشان بدر .. هين يابدر حتى امي اللي هي امي قامت تتمصخر علي عشانك ..
سهى : تعالي ساعديني ..
تقدمت لها نوف تشوف وش شغلها : وش عندك ؟!..
سهى : قاعده اسوي كريم كراميل ... تعالي ساعديني ..
بدت تساعدها وتشتغل وهي مكرهه .. الكل فرحان ومتحمس لهالعزيمة الا هي .. الكل .. ابوها وامها وسهى واحمد وامل .. وحتى بنات عمها اللي هم خوات بدر .. كلهم متحمسين لهالعزيمة الكبيرة كفخر وسعادة باللي حققه بدر من نجاح .. واللي بيحضرها ناس من قريب وبعيد ..
أنت تقرأ
رواية انتقام ينجب الحب ( سعوديه )
Randomفي وقت كان قبل منتصف الليل بساعة ... رياح نهاية الربيع هبت وهزت معها الأشجار الخضرا والأزهار الملونة اللي كانت مجملة الحي .. اللي كان من اجمل أحياء الرياض وأرقاها .. في وحدة من البيوت اللي كانت في الظاهر تشبه القصور .. وفي وحدة من غرف الدور الثاني :...