Part37

113 5 1
                                    

في صباح مغيم على غير العادة مع نسمة رطوبة تهب داخل الغرفة من الشق المفتوح بين باب البلكون والجدار .. قامت ندى من النوم وهي حاسة بالضيق .. وتحس الدنيا كلها واقفة ضدها .. اول مافتحت عيونها من النوم تذكرت ان شوق راحت .. هذي اول صباحية من كم شهر تصحى وشوق مو موجودة بالبيت ..
حست بالدمعة في عيونها .. كل شي ضدها .. ليش مالها نصيب من السعادة في الدنيا .. ليش الدنيا ماتبيها تكون سعيدة ومرتاحة .. من فترة قريبة خسرت انسان عزيز بعد ماعرفت انهم مو ممكن يلتقون عاطفيا .. والحين بنت العم اللي اعتبرتها اكثر من الأخت راحت وتركتها .. تحس بالذنب .. تحس انها أساءت لشوق .. شوق ماتبينا بس هي انجبرت تجي عندنا .. كلنا ظلمناها ..
أعز ثنين على قلبها فقدتهم بفترة وحدة وهذا فوق طاقة احتمالها ..
تنهدت وهي تلتفت لناحية الساعة .. الساعة 11 الضحى .. وبما ان اليوم الخميس ماتدري شلون بيمر الوقت وهي فاضية ماعندها شي تسويه ..
قررت تكلمها على جوالها لكنها تراجعت باللحظة الأخيرة .. تلقاها الحين مستانسة حدها وناسيتني .. ويمكن اقطع عليها وناستها .. خليني كذا احسن .. اكيد مستانسة بعد ليش ادق ..
قررت تقوم تفتح النت ولما دخلت الماسنجر من المفاجأة لقت المجروح أون لاين .. كان قد أصر عليها تعطيه ايميلها وهي رفضت بالبداية .. لكن بعد كم يوم رجع يحاول يقنعها واقتنعت اخيرا .. وفيما هي كانت تغير النك نيم مادرت الا وهو يبدا المحادثة ..
المجروح : صباح الخير ..
حياتي كلها ضياع*ضياع : صباح النوووور والسرور..
المجروح : شلونك هاليومين ؟
حياتي كلها ضياع *ضياع : ماشية أحوالي .. ولو اني نفسيا مو زينة ..
المجروح : لييييش عسى ما شر غناتي .. صاير لك شي ..
ندى وعيونها تدمع للأشياء الكثيرة اللي حصلت لها : مو شي واحد ..اشياء .. تصدق اتمنى الموت احيانا .. كل اللي صار فوق احتمالي .. مو قادرة افكر زين ..
المجروح : ليش حبيبتي وش صاير .. ؟
حياتي كلها ضياع*ضياع : عندي لك سؤال واتمنى انك تجاوبني بصراحة ..
المجروح : تفضلي ..
حياتي كلها ضياع *ضياع : انت قد حبيت ؟
المجروح : حبيت ؟
حياتي كلها ضياع × ضياع : ايه حبيت .. قد حبيت لك احد .. احد اكتشفت خيانته بس بعد فوات الاوان .. واكتشفت انه ماكان يستاهل الحب ..
المجروح : انا مرة وحدة بس جربت الحب ..
ندى حست بالفضول : ومتى .. ومع مين ؟!
المجروح : يمكن تستغربين اذا عرفتي ؟
ندى : للحين تحبها ؟
المجروح : انتي اللي حبيتها ..
ندى فتحت عيونها مستغربة : انا ؟..
المجروح : ايه انتي .. ليش مستغربة ؟
ندى : انت ماتعرفني اصلا عشان تحبني ولا تنسى اني بعد ماقلت لك أي شي شخصي عني ؟
المجروح : مو شرط اعرفك واشوفك شخصيا .. يكفي اني عرفت شخصيتك من المحادثات اللي صارت بينا .. وما اكذب عليك اذا قلت لك اني حللت شخصيتك ووصلت لنتيجة .. وشخصيتك هي شخصية البنت المفضلة عندي
ندى حست بالفضول بيذبحها : وش نتيجته ..
المجروح : مستعدة تسمعين ؟
ندى : مستعدة ..
المجروح : اوكي شوفي .. اول شي .. طلعلي انك بنت ماتجاوزت العشرين سنة .. مرهفة الاحساس .. رومانسية ..
ندى فتحت عيونها وقاطعته : لحظة لحظة لحظة .. شلون عرفت عمري انا ماقلت لك من قبل ..
المجروح ضحك : ههههههههه .. لسا باقي كم شغلة بقولها .. وبعدين بقولك شلون عرفت ..
ندى حست بالحماس .. حست ان هالانسان شي غريب لازم تكتشفه .. ياترا شعرف عني غير عمري ..
ندى : طيب .. كمل ..
المجروح : اول شي قولي .. انتي رومانسية .. ؟
ندى وهي مبتسمة : ايوه .. بنت عمي تقول وانا اشوف نفسي كذا بصراحة ..
المجروح : حلووو .. يعني صح علي ..
حياتي كلها ضياع * ضياع : استغرب شلون عرفت ..؟
المجروح : لسا اسمعيني .. انتي بنت مرت بتجربة عاطفية استمرت لأكثر من أربع او خمس سنين وانتهت من فترة قريبة .. والشخص اللي حبته قريب منها ..
فتحت ندى عيونها عالاخر لدرجة ايقنت ان اللي قاعدة تكلمه ساحر ولا جني ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : يمه منك ..!!
المجروح : هههههههههههههه ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : والله جد .. شلون عرفت كل هالاشياء ؟
المجروح : يعني صح علي ؟
ندى : مية بالمية ..
المجروح : ومن دقايق اكتشفت انك تمرين بأزمة نفسية لفقد أكثر من شخص عزيز عليك ..
ندى توها بتسكر الجهاز وتنحاش .. بس هونت .. وش حقيقة هالانسان وكأنه عايش معي او بالأحرى عايش بداخلي ويعرف كل شي ..
ندى : هم صح اكثر من واحد .. هم ثنين .. الاول الشخص اللي حبيته واللي تمنيت اني ماحبيته بيوم من الأيام .. والثاني بنت عمي سافرت أمس ..
المجروح : طيب عندي لك سؤال ؟
ندى : تفضل ؟
المجروح : وش تحسين ناحية الشخص اللي حبيتيه ..
اشمئزت ندى وردت بملامح عبوس على وجهها : صراحة .. حاسة بالازداء .. مو منه .. من نفسي اللي نزلت كرامتها بالأرض .. ابي اسألك وش شعورك والشخص اللي تحبه يرفض حبك بطريقة مزدرية ومحتقرة ..
المجروح : والله ماعرف وش ارد عليك ..
ندى : طيب المجروح .. ماقلت لي شلون عرفت كل هالأشياء عني .. بدون محد يقولك ..
المجروح : بقولك .. اول شي انا ادرس علم النفس وقريب بتخرج ..
ندى باندهاش : والله ؟
المجروح : ايه والله ما اكذب .. انا مسافر ولما اتخرج برجع على طول ..
ندى : واو .. يعني استخدمت دراستك وجربتها علي ..
المجروح : ههههههههههههههههه .. بصراحة ما قدرت امنع نفسي من اني ادرس شخصيتك واحللها ..
ندى بفضول : طيب شلون قدرت توصل لهالنتيجة الدقيقة وانت ماعرفتي او شفتني شخصيا ..
المجروح : مو لازم .. كان كلامك وطريقة اسلوبك كلها تكفي .. كنت احيانا المس الحزن بردودك .. وكنتي بالنسبة لي تحدي لازم انجح فيه .. اذا وصلت لنتيجة دقيقة او مقاربة للحقيقة عن حقيقة شخصيتك فهذا يكفي ويثبت اني تقدمت بدراستي ووصلت لمرحلة حلوة .. والحمدلله كل اللي وصلت له كان مطابق للواقع .. وحاب اقولك بعلم النفس مو لازم تشوفين الشخص شخصيا عشان تقدرين تكونين انطباع عنه ..
ندى : يعني حتى استخدمت دراستك وتخصصك عشان تعرف اشياء .. انا ماكنت بقولها بلساني لو انك طلبت مني اقولها ..
المجروح : لما سألتك عن عمرك ورفضتي تقولين لي .. قلت مافيه غير هالطريقة .. وبنفس الوقت اختبر نفسي .. بس .. باقي شي واحد ماعرفته عنك ولا يمكن اعرفه الا لما تقولينه لي بنفسك ..
ندى حست بالاثارة وهي تتكلم معه غير عن قبل .. اكتشفت عنه شي جديد .. انه يدرس علم النفس .. وفوق كذا مسافر يدرس برا .. واكتشف اسرار عنها بطريقته ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : وشو اللي تبي تعرفه ؟
المجروح : اسمك ..
ترددت ندى انها تقوله .. هذي مو أول مرة يطلب يعرف اسمها .. بس من قبل ماكان يعرف عنها شي بس الحين هو عرف كل شي عنها وبنفسه من دون محد يقوله .. بس باقي الاسم ..
المجروح : شوفي غناتي اذا ماتبين تعلميني هذا شي راجع لك ومن حقك ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : اسمي ندى ..
المجروح : عاشت الاسامي .. حلو اسمك .. انا اسمي طلال ..
ابتسمت ندى .. وش هالصدف .. " طلال " من الاسماء اللي تعشقها ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : ما اكذب عليك اذا قلت لك انك اسمك يعجبني مرة .. احب هالاسم ..
المجروح : مستعد اعلمك عن نفسي اكثر اذا تبين ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : اذا هذا ما يزعجك .. صراحة فيني فضول .. عقب ماعرفت عني كل هذا ودي اعرف عنك .. ودي اعرف الشخص اللي قدر يوصل ويعرف اشياء .. واحد ثاني ماكان ممكن انه يعرفها ..
المجروح : ههههههههههه .. هذي أسرار علم النفس .. اسمعيني
حياتي كلها ضياع × ضياع : تفضل ..
المجروح : اسمي طلال .. عمري 25 سنة .. ادرس بأمريكا علم النفس .. خلال كم شهر بخلص وبرجع لحبيبتي السعودية .. وخاصة الرياض معشوقتي .. خاطب من فترة قبل لا اسافر ..
ماتدري ندى ليش حست بخيبة الأمل لما قرت انه خاطب .. هالشخص دخل قلبها بسرعة ..
ندى : خاطب ؟!
طلال : ايه خاطب من سنة .. بس تبين الصدق .. انا ناوي افسخ هالخطوبة اول ما أرجع ان شالله ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : ليش طيب ؟!.. ماتحبها انت ؟
طلال " المجروح " : الخطبة ماجت عن حب .. والبنت نفسها ماتبيني مثل ما انا ما ابيها ..
ندى حبت تكتشف عنه اكثر واكثر : اجل شلون انخطبتوا لبعض وكل واحد فيكم مايبي الثاني ..
المجروح : البنت وحدة من قريباتي وانخطبنا لبعض لأسباب عائلية .. لكن من فترة دقت علي خطيبتي واعترفت انها ماتبيني ومغصوبة علي .. تبين الصراحة انا ارتحت لأنها هاللي اقدمت على هالخطوة .. كنت شايل هم .. والحمدلله انها ماتعلقت فيني ولا كان توهقت ..
ضحكت ندى على " توهقت" : هههههههههههههه ..
المجروح ضحك معها : ههههههههه ... شفيك ليش الضحك ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : حلوة توهقت .. الله يوفقك ان شالله ..
المجروح : وياك .. اقول غناتي ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : هلا ..
المجروح : انا طالع للجامعة الحين .. تامرين بشي ..
ندى ابتسمت : سلامتك .. ولما تكتشف عني شي جديد قولي .. ههههههههههه .. من يدري يمكن تعرف عني شي انا ما اعرفه عن نفسي ..
المجروح : ههههههههههههه ... ولا يهمك .. يالله اشوفك قريب ..
حياتي كلها ضياع × ضياع : مع السلامة ..
سكرت الماسنجر وهي تحس بشعور غريب فقدته من زمان .. شعور بالراحة بعد ما افتقدتها الفترة الأخيرة ..
سوى شي واحد نغص عليها راحتها لما مر طاري شوق في بالها .. ماتدري ليش تحس انها ظلمتها .. طول الليل أمس كانت تفكر باللي صار من جية شوق لهم لما راحت امس .. وأمس وضح كل شي ..
هو ان شوق ماتبينا .. ولا تبي العيشة عندنا .. كانت حالتها البارحة وكأننا أخذناها من الشرقية وأهلها هناك بالغصب .. وأجبرناها على العيش بمكان رافضته داخل قلبها ..
بس انا سويت لها كل شي حتى الأخت ماتسويه لأختها .. كنت ابيها تحب الحياة هنا وتسعد وتفرح مثل ما أنا فرحت بها .. بس كل اللي سويت عشانها ما بين بعيونها واستغلت أول فرصة عشان تبتعد .. واذا هذا يريحها بكلم ابوي يخليها تعيش بالمكان اللي حبته .. ما رح أجبرها أكثر عالحياة هنا .. never ...
ماتدري شلون وصلها تفكيرها انها تمسك الجوال وتدق بعفوية على نوف اللي مباشرة ردت عليها وكأن التلفون بالأصل كان بيدها
نوف : أهللللللللللللللللن ..
ندى ابتسمت : وسهههههههههللللللن ..
نوف : هههههههه .. كيفك ؟!
ندى : زفت .. شرايك بهالكلمة ؟!..
نوف : زفت ؟!.. ليش عاد ؟
ندى تنهدت بعمق وبنبرة أسى : هالأيام كله صدمات تجي في وجهي ؟!..
نوف تأثرت بنبرة ندى : صدمات ؟!.. وشو صدماته ؟!..
ندى : نوف .. وش هو شعورك لما تكتشفين ان الناس اللي تحبينهم ما يبونك ؟!..
نوف : ندى شقصدك ما فهمت ؟!..
ندى بنبرة مالت للحزن الكبير : أعز ناس على قلبك كل واحد يجيك من جهة ويقولك مابيك .. نوف انا فيني عيب عشان الكل ما يبيني ؟!..
نوف : ندى وش قاعدة تخربطين ؟!.. منهم هذولي اللي ما يبونك ؟!..
ندى : ماتدرين وش صار أمس ؟!.. شوق رجعت للشرقية وشكلها مو ناوية ترجع ؟!..
نوف بصدمة : للشرقية ؟!!..
ندى : ايه .. تصدقين ؟!..
نوف : طيب والسبب ؟!.. زعلانة من شي ؟!.. اكيد فيه سبب !!..
ندى وهي تتنهد بعمق وضيق : صدقيني انا نفسي ما أدري .. مذكر اني سويت في حقها شي غلط .. بس تدرين الظاهر العيب فيني انا .. مو هي اول وحدة تتخلى .. قبلها احد سواها فيني بقسوة ..
نوف جا على بالها انها بنت : منهي هذي بعد ؟!.. قسم بالله ما تستحي هاللي سوتها .. ( وبنبرة مرحة تبي تطيب خاطر ندى ) .. ولا فيه احد عنده هالندى اللي تسوى الدنيا ومافيها ويستغني عنها .. مجنون اللي يسويها ..
ابتسمت ندى بسخرية على هالحظ اللي مو مخليها تستقر بدرب واحد .. من حبت هالاحمد وهي لها دروب كثيرة كل واحد أطول واظلم وأعقد من الثاني .. لو تدرين يا نوف انه اللي أقصده هو اخوك .. وش بيكون موقفك ؟!.. لكن انا من ذيك اللحظة اللي عرفت فيها حقيقته وانا بديت أغلف قلبي بأطنان من الحجر عشان يموت هالحب داخله وما يحيى بعد كذا .. خلاص انا مو مستعدة أتحمل أكثر أنواع العذاب اللي قاعد احمد يذوقني اياه ويتفنن فيه ..
نوف بعد فترة وهي تنادي : وين رحتي ياهوو .. ماقلتي لي تبين مني شي يا حووووبي ..
تغيرت نبرتها للمرح التام لأنها حست بضيق ندى اللي استمرت بالسكوت .. فكملت نوف كلامها بعد ما طرا لها اقتراح مفاجئ : طيب اقولك .. شرايك نروح للسوق ؟!
ندى بعد ما استطلفت الفكرة لأنها محتاجة تبتعد عن البيت شوي : وين تبين نروح ؟!..
نوف : الفيصلية ولا المملكة ولا أي سوق .. اهم شي نطلع ..
ندى : خلاص اوكي بمرك المغرب ..
نوف : اوكيه .. بنتظرك
ندى : مع السلامة ..
سكرت ندى وظلت بغرفتها ولا طلعت .. لما مرت ساعة راحت لأمها تستأذنها انها بتطلع مع نوف .. وام فهد ما عارضت لاسيما ويوم شافت نفسية ندى اللي كانت في حالة سيئة .. ولما خذت الموافقة رجعت لغرفتها وهي ودها تفضفض لأحد أكثر .. وما تدري ليش كانت تتمنى ان المجروح أو " طلال " بالاحرى يكون اون لاين عشان تقدر تكلمه .. محتاجة لأحد يسمعها .. بس للأسف كان اوف لاين .. طبيعي هو اصلا خبرها انه بيكون بالجامعة .. وينك بس يا طلال ؟!!..

رواية انتقام ينجب الحب ( سعوديه )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن