فوق بغرفة فهد ... كان فهد واقف عند اخته .. ونجلاء ماسكة الورقة بيد ترتجف ودموووع تنزل بغزارة السيول ،.. ولدها وراها عالسرير يسولف مع نفسه .. وصوته يختلط مع صوت شهقات امه المكتومة ..
ثنت الورقة وغطت عيونها بديها .. بعد عمري يا سعود !!... فقدتك صح لكن روحك دايم معي ... صورتك مارح تفارقني ..
فهد ابتسم وهو يشوف اخته تبكي .. وهالبكا كان يريحها،، هالرسالة عالجت ألمها انها فارقته من غير لا تشوفه .. من غير لا يقول لها وش كثر هي بالنسبة له ...
فهد : ...ان شالله ماكون غلطت يوم عطيتك اياها الحين..
نجلاء بابتسامة وسط الدموع : لا ماغلطت ياخوي... بالعكس كنت أتمنى هالشي... كنت اظن اني فقدت كل شي يوم راح فجأة.. كنت متضايقة لأني حتى ما ودعته ... بس هالرسالة... أحلى وداع... صحيح يعور لكن الحمدلله انه تذكرني وتذكر يترك لي شي...
فهد : والحين مثل ما قال ،،.. حياتك كلها لعبدالعزيز ،.. ربيه علميه وش كثر كان ابوه عظيم وش كثر كان رجال الكل يحترمه..
نجلاء بابتسامة رائعة :... تسلم يا فهد ،.. الحين اقدر أربي عبدالعزيز وأنا مرتاحة ... أوعدك ما تشوف دموعي بعد اليوم ... أنا اذا بضحك بضحك عشان سعود وولدي.. وسعود بدعي ربي كل يوم أشوفه بالاخرة... بدعيه كل يوم ،،.. اما الحين حياتي كلها لعبدالعزيز... بخليه سعود .. بخليه ابوه وهذا وعد مني ..
فهد ابتسم لها ابتسامة أخوية حلوة .. بادلته نجلاء بأحلى منها .. ما نساها سعود ، ما نساها وهالرسالة كانت الدليل ،.. ومادامه قال لها ما نساها وهارسالة عندها الحين.. فهي مرتاحة ..
قرب فهد من عبدالعزيز .. وشاله وهو يضحك له ..
لفت نجلاء بنص جسمها ورا وهي تضحك : .. بعد عمري فيه النوم شوف كيف يفرك عيونه..
فهد : ..... عبدالعزيز بن سعود... بيصير رجال شي.!
نجلاء : وانا احس بكذا... نسخة من ابوه بالشكل وان شالله بيكون مثله اذا كبر... خذت وعد على نفسي أخليه يدخل العسكرية مثل ابوه ... أبيه يكون ابوه ،،..
فهد : ... الله يصلحه ،.. مادامه عندك صدقيني مافي خوف عليه..
قامت نجلاء وخذت ولدها .. وطلعت لغرفتها نومته بسريره وبعد ما رضعته ونام ... تمددت عالسرير وفتحت الرسالة من جديد.. تملا عينها من الحروف .. وتحس بروح سعود فيها .. ابتسمت وهي تقرا أول كلمتين :" دنيتي كلها نجلاء ،،.. هالرسالة تقدرين تقولين عليها وصية ، وصية مني .. من زوجك اللي كان يشوفك دنيته وحتى جنته ،،... ما عطيتك هالرسالة الا اني حاس بكل اللي يصير لي... كنت عارف انك متضايقة ليش اني تركتك بالرياض وسافرت من غيرك ،.. لكن ظروفي تحكم وحياتي ماعاد صرت ضامنها ،.. الناس صارت تهددني بحياتي وبحياتك .. وحتى حياة عبدالعزيز.. مابغيت شي يصير لك وله ،.. ذاك اليوم ، كنت أحسه الوداع الأخير ، حسيت انها المرة الأخيرة اللي نجتمع فيها ،.. كنت أحس اني بموت قريب ،.. ما بغيتك تكونين جنبي...تركتك عشان تهتمين بعبدالعزيز لو صار لي شي..
كنت خايف عليه وعليك ، كانوا ممكن يحطون العين عليكم لو ما سمعت للي يبونه ،... نجلاء حبيبتي ، سامحيني اذا كنت قاسي باللي سويته ،.. كنتي حياتي وحبيبتي .. صحيح غبت عنك ،.. لكني تركت لك هدية !... هدية !.. هي أغلى هدية ممكن أقدمها لك .. هي الهدية الوحيدة اللي تقدر تعبر عن اللي بقلبي لك ...
هديتي لك هي .. عبدالعزيز... من سمعت انك شايلته داخلك صار روح أغلى من روحي... قدمت لك الأغلى ،،وياليت تهتمين فيه وتديرين بالك عليه ،، مابي حزن ولا دموع ،.. تعرفيني أكره دموعك ما حب اشوف وجهك الا مبتسم يضحك ... ريحيني الله يريحك دنيا واخره.. ريحيني وخليني اعرف اني تركتك وانتي مبتسمة .. اذكريني بالخير ، اذكريني دايم بضحكة ...
هذي وصيتي لك حياتي ،،
حبيبك ونور عينك .. سعود "
أنت تقرأ
رواية انتقام ينجب الحب ( سعوديه )
Randomفي وقت كان قبل منتصف الليل بساعة ... رياح نهاية الربيع هبت وهزت معها الأشجار الخضرا والأزهار الملونة اللي كانت مجملة الحي .. اللي كان من اجمل أحياء الرياض وأرقاها .. في وحدة من البيوت اللي كانت في الظاهر تشبه القصور .. وفي وحدة من غرف الدور الثاني :...