طلعت برا وتلقائي رفعت عيونها للسما فوووق .. النجوم للحين تسطع ومضويه .. وضمت نفسها بيديها من لفحة هوا باردة مرت .. وفركت يديها ببعض ومشت مبتعدة عن الفلة بدون تفكير بالمكان اللي تبي تقصده ..
ماكان ببالها مكان معين .. غير انها تبي تمشي وتبعد وتتأمل باللي حولها لعلها ترتاح ..
وهي تمشي تحس احيانا بالصداع يخف ويزيد .. امها موصيتها امس انها ما تتحرك من السرير لما تخف تمام بس هي مو طايقه الجلسه تبي تطلع تشم هوا وتغير جو .. غير مباليه بالنتايج والدوخه اللي ممكن تداهمها بأي لحظة ..
اشتد البرد ولبست القبعة على راسها وخلت أطراف شعرها القصير يظهر من تحت اذنها ، وتابعت مشيها .. بدون هدف أو مقصد ..
وصلت اخيرا عند شجرة البرتقال القديمة .. أول ماطاحت عليها عيونها ابتسمت بنعومة .. يا الله للحين عايشه !!!..
راحت لها بهدوء ومدت يدها ولامست أوراقها بأطراف اصابعها ..
نوف تتكلم وتخاطب الشجرة : يا الله وش كثر اشتقت لك .. سبحان الله للحين عايشه !!!..
هالشجرة مو عادية بالنسبة لنوف .. لها ذكريات قديمة هنا .. ياما جت وجلست تحتها .. وياما كلت منها وياما لعبت عندها هي واخوانها وبنات عمها و ..... وبدر !!!!!!...
همست باسمه من غير شعور : ..... بدر ؟!!!..
هو الوحيد اللي ماكانت لي ذكريات حلوة معه .. ماكان لي ذكريات حلوة معه ابدا ..
هبت نسمة هوا قوية حركت أغصان الشجر وانسمع حفيفها ، وسمعت نوف معها صوت خرفشة غريبة من الخلف ..
لفت بسرعة تطالع .. ماكان في احد والمكان هادي وساكن .. وخيوط الشمس بدت تنتشر بالكون ..
رجعت نوف عيونها للشجرة وتركتها وكملت جولتها .. وبعد فترة سمعت نفس الصوت الغريب خلفها .. وكأنها اصوات خطوات تمشي على الورق اليابس المتساقط بكل مكان .. لفت نوف ثاني مرة لورا باستغراب ، بس المكان نفسه خالي وما في احد .. مطت نوف شفايفها بتفكير .. مجرد اوهام وخيالات من صنع نفسها .. هزت كتفها بحيرة وعدم اهتمام وكملت طريقها ويديها بجيوب جاكيتها ، وأثناء مشيها لفتت انتباها حوض ورود أول مرة تشوفه .. كان مبين انه جديد ونوع الورود اللي فيه جديدة .. راحت لها وجثت عالأرض بركبتها وحاولت تقطف وحدة بس كان غصنها قوي ومليان شوك .. فبدون ماتنتبه جرحت اصبعها .. وبسرعة بعدت يدها ولمتها وهي تتأوه : اي ..
- سلامتك من الاي ..
جمدت عن الحركة وظلت حاضنه يدها .. ماحاولت تلتفت ولا حاولت حتى توقف .. جوارحها انشلت عن الحركة من الصدمة .. كانت تحس بأن فيه احد يراقبها ويتبعها بس كذبت نفسها ..
حست ببدر خلفها يتحرك ويقرب : قلبي ما يخطي ابدا .. كنت احس اني بشوفك .. بشوفك انتي أول وحدة بهالصبح .. ويا حلاته من صبح ..!!
نوف تبي تنطق وتقوله روح بس حتى لسانها خانها .. من حظها انها كانت لابسه القبعة على راسها فمو قادر يشوفها ..
بدر بصوت هامس تسلل لأعماق نوف ورعش أوصالها : نوووف .. يعني عاجبك اللي انا فيه ..
نوف وهي ترتجف من نبرته المؤنبة قدرت توقف واقفة ، ومشت بعيد وهي معطيته ظهرها ، وتحس بالصداع الخفيف رجع يزيد : خلني بحالي ..
مشت بعيد ونوبة الغثيان بدت ترجع لها ثاني مرة .. لا تكفين مو وقته الحين ..
حطت يدها على بطنها وباليد الثانية على راسها .. نفس الألم الفضيع بدت تحسه .. وتمنت لحظتها انها ماطلعت وظلت بالغرفة ..
اما بدر نسى نفسه ونسى الدنيا حوله وتبعها .. نوف وهي تمشي بسرعه لفت للخلف تبي تتأكد انه مو يلحقها بس شافته يتبعها ومو هامه احد ..
دمعه سالت على خدها ممزوجه بالألم .. ليش ما يتركني بحالي الحين ..
فجأة حست بدوخه ترجع تداهمها .. لأنها طلعت ما كلت شي وعلى كذا جالسه تمشي ونفسيتها مو زينة ، وكل هذا أتعبها ..
بدر ينادي بيأس : يا نوووف لحظة عندي كلام بقوله ..
نوف : .............
بدر وهو يمد يده لها يبيها توقف : ليش هالخووف كله اسمعيني حبيبتي ..
وقف بدر مكانه بعد ما طلعت هالكلمة من غير ارادته .. وقف وهو يطالع في نوف اللي وقفت هي الثانية بعد لحظة .. ومبين علي هيئتها الصدمة ..
ما كان يبي يصدمها ، وماكان يبي يستخدم هالأسلوب معها .. بس طفح الكيل وصار يتصرف تصرفات من غير ارادته ..
اما نوف فعلا كانت بحالة صدمة .. تصدق ولا ما تصدق اللي سمعته ..!!..
مسجاته الغرامية الغريبة ..
تصرفاته الأغرب ..
والحين " حبيبتي " .. ومن مين سمعتها ..!!.. من اخر انسان في الوجود تفكر انه يقولها ..!!
لا
لا
ما بي اصدق .. مابي أصدق .. ماني مصدقه يعني ماني مصدقه ..
رجعت نوف تمشي مبتعدة ، لكن مع أول خطوة مشتها طاحت عالأرض ويدها بفمها وتحس باللوعة تزيد بحلقها ، وبصوت متقطع خايف : روح .. وخل.. خلني بحالي ... روح يا بدر روح .. ما أقدر اصدقك ..
بدر قرب منها بخوف من شكلها : وين اروح .. ماني رايح .. لازم تسمعيني ولازم تصدقين يا نوف لازم تصدقين ..
نوف تحاول توقف وتهرب من اللي بتسمعه : ............
بدر وقف خلفها : اظنك بديتي تعرفين كل شي بس مصرة على رفض انك تصدقين .. مشكلتك الوحيدة يا بنت عمي هي القسوة .. انتي جالسه تقسين علي وعلى نفسك يا نوف .. افتحي قلبك يا قلبي وانسي كل شي صار ..
نوف تقوم واقفة وتمشي وهي تترنح : ...........
بدر يتابعها بعيونه بقلق وانتظار للجواب : نوف ..!!
نوف بصوت متقطع : خلك بعيد عني احسن لك واحسن لي ..
بدر تبعها بخطوات هادية وقلبه منفطر : اذا هو احسن لك .. ترا هو مو احسن لي .. نوف متى بتفهمين انك كل شي بالنسبة لي .. حتى بهاللحظة اللي أكلمك فيها قلبي مو ملكي .. متى بتفهمين ان كل اللي سويته معك مو بإرادتي .. انتي يانوف اللي تخليني اسوي كل هذا .. مو قادر اضبط نفسي لما أشوفك .. مو ذنبي هالشي يا بنت عمي .. افهميني بس ..
وش قاعد يسوي بدر بنوف ؟!!!... كان يألمها بالحقائق اللي يقولها .. يكشف لها كل شي بقلبه .. يفتح عيونها عاللي مغمضة عنه .. خلاها تواجه كل شي كانت تهرب منه ..
بدر كشف الحب اخيرا .. بس نوف .. وش بيكون ردها ..
ما تحملت نوف كلامه ودوختها قضت على كل احاسيسها بهاللحظة .. وهوت بين ايدين بدراللي كان واقف قريب منها ، ومتنبه لحالتها الغريبة ..
قدر يجلسها بالأرض .. حاول يصحيها ويضرب وجهها بخفة .. بس نوف كانت بين الإغماءة والصحوة .. ومو حاسة باللي يدور من حوالينها .... اه تعبتني معك .. تعبتني معك يا بدر ..
بدر وهو يمسك يدها ويشد عليها : نوف حبيبتي سلامات شفيك ..؟!!
نوف فتحت عيونها ببطء وطاحت عينها بعينه .. ورجعت غمضتها وبدت تبكي .. عارفه انه بدر هو اللي جنبها الحين وهي مو قادره تتحرك وتبتعد عنه .. كانت ضعيفة ومصدر قوتها بهاللحظات بدر .. ما توقعت بيوم انها بتضعف وبتحتاج لقوته وسنده .. ما تقبلت الضعف وبدت تبكي ودموعها شلالات تهطل .. منظر قطع قلب بدر وفطره ..
بدر : بس حياتي نوف وقفي دموع ..
نوف تبكي بقوة وتشهق : رجعني .. ابي ارجع ..
بدر : طيب قومي أوديك ..
نوف : لا لا .. انت بعد عني ابي اروح لحالي ... انت ابعد عني ..
بدر قلبه عوره بس ماحب يرفض طلبها : ان شالله بس خليني ادق على دلال تجي تساعدك ..
نوف بخوف : لا .. انا بروح اقدر اروح ..
بدر طالعها بشوية قسوة وبعد يده عنها وخلا توازنها يختل .. بس قدرت تتوازن بصعوبة وما عرفت لأي مدى بتقدر تتحمل .. وصدقت انها مالها غنى عنه الحين ..
بدر : اوكي مادام تقدرين يالله قومي روحي ..
نوف وهي تبكي حاولت توقف بس ما قدرت .. ورجعت لدموعها وشهقاتها ثاني مرة .. وضعفها واضح بالنسبة لبدر ..
نوف مثل الطفلة الصغيرة مغطيه وجهها بيديها الثنتين : أبي أروووح ..
بدر بدون ما يتكلم طلع جواله واتصل على دلال .. وردت عليه بصوت نايم ..
دلال : هاه ..
بدر : دلال انزلي بسرعة وتعالي ..
دلال فتحت عيونها : هاه .. وش قلت ..؟!!
بدر بحزم : قلت انزلي تحت واطلعي برا وقابليني .. الحين الحين .. بسرعة ..
دلال بدون جدال قامت من السرير وطلعت من الغرفة : طيب طيب .. جايه ..
سكر عنها ورجع الجوال بجيبه ومد يده لنوف : عطيني يدك أساعدك ..
نوف بدون نقاش حطت يدها بيده وقامت واقفة .. مشت معه وهي تحس بقبضة يده قوية بيدها .. لما قربوا من الفلة وقف بدر واتصل على دلال ثاني مرة ..
دلال كانت عند باب الفلة تدور بعيونها عنه بس مالقت احد .. ومستغربة انه يطلبها بهالوقت المبكر .. دق جوالها وردت ..
دلال : وينك انت ؟!..
بدر : تعالي احنا قدامك على طول ..
دلال باستغراب : احنا ؟!!!.... من انتم ؟!!..
بدر : انا ونوف ..
دلال شهقت بخوف : نوف ؟!!..
تذكرت الحين ان نوف ماكانت بسريرها ..
دلال : شفيها نوف ؟!!..
بدر : تعالي خذيها وفكيني تعبانه البنت ..
نوف عورتها الكلمه .. فكيني !!!... بس دموعها ما وقفت وانتظرت دلال تجيهم ..
دلال راحت للجهة اللي قال عليها ركض ، وهناك شافت نوف دايخه ومتعنزه على بدر .. راحت لها ومسكتها .. ونوف ماصدقت خبر من شافت دلال فكت يدها من يد بدر ، ورمت نفسها بحضنها وبدت نوبة بكاء مرير .. وبدر بحزن تراجع شوي وابتعد .. مايدري يحزن على نفسه ولا عليها ..
دلال وهي حاضنتها : شفيك نوف ؟!.. ( وتطالع اخوها بنظره متسائلة ) .. شفيها نوف يا بدر ؟!!!..
بدر بضيق : مافيها شي .. البنت تعبانه ودايخه وجبتها ..
دلال : مرة ثانية ؟!!..
بدر : مرة ثانية ؟!!.. وش اللي مرة ثانية ؟!!..
قاطعتهم نوف من بين دموعها الغزيرة : وديني دلال وديني للغرفة ..
دلال مباشرة اسندتها ومشت معها .. بس نوف وقفت بعد خطوتين والتفتت لبدر بنظرة تفيض عتاب ودموع ..
نوف بصوت متهدج وتعبان : كل اللي انا فيه الحين .. بسببك .. بسببك انت .. انت ..
هزت كلماتها بدر من الأعماق .. وطفرت عينه بدمعه حاره ساخنه لهبت وجهه ..
صدت نوف عنه وكملت طريقها مع دلال الملتزمه للصمت .. دخلتها داخل ومباشرة للغرفة وحطتها بالسرير بعد ما عطتها حبة بنادول ..
بعد ماغطتها دق جوالها ثاني مرة بنغمة مسج .. ولما فتحته كان من بدر ..
" تعالي ابيك " ..
عفست وجهها بحيرة ، ونزلت تحت تشوفه .. شافته لازال واقف بمكانه يفرك عيونه ومبين عليه الضيق ..
دلال : نعم بدر ؟!!..
بدر وهو يمشي ويأمرها تتبعه : تعالي ..
ابتعد عن الفلة ولما صاروا بمكان محد يقدر يشوفهم فيه لف لاخته : اسمعيني .. اللي شفتيه اليوم لا يطلع لأحد ..
دلال طالعته بدلاخه : نعم ؟!!..
بدر بحزم ما تعودته دلال منه : اللي سمعتيه .. هاللي شفتيه انتبهي لا يعرف احد فيه ، يا دلوول تراني حذرتك ..
دلال بتوتر : ان شالله ..
سكتوا شوي وبعد صمت قصير لف بدر لاخته : نوف من متى تعبانه ؟!!..
دلال : امس تعبت .. بس الله يهديها المفروض ما قامت من السرير لأن نفسيتها البارح كانت مرة زفت .. خالتي طلبت منها ما تقوم من السرير بس نوف ماتسمع الكلام تعرفها عنيدة .. ( وتذكرت شغله ) .. الا تعال بدر بسألك سؤال ..
بدر عرف سؤالها : اسألي ...
دلال بتوتر خايفه يعصب : ا .. اممم ....... نوف .. وش جابها معك ؟!!..
بدر ابتسم يطمنها بس قلبه منفطر اشد انفطار : كانت طالعه وبالصدفة انا كنت طالع .. ولما شفتها كانت تعبانه وداخت فاتصلت فيك ..
دلال هزت راسها وعلامات ارتياح بوجهها ولو ان في اشياء ما فهمتها .. مثلا .. بكي نوف بهالشكل !!.. ولومها له .. وش سببه !!..
ابتعد بدر عنها وهو سارح ودلال نادته بقلق .. شافت بوجهه ضيق كبير واحزان تلمع بعيونه واضحه : بدر ..
وقف ولف لها : نعم ..
دلال : وين بترووح ؟!!..
سكت مو عارف جواب .. لأنه مايدري وين بيروح .. لو بيده كان راح من الدنيا كلها ..
بلحظة ضعف تمنى الموت لنفسه وتمتم بصوت مسموع وعيونه للسما لعل وعسى تكون ابوابها مفتوحة هاللحظات : اه ياربي خذني عندك وريحني .. ريحني .. ريحني من نفسي .. ومنها .. ريحني من هالبنت ياربي ..
غمض عيونها ومعها سالت دمعه .. ودلال شهقت : بدووور حبيبي وش قاعد تقوول .. تبي تموووت كان اموت معك ..!!!!
بدر نزل عينه لها بابتسامة حزينة : اذا الموت اريح لي يا دلال تراني اتمناه ..
دلال خنقتها العبرة من كلامه الغريب : بدوور ليش طيب .. لا تدعي بهالشكل ثاني مرة ارحمنا الا الموت يا بدر الا الموت تكفى ..
بدر : دلووول .. انتي تتمنين لي الراحه صح ؟!!..
دلال هزت راسها بسرعة وخوف : ايه اكيد ..
بدر : واذا فيه بهالدنيا ناس ما يبونك وانتي تبينهم .. مو اريح لك الموت ..
دلال : بس لا .. الا الموووت ..
بدر ضحك لها : هههههههههههههه .. عالعموم يا دلوول تراها كلها امنيه .. واللي مكتوب بيصير .. امنيتي مارح تقدر تغير اللي مقدر لي .. اذا مقدر لي اعيش عشت واذا مقدر لي موت بموت .. بالنهاية هي امنيه ..
دلال دمعت عيونها وركضت لحضنه : بدر ليش تقوول هالكلام .. خوفتني عليك لا تجيب للموت طاري .. ترا كلنا نحبك محد منا ما يبيك .. بدر انت غبت عنا سنين وكانت سفراتك كثيرة .. انا ماصدقت تستقر عندنا شلون تبي الموت ياخذك منا .. بدر كلامك خوفني ليش قاعد تقوله ..
بدر غمض عيونه بألم وهو يتذكر حلمه اللي حلم فيه اليوم : ما اقصد اخوفك يا دلال بس هو مجرد كلام وقلته ..
دلال رفعت راسها وشافت دموعه : وانت شفيك .. ليش تبكي .. عمري ماشفت دموعك من قبل .. بدر وش اللي مضايقك قولي ..
بدر ابعدها عنه وابتسم بعذوبة : مافيني الا العافية .. والحين روحي نامي يكفي اني صحيتك من نومك .. وانتبهي لنوف محتاجه لأحد عندها ..
تركها واقفه وحيدة تصارع الخوف داخلها .. كلام بدر دق ناقوس الخطر عندها .. اول مرة تشوفه بهالهيئة .. اخوها اللي تحبه واضحه فيه المعاناة .. معاناة شكلها كبيرة قاسيه خلته يوصل لدرجة انه يدعي على نفسه بالمووت !!!!... وهالمعاناة أكيد ترتبط بنوف .. نوف لها دخل باللي اشوفه من بدر الحين ..
تغيرت نظرة دلال لغضب ممزوج بالشفقة ..
لفت راجعه للفلة لكنها وقفت وغيرت دربها للجهه اللي راح منها بدر .. ولما وصلت شافت سيارته تنطلق مبتعدة عن الفلة بسرعة جنونية ..
رجعت لداخل وهي قلقة خايفه ودخلت للغرفة .. شافت نوف على حالها بالسرير لكن مو مبين انها نايمه .. كانت تسمع اصوات مكتومه من تحت الغطا ... قاعده تبكي ..!!!
راحت لها بعصبية وسحبت الغطا منها وصرخت بوجهها : قوومي يالنذله .. قوومي يالمجرمه ..
نوف قامت قاعده وعيونها محمره : ش... شفيك ؟!!..
دلال ويدها على خصرها : شفيني ؟!!!.. الا قولي شفيك انتي ؟!!!..
نوف بذهول : انا ؟!...
دلال كان ودها تعطيها كف يفر وجهها بس مسكت نفسها : ايه انتي ... انتي وش مسويه ببدر ؟!!.. قولي وش مسويه فيه ..؟!!..
نوف والدموع ترجع تسكن عيونها وصوتها يتهدج : ما سويت له شي ..
دلال بعصبية مفرطة وصوتها يعلى : الا مسويه .. الحين تأكدت ان في شي بينك وبين اخوي .. وصدقيني يا نوف اذا صار لبدر شي لا تلومين الا نفسك .. بتعضين اصابع الندم .. تفهمين يالحيوانه ..؟!!
نوف علا صوتها الباكي : مافي شي بيني وبينه .. مافي شي .. ليش ما تصدقين ..!!
دلال تغالب دموعها وتتذكر كلماته : الا فيه شي ولازم تقولين وشو .. لازم تقولين ولا ترا والله وربي العظيم لأفضحكم واعلم الكل عن اللي شفته اليوم .. واخليك تعترفين غصب طيب ..
نوف حست بضعف الحيلة وخافت لا يعرف الكل : وش تقولين لهم .. !!! .. ماكان فيه شي بيني وبينه .. اخوك اللي يلاحقني .. اخوك الحقير هو سبب كل شي .. حتى مرضي الحين بسبته .. واذا بتفضحين احد تراك بتفضحينه هو .. لأني انا بريئة منه ومن سواياه ..
دلال فقدت اعصابها وعطتها الكف اللي كانت ماسكه نفسها عنه من بداية جدالهم .. افتر وجه نوف وحطت يدها على خدها وطالعت بدلال بنظرة غاضبة جدا .. وصرخت بلحظة غضب بدون ما تنتبه للي بتقوله : الله ياخذه ويريحني منه .. زين .. الله ياخذه الله ياخذه الله ياخذه ..
دلال بصراخ أعلى : لا تدعين ....!!!
نوف مسكت لسانها لا تدعي اكثر وغطت وجهها بيدينها واستمرت بالبكي .. ودلال غضبها يزيد ..
نوف : اذا تبين تعرفين روحي اسأليه هو .. لا تسأليني .. لا تسأليني ..
بهاللحظة اقتحموا الغرفة فرح وسهى مروعين من اصوات الصراخ اللي سمعوها .. طالعتهم نوف بخوف ولفت بعيونها لدلال خايفه من ردة فعلها .. خايفه لا تعلم عن اللي شافته ..
فرح وهي تنقل نظرها مابين نوف الباكية ودلال الغاضبة : شفيكم ؟!!.. ليش هالصراخ مجانين انتوا ؟!!..
نوف : .............
سهى وهي تطالع دلال : ليش تصارخون بهالصبح ؟!.. وش صاير ؟!.. قومتوا العالم بصراخكم ؟!!..
دلال بغضب حطت يدها على خصرها وأشرت على نوف بيدها الثانية : اسألوها ... خلوها تعلمكم .. لأني انا بعد ابي اعرف اللي صاير لبدر ..؟!!
فرح وهي تتقدم لها مقطبة : بدر ؟؟!!... وش دخل بدر الحين ؟!!..
دلال لفت لفرح وواجهتها ووجهها كله اصرار : انا بقوولكم ..
نوف صرخت وهي توقف : لا .. لا تقولين ..
دلال طالعتها بطرف عينها باحتقار ورجعت لفرح : اذا ما تبيني اقوول .. قولي لي ليش بدر متضايق ..؟!!
نوف بضعف حيلة : ما أدري .. اسألووووه لا تسألووني .. انا وش يعرفني ..؟!!..
دلال : يعني مصرة انك ما تقولين ..
نوف بصراخ : يعني غصب انا اعرف .. ما ادري ما ادري .. هو يعرف روحوا اسألوه ..
دلال صدت عنها : اجل انا بقوول كل اللي عندي .. وبعلمهم باللي شفته اليوم ..
فرح باستغراب : ليه وش اللي شفتيه يا دلال ..؟!!
نوف فقدت اعصابها وتفجرت بقايا الدموع المتحجره بعيونها .. هو اللي بينقذها الحين .. هو المنقذ الوحيد ..
بدون تفكير راحت لجوالها واتصلت عليه .... على بدر ..
وانتظرت يرد وكل دقة يدقها الجوال تحس معها مضى عمر كامل .. فرح وسهى عيونهم مندهشه مستغربين من اللي سمعوه من دلال .. وبدت تحس بنظرات اتهام غامضة تتوجه لها .. دعت ربها بدر يرد .. يارب رد علي .. رد علي يا بدر رد ..
بعد عدة دقات وصلها رد .. لكن كان رد صامت من الطرف الاخر ..
بدر : .............
نوف وصوتها منهار : ب... بدر ..!!
وصلها صوته مغلف بالهموم والشووق الواضح : اذا بتسميني بكلامك كالعادة ترا مافيني يا نوف .. خلاص شبعت هموم وسمووم منك .. ارحميني ..
كلامه كان مثل السكاكين نهش بقلبها ووجدانها ، وتأنيب ضمير عاصف عصفها من الداخل .. من جدك انت تحبني يا بدر ؟!!!..
نوف تصيح : كل اللي ابيه منك الحين طلب واحد ..
بدر: ............
سكت محتار .. هل اللي يسمعه صدق ولا .. نوف تطلبه !!..
خافت نوف من سكوته .. خافت يرفض طلبها .. وبصوت معذب ورجا : بدر !!!..
بدر بهمس : اكذب عليك اذا قلت اني ما قدر عليه .. يكفي انه اول مرة تطلبيني ..
حرك كلامه ونبرته شي داخلها .. لكن الموضوع حساس ما تدري اذا بينفي كلام دلال أو بيقره ..
حطت نوف الجوال على السبيكر عشان الكل يسمعها ..
نوف : بدر .. دلال تقوول ان فيه شي بيني وبينك .. صحيح هالشي ولا لا ؟!!.. قول الصدق ؟!..
بدر : ............
نوف ودموعها تزداد وتحس انها ما قد ذرفت دموع مثل دموع هاليوم : بدر فرح وسهى هنا ودلال تقول لهم ان فيه شي بيني وبينك .. وانا اسألك هو فيه شي بيني وبينك ؟!..
بدر بعد ما تنهد بهمس ما سمعه الا نوف : ........ ومن قال هالكلام ..؟!!
نوف تطالع دلال والعبره خانقتها : دلال تقوول .. بس انت قول الصدق ..
بدر سكت فترة يحس بالألم .. نوف تبيه ينفي هالشي .. ومعناته انه نوف مو مهتمه بكل الحب اللي اعترف فيه ..
بس بعد مو راضي على حبيبته ..
بدر بعصبية واضحة بصوته : ودلال هالبزر من وين جابت كلامها هذا ؟!!..
فتحت دلال عيونها عالأخير وطالعت بنوف بدهشة .. شفت هالشي بعيوني ..
بدر : انا مافي شي بيني وبينك .. انا اصلا ما شفتك من شهور ..!!
تنهدت نوف بارتياح وبإمتنان كبير .. كذبة كبيرة انها ماشافها من شهور .. لسا من ساعة شايفها .. بس موقف عمرها مارح تنساه له ..
دلال من القهر عارضت بصوت عالي : تكذبني يا بدر .. انا توني شايفتكم من ساعة .. مع بع .......
كانت بتقول " مع بعض " ..
بس بدر قاطعها بعصبية وصرخ : دلال !!!..
صرخته خلت دلال تنتفض وتسكت .. وبدر كمل : كلامك هذا بعدين احاسبك عليه .. بعدين يا دلال بعدين .. لا تلومين الا نفسك ..
وسكر الخط .. وفرح لفت لأختها مستغربة : أحد يفهمنا وش صاير ..!!
دلال بعد نظرة مقت لنوف ، غادرت الغرفة بصمت .. وفرح وسهى طالعوا بعض باستغراب .. ونوف عشان تنهي كل مجال للنقاش مشت للحمام وقفلت على نفسها ..
فرح ظلت تفكر بصمت للحظة وسهى نفس الشي .. مو لاقين جواب للي صار قبل شوي ..!!!
بدر .. ونوف ؟!!... وش صاير بالضبط ؟!!!!
أنت تقرأ
رواية انتقام ينجب الحب ( سعوديه )
Randomفي وقت كان قبل منتصف الليل بساعة ... رياح نهاية الربيع هبت وهزت معها الأشجار الخضرا والأزهار الملونة اللي كانت مجملة الحي .. اللي كان من اجمل أحياء الرياض وأرقاها .. في وحدة من البيوت اللي كانت في الظاهر تشبه القصور .. وفي وحدة من غرف الدور الثاني :...