طلعت شوق من الحمام بعد ماخذت دوش سريع تنشط فيه .. كانت قد ملت وهي منسدحة عالسرير من كثر التفكير اللي اتعبها .. توجهت للتسريحة وفكت الرباط المطاطي عن شعرها .. وقبل ماتبدا تمشطه انتبهت لعمر جالس فوق السرير يعبث بشي ..
شوق وهي تلتفت له مستغربة : عمر ؟!!
رفع لها راسه وابتسم ابتسامة وسيعة .. قامت وراحت له : من متى وانت هنا ؟!
عمر وهو يرجع لعبثه : من ذمان ..
ضحكت شوق وجلست على طرف السرير عنده : وش تسوي ؟
شافت كتاب تلوين لشخصيات كرتونية مفضلة عند معظم الاطفال وأقلام الألوان المختلفة منثورة حوله بعشوائية ..
همست لنفسها .. الله يعيني عمر مارح يطلع من هنا الا وهو عافس الغرفة فوق تحت ..
انتبهت لعمر يتكلم وهو منزل راسة للدفتر يلون : لوني معي ..
ابتسمت شوق وانحنت قريب منه : الون معك ؟!
هز عمر راسه وهو منهمك بالتلوين .. وبعد ماخلص من جهة معينة ترك اللون اللي بيده واختار لون ثاني وقبل مايكمل رفع راسه لها وهو يأشر عالصفحة المقابلة : لوني هذي .. ميني ماوث ..
ابتسمت شوق ابتسامة جانبية : شمعنى ؟!..
عمر بفلسفة الاطفال : عشان هي بنت وانتي بنت .. وانا ( يأشر لنفسه ) ولد وألون ميكي ماوث ..
ضحكت شوق ومسحت على راسه وهي قايمة : ههههههه .. لا انت لونهم كلهم لحالك .. انت تلون أحلى مني ..
برطم عمر بالبداية لكن لما سمع المديح هز راسه موافقة .. تركته شوق ورجعت لتسريحتها تكمل اللي بدت فيه ..
بعد فترة انشغلت فيها شوق بالعبث بأعراض تسريحتها ونست حتى ان عمر عندها سمعته يناديها .. رفعت عينها له بالمراية شافت الدنيا معفوسة حوله .. شهقت وهي توقف والتفتت للأشياء المنثورة حوله ..
صور ابوها وامها واوراق واشياء تشكل ذكريات لها عنهم ..
صرخت بعصبية وهي تسرع الخطى له : عمر ..
انتفض عمر من الروعة وطاحت الصورة اللي بين يديه عالأرض ونظرات مفزوعة بعيونه ..
وصلت له شوق وسحبت باقي الصور منه بعصبية : شلون تلمس اغراضي بدون اذن .. ها ؟!
ارتجفت شفايفه بخوف نظرا للأسلوب اللي ماتوقعه .. حاول يبحث عن اجابة لكنه ماحصل ..
جمعت أشياءها بسرعة وحطتها عالمكتب وهي تعاتبه بعصبية : لما تلمس اشياءي مرة ثانية بدون ماتقولي لا تلوم الا نفسك ..
وراحت لها وضربت ظهر كفه بخفة لكن بعصبية زادت : مفهوووم ؟!!
حضن عمر يده المضروبة وبدمووع انذرفت بسرعة : انا ما ادلي .. ما ادلي ..
ونزل من السرير بسرعة وقبل مايطلع التفت عليها بدموع بريئة : ماحبك ..
اختفى عنها وهي مسكت راسها مستغربة من ردة فعلها .. ترك عمر الباب مفتوح فسكرته ورجعت للصور فوق المكتب .. قلبتها بتوتر وحست انها بتفتح على نفسها باب جديد من الحزن فصفتهم فوق بعض بشكل سريع ورجعتهم داخل الدرج ..
طاحت عينها على كتاب التلوين اللي لازال مفتوح على ذات الصفحة وغير مكتملة التلوين .. ابتسمت وفتحت صفحات سبق تلوينها .. بعضها كان مجرد خربشات طفولية وبعضها ملونة بعشوائية تبين انها ذوق طفل ..
رجعت للصفحة اللي طلب منها تلونها .. كانت متأكدة انه زعل منها فيمكن اذا لونت مثل ماطلب يرضى فبدت تلون وهي تتفنن ..
أنت تقرأ
رواية انتقام ينجب الحب ( سعوديه )
Randomفي وقت كان قبل منتصف الليل بساعة ... رياح نهاية الربيع هبت وهزت معها الأشجار الخضرا والأزهار الملونة اللي كانت مجملة الحي .. اللي كان من اجمل أحياء الرياض وأرقاها .. في وحدة من البيوت اللي كانت في الظاهر تشبه القصور .. وفي وحدة من غرف الدور الثاني :...