- التاسع عشر -

4.3K 102 11
                                    

'
بدو الناس يقلون ، وقفت الجوهره تجمع الزمزميات مع الخادمات وتوديها للمطبخ ، في طريقها للمجلس تمسح بايدها على فستانها وقفت بشكل مفاجئ من طلع بوجهها بنت لابسه عبايتها ونقابها ، تبسمت الجوهره بخفيف : تبين زمزمياتك ؟
صافحتها البنت ونطقت : لا ياحبيبتي ما ابغى زمزمياتي
شدّت البنت على يد الجوهره بعنف وسكنت ملامحها تنطق بخفوت : والله ماتلقين الخير بحياتك زي ماخربتوا حياتي إنتي وزوجك !
عقدت حواجبها الجوهره تناظر كفها من شدت عليه ومشت البنت تسارع من خطاها تقول الجوهره : بنت !
لحقتها الجوهره ولكنها اختفت كأنما هي سراب ، مررت الجوهره اناملها بشعرها وزفرت بضيق .


طلعت ملاك من البيت تعدل عبايتها اللف وطرحتها الي تاركتها على راسها بدون ماتلفها لان الوقت تأخر و البيت اصبح فاضي ، شافها مقبله عليه رافعه عبايتها اللف عن كعبها يبين فستانها السكري ، تبسم من منظرها ، نور القمر يلامس وجنتيها في ظلام اليل ، ظلام دامس يبين فيه فستانها السكري و ملامحها الي اشبه بالقمرا الي فوقها ، ركبت بجانبه تبتسم بخفيف ونطقت : تأخرت عليك ؟
سفر هز راسه بالنفي يحرك سيارته ثم سأل : تعبانه نروح البيت ؟
ملاك : مدري جا عبالي نتقهوى
سفر هز راسه بالموافقه يبتسم ونطقت هي : مو ضروري ترا ، نرجع البيت ترتاح انت
سفر سكت وهز راسه بالنفي ، ناظرت قدام تستغرب هدوئه و قليل حَكيه الي مو كعادته ابد ، لوهله حست انها مسويه شي وزعلان منها الحين ويرفض الاعتراف ، عضت شفتها بخفيف تنكر محاولات عقلها في الأقرار برأيه وانه يرفض الكلام معها بسبب شي سوته ، بعد ما اخذو قهوه حرك سيارته نحو مربط السطام ووقف عنده ينزل ، ناظرته يسبقها بالنزول وهذي مو من عاداته ابداً و كذا تأكدت انه زعلان منها ، تنفست بسرعه خايفه من هدوئه ولف عليها وهو برا يناظرها باقي بالسياره ونطق : انزلي
نزلت من حست بنفسها ومشت توقف بجنبه لجل يمشون مع بعض ، سفر : اسبقيني
عقدت حواجبها باشديد الأستغراب ونطقت بنبره خافته خوفاً منها تهيّض شي فيه : و إنت ؟
سفر : ادخلي للغرف داخل لا تجلسين بالجلسات الخارجيه عند الاسطبل ، برد
مارد على سؤالها وهي تمشي تسبقه وتفكيرها ينهش عقلها كأنما هو طاعون قاتل ، رصت على اسنانها ودخلت في الصاله الي يتوسطها جدار من زجاج ويلي هو نافذه ، تطل على نَخيل المربط و الاسطبلات والميدان الاساسي ، جلست على الكنب ترخي كتوفها تستريح بعد ماحطت عبايتها وبقى فستانها السكري عليها ، فستانها يلي كان تحت الركبه بشوي و كعبها الي بالون الالماسي الامع ، سادله شعرها وبين تاره و اخرى تلعب فيه ، ناظرت كوب القهوه الي بيدينها تفكر وتحس انها توسوس ، هزت راسها لجل توقف افكارها السلبيه عن التزايد وهمست : بلاش سوء ظن ملاك !
سمعت صوت خطواته و حركت راسها تناظر الباب الي بيجي معه ، لوهله شافت باقه الورود الي سبقته ودخلت قبله من حجمها المهول ! ، توسعت أبتسامتها تضحك بخفيف من صدمتها ونزلت كوب القهوه توقف ، هو رافع الباقه لدرجه ماينشاف وجهه وغطت فمها تبتسم ، نطق هو خلف الباقه : وردي زي ماتحبين
باقه ورد بتدرجات الوردي جميعها من افتح لون الى اغمقه ، نزل الباقه شوي عن وجهه لجل يناظر ملامحها ، وقعت عينه على فستانها السكري وكتوفها العاريه ، لانت ملامحه بذهول من منظرها الملائكي وكأنها حرفياً ترتدي اسمها وتتصف به ، شالت الباقه الثقيله تناظرها ثم رفعت راسها تناظره يبتسم بحب ونطقت : كيف عرفت اني احب الورد الوردي ؟
دخل يدينه بجيب ثوبه : لقيت لك تغريده عام ٢٠١٧ تقولين فيها متى بيجي اليوم الي انهدي فيه باقة ورد من الشخص الصحيح ، وحطيتي صورة الباقه الي تبينها
تبسمت يبين طرف اسنانها ، سفر : بس مدري النقطه الثانيه وقعت ولا لا
مقصده قولها لَـ - من الشخص الصحيح - ويبي يتأكد ويسمع التأكيد منها ، تبسمت و نطقت بصوت خافت مهموس هادئ للمسمع : احبك
رفع حواجبه يبتسم بخفيف و كأنه اصبح ملك للعالم ، وكأنما انهدى اسمى انواع القصيد و اعذبه ، منطوقها للكلمه بنبرتها الي تهدّ جيوش كامله تركت ضلوعه تلين وينزرع داخلها الف ورده ، و كأنها سقت صحراء بعد سنين عجاف و مستحيل ينبت فيها الزرع ، وزرعت انواع الورد و الزهور ، يكاد يفرّق بينها وبين باقه بين احضانها وين الورد بينهم ، كلامها الي كأنه المسك و العنبر تفوح منه ازكى الروائح ، هي من تستطيع ان تصير هلاكه و ملاكه في آن واحد ، تركت الباقه على الكنبه وتقدمت تحضنه ، انقطعت انفاسه من داهم هواه ريحه الورد اللطيف ، ريحه تنبع من كل حركه منها مايدري هي ريحه يتوهمها من عشقه لها او ريحتها الفعليه ، حضنها يرتفع جسدها شوي وتبقى رجولها على الارض ، ترك كفوفها على ظهرها يشدّها نحوه يبيها قريبه منه بالحيل ، قريبه لدرجه يكادون يصبحون روح وحده .


سَهر تتمشى في أسيّاب الجامعه بعد انتهاء محاضراتها ، '
بيد تمسك بالشنطه واليد الاخرى تعانق الجوال ، تقرا اخر الاخبار في تويتر حتى وصلتها رساله على برنامج التل ، نفسه هو يلي راسلها منه الشخص الغريب ، فتحت الرساله تشوف محتواها : متى بترجعين للرياض ؟ MH
ردّت سهر : مالي رجعه الفتره الحاليّه
قفلت جوالها تظن ان المرسل احد صحباتها بالرياض و شافت الحروف ، لبست عبايتها تطلع وتركب سيارتها وتحرك لمقهى قريب من شقتها ، نزلت تمشي ودخلت المقهى ووقفت تطلب طلبها : ون كولد برو
سحبت بطاقتها تحاسب ومشت تجلس با إنتظار طلبها ، فتحت جوالها تتابعه ورفعت ناظرها بعشوائيه تناظر الناس ، وقعت عينها على الي واقف يطلب ومعطيها قفاه ، عقدت حواجبها من لمحت زوله تشبه عليه واجد ، سحب قهوته الي مُسبقة الطلب وباين انه جاي قبلها ولف لجل يوضح وجهه لها ، عقدت حواجبها وهمست : متعب !
يدوّر بعيونه يبحث عنها حتى شافها ، عقدت حواجبها من حست انه يدور عليها وصدت تحك جبينها تتمنى مايعرفها وهمست : بلشه
حست من جلس قدامها وتبسم : السلام عليكم
سكتت من صدمتها وجرائته يجلس قدامها عندها ومعها بنفس الطاوله وهي ماتعرفه ، سهر : وعليكم السلام
تقدم الباريستا بالقهوه ينزلها على طاولتها وسحبت القهوه عندها ونطق يناظر كاسها : كولد برو
ناظرته ثم ناظرت الكاس وهزت راسها بالايجاب ، نطق متعب : شكلك تحبين القهوه السودا بدون حليب
ناظرته تلتزم الصمت والسؤال الوحيد الي يدور بفكرها شلون عرفها خَلف النقاب ، سهر تنحنحت : وش تبغى ؟
متعب تبسم يكتف يدينه ويسند كتوفه على الكرسي : من ولي امرك ؟
بلعت ريقها من سؤاله تشتت نظرها للبعيد تتجنب سؤال ، ناظرته لوهله تشوف عيونه تترقب الأجابه ثم نزلت عينها على كاسها وجاوبت : عمي
متعب : من عمك ؟ ووين دياره ؟
سهر ناظرته تجهل مصدر الأسئله ووش فايدتها ونطقت : عمي ناحي ، عايش مع عماني في قريه جنب حايل
متعب هز راسه بالايجاب يسحب كوبه ويشرب منه ثم نزله وسحبت كوبها تشرب بتوتر من اللحظه هذي وهي لحظه صمت عجيبه ، متعب : ابي اخطبك
شرقت سهر تكح وتناظره ، كحت مرتين وثلاث وسحب الفاين من الطاوله يعطيها ، دمعت عيونها من كلمته الي وقفت القهوه بحلقها ، سهر : شلون يعني !
متعب رفع كتوفه : جيتك في الخبر لجل اخذ الاذن منك قبل نوصل للرجال و البيوت
سهر عقدت حجاجها: و كيف عرفت اني بالخبر و اتقهوى هنا !
متعب تبسم بخفيف : شكلك نسيتي انك بالخبر ، كل شي نعرفه
'
عقدت حواجبها تعجز عن الكلام من فرط صدمتها ، وقفت تسحب قهوتها من عجزت عن التفكير لوهله حست انها فقدت عقلها وفكرها كله ، طلعت تركب سيارتها وشغلتها ثم سمعت شباك الراكب تندق ، لفت تناظره منحني ويُشير لها تفتح الشباك وفتحته للنص ونطق : يسلم عليك الـ إم اتش
بلعت ريقها بتوتر تحلل سؤاله تحاول تستوعب ، أتضح لها الموضوع وعرفت انه الشخص المجهول من التل يلي كتب متى رجعتك للرياض بس تجهل هل هو الي سأل عن تخصصها او لا ، حركت سيارتها وبعد يناظرها تبتعد بين السيارات وتختفي .


« لَنـدن »


إنتصف اليل وهو على لابتوبه يشتغل على ملفات القضاء و المحاميين ، رفع نظارته على شعره ومسح على عيونه من حس ان نظره وشك على الانعدام من انخفاض السكر ، نزل الابتوب من حضنه ووقف يلبس شوزه ومشى يطلع من غرفته ناوي يدوّر على شي يحلي عليه ، انفتح باب الاصنصير يطلع ووجد البوفيه ومشى يسحب له صحن واخذ بارونيز و كراسون ، مشى لجل يطلع وسمع رجل اصوله عربيه عند الاستقبال يصرخ باللغه الانجليزيه يهاوش الموظف ، ومن كلامه يطلب الموظف رقم غرفه شخص ، والموظف كان يرفض حسب سياسة وخصوصيه الفندق ، تقدم طلال له ونطق : عيّن خير
ناظره الرجال الي متقلبه ملامحه معصب بشدّه وعاقد حجاجه بغضب ، نطق الرجل : اقول وخر عن وجهي !
عقد حجاجه طلال : ثمن كلامك ياخوي ترانا في بلد غربه ومايصلح شغل الهمج ذا
صد عنه الرجال وكلم الموظف بالانجليزي : اعطيني رقم غرفتها ولا اتصلت على الشرطه !
توتر الموظف وسأل : ما اسمها
الرجال : قصيد فهد
مشى طلال بيده صحن الحلا ويسمع الموظف يقول : لا يوجد عميل باهذا الاسم
دخل الاصنصير على صراخ الرجال وهز راسه يحوقل ونطق : الى متى هالهمجيه والتحجر
مشى بالاسيّاب ودخل غرفته يفصخ شوزه وجلس على الكنبه ياكل .



صحى من نومه يفرك عيونه با إرهاق ، جلس على السرير وسحب جواله يتفقده ،وقف يمشي ودخل للحمام وطلع متوضي وسحب سجادته يكبّر ثم يصلي ، انتهى ومشى يسحب بلوفره الاسود و سرواله البيج ، شال كابه يضعه على راسه لانه يعجز يسرّح شعره ، تعطر و سحب مفتاح سيارته وطلع من الغرفه ، مشى يكلم بجواله بالاسياب : ماني متواجد في المملكه يابوناصر ، كثر الله خيرك ماتقصر
ضغط على ازرار الاصنصير وبا انتظاره يفتح ويكلم يشتت عيونه للممرات : ايه نعم الحادي عشر بأذن الله
'
حس بصوت ركض خلفه ولف يناظر وجواله على اذنه ، تحجر مكانه من ارتمت بحضنه بنت ينتثر شعرها على صدره ، طلال : اسلم !
رفع يدينه عنها متبعثر مايدري وش يسوي فيها ونطق : اكلمك بعدين يبوناصر
قفل جواله ريثما نطقت هي : تكفى فكني منه
بلع ريقه من صوتها المدفون في صدره و ابعد بصره عنها يقول : وخري عني طيب
ابتعدت عنه تناظره بعيون باكيه شاكيه ، تعرف عليها هي نفسها البنت الي له يومين يشوفها عند الاستقبال تبكي ، طلال : وش فيك وش حاصل ؟
مسحت دموعها : ولد عمي يدور لي ، هايج ومعصب اخاف يسوي لي شي
عقد حجاجه بخفه : انتي قصيد ؟
هزت راسها بالايجاب ثم قال طلال : طيب ليه الموظف انكر وجودك في الفندق ، مستحيل يكذب كان خايف
قصيد : دخلت با اسم مستعار
تلفت حوله وزفر من المصيبه الي وقفت هي فيها ووقع معها و مستحيل يتركها لانه يعرف ان ضميره بيعذبه حتى يفنى ، عقد حجاجه يناظرها من حس انه فهم حاجه بسيطه : انتي قصيد الي لقيتها في الامارات ؟ مع اخوك في السوق الشعبي ؟
ناظرته وعقدت حواجبها بضيق تنزل دمعتها وهزت راسها بالايجاب ، طلال خصر نفسه : ليلتنا ليله
انفتح الاصنصير ونطق وهو يمشي : امشي
مشت خلفه ودخلوا الاصنصير و انفتح الباب يطلعون ثم وقف عند الاستقبال ونطق يخاطب الموظف : اريد منكم تجهيز اغراضي في الغرفه رقم ٢٢٢ ، بحلول اليل تقريباً سأتي لأصطحاب اغراضي
ناظرها يتنهد ونطق : كم رقم غرفتك
بصوت خافت بخجل منه ومن تذكرت انها ارتمت بحضنه نطقت : ٢٢٣
طلال رفع حواجبه بخفيف دلاله على التعجب : بجنبي ؟
قصيد : يمكن
ناظر الموظف وقاله نفس الكلام ومشى طلال ترافقه قصيد وركبوا السياره .


« المركز »

عبدالعزيز يستريح على كرسيه في مكتبه ويوقع على مجموعه اوراق ، دخل العسكري عليه ورافع انظاره عبدالعزيز من قال العسكري : طال عمرك في مَره تبي تحاكيك
هز راسه بالايجاب : اسمح لها
طلع العسكري وسمع عبدالعزيز صوت الكعب وتبسم من عرف انها الجوهره ونطق وهو مشغول با اوراقه : حيّ الله الزيارات المفاجأه يانظر عيني ، بس قلت لك لعد تجين للمركز كله رجال
'
من طال سكوتها رفع ناظر يبتسم ورفع ثَغره ينوي الحديث لكن ثقل لسانه وسكنت ملامحه تجمد تعابيره ، كأنه شاف ملك الموت بحد ذاته ، حامله نقابها بيدها وتبسمت : اشتقت لك عزوزي
عقد حجاجه وميّلت راسها بدلع : ما اشتقت لي ؟
همس منصدم : العنود
هزت راسها : ايوه عنودك ، تذكر لما كنت تسميني عنود الصيد ! وكنت تقول احب جمالك !
فكت ازرار عبايتها ببطئ ونطق : شلون ؟ ما م-
العنود قاطعته : ما مت ؟ لا صعب موتي ، بس تصدق ادركت انك غبي
عقد حجاجه وكملت : يعني ابوي قدر يمشيها عليك وبامجرد انه كذب بموتي وسوا عزاء صنعه هو صدقت ! صدقني رصاصه ماتقتلني
طاحت عبايتها على الارض ينكشف فستانها الاحمر عاري الكتوف ، بانت علامة الرصاصه بكتفها وتأكد وليته ماتأكد لوهله تمنى انها سراب ، شك انها فقدت عقلها من منطوقها ونجاستها و جلست على طاولته وسند كتوفه على الكرسي يبتعد منها وقالت : الا ابي اسألك ، كيف العجوز معك ؟
فاحت ريحه رماد غضبه وطفح كيله ، احتد صوته يغض بصره عنها : اطلعي من مكتبي
العنود تبسمت : مستحيل ! جايه اخذ حقي من الشوق
وقف بعنف ومشى يسحبها من ذراعها لدرجه واشكت تطيح من الطاوله وقزم نفسه ياخذ عبايتها ويرميها بحضنها ، وسحبها للباب لكن قبل يتمكن من انه يمسك القبضه دفعت نفسها على صدره حتى تلاصقت اجسامهم ، همست بتحدي وخبث واضح : والله ما اخليك ياعبدالعزيز
تبسمت تغمز له ريثما دخلت الي تضحك وتكلم على جوالها تقول : ايوه خالتي انا جايته الحين .

لو تطلب الكايد ما إخيب ظنونك Where stories live. Discover now