مر أسبوع على ذلك اليوم جيمين حقا حالته النفسية في تحسن و صار يقبل دخول السيد أو السيدة كيم معه في جلساته و قد سمح الطبيب له بأن يدرس ٣ ساعات فقط في اليوم و يمنع أن يزيدهم حتى يسمح هو بذلك و والداه يراقبان ساعات دراسته جيدا حتى لا يزيد عن الثلاث ساعات و في هذه اللحظة تايهونغ جالس و يحاوط بإحدى ذراعيه خصر جيمين مقربا إياه منه بينما جيمين يتحاور مع الطبيب تيمين فهذه عادتهم في الجلسات هذه الأيام لكي يشعر جيمين بالراحة و الأمان عندما يتحدث و لكي يعتاد على عائلته بسرعة رغم أن جيمين لازال يتعامل معهم بهدوء و لا يتفاعل معهم في الكلام كثيرا و يحبس نفسه في غرفته طوال اليوم إلا أنه على الأقل لم يعد يحادثهم ببرود و هذا تطور ملحوظ منه و ها قد انتهت الجلسة و اتجه تايهونغ و جيمين للسيارة و مازالت ذراع تايهونغ محاوطة كتف إبنه و عندما وصلوا للسيارة جلس تايهونغ في مقعد السائق و جلس جيمين في المقعد بجواره و طوال الطريق لم يحدث تحاور بينهما فجيمين لم يعتد بعد على التحدث مع أحد و تايهونغ يراعي ذلك لهذا السبب لا يضغط عليه و لا يحدثه رغم أنه يتشوق ليتعرف على إبنه اكثر و يحادثه لكن يؤجل هذا حتى يرتاح جيمين لهم أولا وصلوا للمنزل و استقبلت يونا جيمين كالعادة بإحتضانه فالسيد و السيدة كيم يكثرون من إحتضانه و تقبيله مؤخرا في محاولة لتعويضه عن الحنان الذى فقده فكما لاحظا فهو خجول للغاية و لن يطلب ذلك حتى لو كان في أمس الحاجة لتلك الأحضان لذلك هما يفعلان ذلك بما أنهما وجدا أن صغيرهما لا يتضايق من ذلك صعد جيمين كالعادة لغرفته و السيد و السيدة كيم أيضا صعدا لغرفتهما بما أن تايهونغ اليوم في إجازة فجلسا في غرفتهما يتحدثان بعد أن إستأذنهما جيمين لكي يدرس في غرفته قليلا فأعطياه الكتب فهما يعرفان أنهما إذا تركا الكتب له فسيدرس أكثر من ثلاث ساعات لذلك يأخذانها منه عندما تنتهي المهلة و بعد ساعتين من الدراسة وجد جيمين سؤالا لم يفهمه في مادة الرياضيات و لم يعلم ماذا يفعل و قد تذكر أن تايهونغ أخبره أنه إذا إحتاج لمساعدة في دراسته أن يأتي و يسأله و هو سيدرسه بكل سرور لكنه متوتر من سؤاله فهو مازال يتذكر أنه عندما يسأل والده القديم عن شئ كان يضربه و يجرحه و يهينه و يخبره أنه عديم الفائدة لذلك كان مترددا لكنه شجع نفسه فتعامل والديه الجدد معه جيد و جيمين ليس من النوع الذى يتخطى سؤالا لا يعرف إجابته لذلك يسأل أساتذته عادة عنه و بما أنه لا يعلم متى سيعود للمدرسة لم يجد خيارا سوى الذهاب لوالده و تجربة حظه وقف أمام باب غرفة والديه بتوتر و رفع يده التى ترتجف و هو في صراع مع نفسه أيقرع الباب أم يعود لغرفته فقط و يحاول فهم السؤال مجددا في النهاية تنهد و طرق الباب بخفة و عندها سمع صوت والده يأذن له بالدخول فور أن دخل رأى والديه جالسين بجانب بعضهما على السرير و يبدو أنهما كانا يتناقشان في موضوع مهم فلعن نفسه على طرق الباب فربما الآن قد أوقع نفسه في ورطة و عندما لاحظ تايهونغ إرتباك إبنه الذى يخفض رأسه قال له بصوت حنون مع إبتسامة
تايهونغ : ( ما الأمر صغيري ؟ هل تحتاج مساعدة ؟ )
في الواقع نبرة تايهونغ هدأت جيمين قليلا رغم أنه مازال مرتبكا لكن قد شجعته نبرة والده على رفع رأسه
جيمين (( بتوتر و إرتباك )) : ( أ...أسف إن كنت قد قاط..عتكما كنت أريد أن أسأل سؤالا فقط لك...ن سأنت...ظر لا بأس )
قهقه السيد و السيدة كيم عليه بخفة فقد كان يبدو لطيفا للغاية و هو متوتر هكذا فهما لم يرياه هكذا من قبل بما أن تعامله معهما كان باردا أفسحا له مكانا بينهما و ربت تايهونغ على ذلك الفراغ يحث إبنه على أن يجلس فيه فتقدم جيمين بتردد و جلس بينهما و عندما جلس احتضنه تايهونغ لصدره من الجانب بينما يونا بدأت تمسح على شعره هما يحاولان تخفيف توتره الواضح لهما أخذ تايهونغ الكتاب من إبنه و سأله عن السؤال الذى يريده فأشار له جيمين على السؤال و بعد أن فهم تاي الحل بدأ يجعل جيمين يحله بينما يساعده هو و يشرح له بعض الأشياء لكي يفهم جيمين السؤال أكثر فحله بمفرده بمساعدة بسيطة من أحدهم كفيلة بجعل طريقة الحل تثبت في عقله و عندما انتهى جيمين من حلها بمساعدة من والده شكرهما
جيمين (( بتوتر )) : ( ش...شك...را عمي و خا...لتي )
إبتسم كلاهما له و بعثر تايهونغ شعره و بعدها عاد جيمين لغرفته يكمل دراسته و عاد تايهونغ لحديثه مع زوجته و بعد ساعة ذهبا و أخذا الكتب من جيمين و جعلاه يرتاح بعد أن شرب قليلا من الشاي و بعدها نام و بعد ثلاث ساعات أخرى أتى جونغكوك من المدرسة و قام بروتينه و تناولوا العشاء و قد ظهر على وجهه بعض الحزن لكن كل مرة يسأله والداه عن سبب حزنه يخبرهما أنه بخير و طوال فترة إقامة جيمين هنا بالكاد حدث أي تواصل بينهما و عندما يحدث ينظر له جونغكوك بنظرات مظلمة كارهة كانت هذه النظرات تخيف ذلك المسكين الذى يشعر بإقتراب مصيبة و عندما انتهوا من العشاء قام كل بعمله حتى حان موعد النوم فصعد السيد و السيدة كيم كالعادة ليطمئنوا على أولادهم و كان الأول كالعادة جونغكوك فغرفته أقرب دخلا و إطمأنا عليه و قبلا جبينه و تركاه نائما ثم إتجها لغرفة جيمين ليناما معه فهما طوال ذلك الأسبوع كانا ينامان معه و هو فعليا لم يعترض فقد كان يشعر بالراحة عندما ينام في المنتصف بينهما و لكن صدما اليوم عندما دخلا و وجداه مستيقظا و يتكئ بظهره على السرير و ينتظرهما ففي العادة يكون نائما الآن فهرعا إليه يطمئنان عليه
يونا (( بقلق )) : ( ما الأمر صغيري ؟ هل هناك شئ يؤلمك ؟ )
نفي جيمين برأسه و هو مخفض رأسه فهو يريد أن يطلب منهما طلبا لكنه متوتر
تايهونغ (( بقلق )) : ( إذا ما المشكلة صغيري ؟ لما مازلت مستيقظا ؟ هل رأيت كابوسا ؟ )
جيمين (( بتوتر )) : ( ه...هل يم..كنني أن أطلب منكما طلبا ؟ )
تايهونغ (( بقلق )) : ( بالطبع صغيري أي شئ ؟ )
جيمين (( بتوتر )) : ( هل يمكنكما أن تناما مع جونغكوك لبضعة أيام مثلما تفعلان معي ؟ )
يونا (( بقلق )) : ( لماذا صغيري؟ هل نومنا معك يضايقك ؟ )
نفى جيمين برأسه بسرعة
جيمين (( بحزن )) : ( فقط لاحظت أنكما تمضيان الكثير من الوقت معي لذلك أنا واثق أنه حزين بالتأكيد يشتاق لكما فأنتما لا تجلسان معه كثيرا مؤخرا لذلك أريد أن تمضيا معه بعض الوقت فأنا متأكد أنه يشعر بالوحدة و الرفض فأنا أعرف شعور أن ترى والديك يعتنيان بأخيك و لا يهتمان بك فقد شعرت بذلك مع أختي و أدرك كم هو شعور قاس لذلك لا أريد لجونغكوك أنه يشعر به هذا كل شئ )
أومأ السيد و السيدة كيم و لاما نفسيهما على إهمال جونغكوك فهو أيضا إبنهما لقد لاحظا للتو أنهما بالفعل بالكاد يجلسان معه هذه الأيام و جيمين على الرغم من أنه لا يتعامل معه فقد لاحظ هذا الأمر و هما لا فقبلا جبين جيمين و بقيا معه حتى نام و ذهبا للنوم بجانب جونغكوك و في الصباح كان اليوم عطلة و لا يوجد مدرسة إستيقظ جونغكوك و رأى والديه نائمين معه فإبتسم بسعادة فهو قد إشتاق لوجود والديه حوله لذلك بقى في أحضانهما قليلا ثم خرج من غرفته بهدوء و دخل الحمام بالخارج لكي لا يوقظ والداه و بعد خروجه مر بجانب غرفة جيمين و سمع منها أنينا خفيفا فدخل و عندما رأى جيمين يمسك معدته بشدة و يبكي بهدوء و يأن بصوت منخفض من الألم إبتسم و اقترب منه و على وجهه إبتسامة ساخرة
جونغكوك (( بسخرية )) : ( ما الأمر؟ هل معدة المدلل الصغير تؤلمه ؟ )
نظر له جيمين بضعف لا يقوى على الكلام حقا فهو يشعر أن معدته تتمزق حاليا ليت جونغكوك يلاحظ ذلك و يتركه من هذا الكره لكن لا فائدة فقد شد شعره جاعلا اياه ينظر إليه
جونغكوك (( بسخرية )) : ( لا تقلق سأحرص قريبا على أن أجعل هذا الألم يتفاقم أضعافا مضاعفة )
ثم قام بضربه على معدته بقوة مسببا صراخه و ازدياد بكائه فقد كان الألم لا يحتمل بتاتا بدأ يشعر ان العالم أظلم من حوله و مع ذلك سمع صوت جونغكوك
جونغكوك : ( إن أخبرت أبي أو أمي عن ما حدث اليوم صدقني لن أدعك ترى الضوء مجددا هل فهمت أيها الخطيئة الكبرى ؟ حقا ما كان يجب أن تولد ؟ أشفق على والديك أعلم الآن لما كانا يكرهانك ؟ )
و خرج من الغرفة و نزل للأسفل يشاهد التلفاز تاركا ذلك الذى فقد وعيه بقلب مكسور يتمنى لو انه فقد الوعي قبل أن يسمع ذلك الكلام يا ترى ما الذى ستحمله لهم الأيام ؟
أنت تقرأ
[my other half S2 | نصفي الآخر ]
Fantasyمرت الأيام و لكن هل تتغير الأفكار ؟ يا ترى ماذا حدث بعدما تم التبني ؟ هل سيتقبلان مستقبلهما ؟ أم لهما رأي آخر ● خالية من العلاقات المحرمة