part 41

162 12 3
                                    

لقد مر أسبوع تحسنت فيه صحة جيمين تحسنا واضحا و بعد أسبوع آخر سيعود للمدرسة بالفعل حاليا الساعة الآن الثامنة مساءا حيث يجلس الوالدان في الأسفل يتحدثان بينما الأخوان يدرسان في غرفة كوك فتاي بالفعل وافق على أن يدرس جيمين شرط أن لا يرهق نفسه و بينما هما يدرسان لاحظ جيمين أن كوك حزين منذ بضعة أيام أراد جيمين أن يسأل كوك عن سبب حزنه منذ زمن لكن قرر تركه قليلا لكي يهدأ و قد وجد أن الوقت مناسبا لسؤاله الآن لذلك بادر بالكلام
جيمين (( بقلق)) : ( أخي هل أنت بخير ؟ )
كوك (( بإبتسامة مزيفة )) : ( اجل صغيري لماذا تسأل ؟ )
صدم كوك عندما عانقه جيمين بقوة و عندما افاق من الصدمة بادله
جيمين (( بقلق )) : ( أخي لا تكذب علي أنت لست بخير أنت شاحب للغاية و متعب لماذا تزيف إبتساماتك عندما يسألك والدانا إن كنت بخير هل تعتقد أن هذه الابتسامات المزيفة ستخدعني بالطبع لا أنا أخوك الصغير لست مضطرا لأن تمثل الإبتسام أمامي فهذا يؤلم قلبي )
حسنا كوك لن يكذب حضن أخيه بالفعل دافئ لدرجة أن تنسيه همومه و أحزانه و لكن هو يسأل نفسه الآن هل حقا يستحق هذا الحضن الدافئ تنهد بتعب من التفكير
كوك : ( أنا حقا بخير صغيري لا داعي للقلق آسف لأني أقلقتك دون سبب )
قالها كوك مبتعدا عن حضن الآخر ثم إبتسم له لكن جيمين لم يقتنع فهو بالفعل يستطيع تمييز الابتسامات المزيفة فهو بعد كل ما حدث له إحترف تزييف ابتساماته فقد تعود على ذلك حتى احترف هذا الأمر فعليا بالمقارنة به كوك مجرد مبتدئ لذلك ميزها جيمين بسهولة فأمسك بمعصم كوك و سحبه خلفه و جعله يستلقي على السرير و إستلقى بجانبه أخذه في حضنه واضعا رأسه على صدره و كوك مستغرب أفعاله لكن لم يقل شيئا أخذ جيمين يمرر أصابعه في شعر أخيه بينما كوك شرد في دقات قلب أخيه الهادئة التى يسمعها بوضوح بما أن رأسه موضوع على صدر الآخر
جيمين : ( هيونغ ؟ )
كوك : ( ما الأمر ملاكي ؟ )
جيمين : ( هل تذكر ما قلته لي في الماضي عندما كنت أخضع للعلاج النفسي ؟ )
أومأ كوك برأسه بينما يلف ذراعيه حول خصر أخيه معانقا إياه
جيمين : ( أخبرتني وقتها أن لا أكبت كل حزني داخلي و أنك هنا كي تسمعني دائما لذلك متى ما حزنت و أردت التحدث أن آتى إليك إذن لماذا تترك كل شئ لك وحدك لتواجهه بمفردك ؟ أنت تعلم أنني هنا دائما لأسمعك أليس كذلك ؟ )
قالها جيمين و هو مازال يمسح على شعر كوك بهدوء و نبرة صوته كانت منخفضة للغاية أقرب للهمس و كم كانت دافئة و حنونة أوغرقت عينا كوك بالدموع و شد على حضن أخيه بشدة و دفن رأسه في صدره و بدأ بالبكاء كالأطفال كان يبكي بشدة حتى أن جيمين بدأت دموعه تسقط حزنا على أخيه
كوك : " هذا الفتى حقا يعرف كيف يحرك عواطفي أليس كذلك ؟ حسنا لن أنكر أني إرتحت في حضنه الدافئ دفؤه يذكرني بحضن أمي و كم كانت لمساته على شعري حنونة للغاية و صوته على الرغم من القلق الواضح به إلا أنه أراحني للغاية فقد كان هادئا و دافئا كان هذا كل ما أحتاجه الأمر كي أنفجر باكيا بحضنه بكيت في حضنه بشدة و انا أزداد تمسكا به كنت أبكي كالأطفال و هو لم يفعل شيئا سوى أنه شد علي أكثر داخل حضنه و هو مازال يداعب شعري بكل حنان أحسست ببعض القطرات الدافئة على شعري يبدو أن أخي يبكي أيضا بسبب بكائي حسنا بقدر ما حزنت لإبكائه سعدت حقا أنه فهم حزني حتى رغم رفضي بإخباره سببه أحب حقا كيف يقوم بمواساتي في الواقع لن أكذب أكثر نعم بالفعل أخي محق كنت متعبا للغاية و لكن لم أرد إقلاق أحد لكن يبدو أنه لاحظ هذا لم أحتج سوى هذا الحضن الدافئ كي أبكي و أفرغ كل ما في قلبي و حقا لست نادما أن ذلك الحضن الذى بكيت فيه كان حضن أخي فأنا أعلم أنه بعد أن نخرج من الغرفة سينسى ما حدث كي لا يحرجني و لن يحدثني في أمره مجددا بعد أن أتخطاه أخي هذا النوع المراعي من الناس الذى يفهم الآخرين دون أن يتحدثوا حتى كم أنا سعيد و فخور كوني أخاه الكبير عندما هدأت قليلا حكيت له سبب حزني فقد كان الطلاب بالمدرسة يتناقلون إشاعات عن كلانا و كم كانت سيئة و بشعة لم أرد إخباره بهذا كي لا أحزنه لكن ربما إخباره الآن أفضل من أن يسمع ذلك من أحد آخر فيحزن حتى أن الأمر وصل ليألفوا إشاعة أنه أخي غير الشرعي لذلك تبنيناه لكي نخفي الأمر هل جن كل من بالمدرسة ؟ إنه أخي كما أننا لسنا هذا النوع من الأشخاص لا أفهم كيف يفكر بعض الناس هل كل هذا لأني لم أكن جيدا معه في البداية ثم أصبحنا أخوة فجأة و لكن ألم يروا كيف كنت أمسك يده و أمسح على شعره و أحضنه أحيانا ذلك اليوم بالمدرسة إن كنت أتستر على أمر كهذا حقا فلماذا قد أعامله جيدا ؟ أليس جميع الأخوة يفعلون هذا ؟  أعرف أنهم لم يرونا مقربين من قبل إلا يومها لكن لم أتوقع أن يصل الأمر لهذا الحد ؟ اللعنة عليهم لقد كانوا يخترعون الشائعات عنه منذ أن عاد للمدرسة لو لم أمسك يده يومها لأسحبه من بينهم لكان إختنق بدون شك فقد كانوا يطوقونه كالمجانين و يسألونه أسئلة عجيبة و قد بدى خائفا لذلك سحبته من بينهم هل هذا سبب كاف لجعلي أبدو كأنني أخشى أن يفضح أمرا و هو ليس حقيقيا من الأساس ؟ ياللسخف حتى أني تشاجرت مع أحد اليوم لأنه ظل يخبرني أنني منزعج لأنني يجب أن أتحمل وجوده حولي هل يمزح ؟ كنت منزعجا بسبب كلامهم السخيف في حقنا كيف أوضح لهم أن العلاقة بيننا أخوة ليس إلا و أننا لا نخفي شيئا ؟ أنا أنظر له كأخ لي لم أنظر له على أنه شئ آخر و أعلم أنه ينظر لي بنفس الطريقة لا أفهم كيف تفكر هذه الفئة من الناس كنت أتحدث معه و أشكو إليه و هو لم يقاطعني أبدا و عندما إنتهيت من موجة غضبي أبعدني عنه حسنا يبدو أنه حزن بسبب ما حدث و لكن من يلومه توقعت أن أراه يبكي أو غاضب بشدة لكن بعد أن أبعدني عنه أمسك بيدي و قبل ظهرها و إبتسم لي إبتسامة أقل ما يمكن وصفها به أنها ملائكية من كثرة دفئها و براءتها جعلني أجلس و جلس بجانبي و أخذ صورة من على الطاولة كانت تلك صورة عائلتنا التى ألتقطناها يوم مولده "
جيمين : ( هيونغ ؟ )
كوك : ( ماذا ؟ )
جيمين (( بإبتسامة )) : ( هل رأيت ؟ أنت أخي و لست أي شخص آخر لا يهم ماذا يقول الجميع عنا المهم كيف نرى نحن بعضنا كلانا يرى الآخر كأخ لم ننظر لبعضنا كمصدر إزعاج يوما و لن نفعل كلانا يدرك جيدا أن علاقتنا بريئة و لا تمد بصلة لتلك الأشياء القذرة التى يتحدثون عنها المهم اننا نحب و نحترم بعضنا البعض أما رأي الآخرين فهو غير مهم )
كوك (( بصدمه )) : ( لكن ألست غاضبا أو حزينا بسبب ما حصل ؟ )
جيمين : ( لا لست غاضبا لكن ما يحزنني هو أنك حزين يا أخي كما انها ليست المرة الأولى لي فعندما كنت صغيرا نشروا إشاعات أسوأ عني أنا و صديقي لوهان فقط لأنهم كانوا يغارون من صداقتنا القوية أنا و لوهان حزنا في البداية و لكن بعد أسبوعين تجاهلنا الأمر تماما بل صرنا نأخذه كموضوع نمزح به و منذ وقتها نحن لا نهتم برأيهم بل نهتم برأينا فنحن نعلم أننا لم نرى بعضنا أكثر من أصدقاء و إخوة و هكذا نفس الشئ معنا فنحن إخوة مهما قالوا أو فعلوا انت تحميني و انا احميك فنحن سند لبعضنا و سنكون دائما و مهما حاولوا لن يكسروا حبنا و إيماننا ببعضنا البعض )
كوك (( في نفسه )) : ( هذا صحيح كنت أخشى على جيمين أن يحزن بسبب هذا لكن يبدو انني انا من حزن في النهاية يا إلاهي أشعر أني كالأطفال الآن بعد كلمات أخي هذه رغم أني أكبر منه لكن هو كان أعقل مني في هذه اللحظة )
كوك (( بإبتسامة )) : ( أنت محق صغيري شكرا لقد إرتحت حقا الآن )
احتضنه جيمين و بعد لحظات إبتعد عنه فاصلا ذلك العناق الأخوي اللطيف قبل عيني أخيه المتورمتين بسبب البكاء ثم قبل جبينه و نهض من فوق السرير و كتف يديه لصدره
جيمين (( بعبوس )) : ( هيا لنكمل دراستنا هذا ليس عذرا للتكاسل )
نظر كوك له بعدم تصديق من انفصامه ثم أنفجر ضاحكا و تبعه جيمين بذلك أيضا و بعد أن توقفا عن الضحك كسر كوك الصمت قائلا
كوك (( بإبتسامة )) : ( دائما ما تجعلني أحس بالذنب بسبب ما فعلته لك في الماضي )
نظر له جيمين بعبوس و اقترب منه و كوب وجهه بين كفيه الصغيرتين رافعا رأس أخيه لكي يحدث بينهما تواصل بصري
جيمين (( بعبوس )) : ( و من قال لك أنه يجب عليك أن تكون نادما ؟ أنت لم تفعل شيئا خطأً كما أنك عوضتني عنه بالكثير بالفعل )
إبتسم له كوك
جيمين (( بإبتسامة )) : ( لذلك رجاءا لا تقل مجددا أنك تشعر بالذنب إتجاهي أنا هكذا سأحزن كما أنك أفضل شقيق حصلت عليه في حياتي دائما ما تتفهمني و تحميني و ترعاني كأنني إبنك و لست مجرد أخ لك لذلك أنا حقا شاكر لك )
كوك نهض معانقا أخاه دافنا رأس هذا الأخير في صدره بينما يبكي و جيمين بادله العناق بصدر رحب
جيمين (( بإبتسامة )) : ( أحبك هيونغي )
كوك (( ببكاء و إبتسامة )) : ( و أنا أيضا أحبك يا ملاكي )
فصلا العناق بعد بضع دقائق و تابعا دراستهما حتى أنتهى اليوم بهما نائمين إلى جوار بعضهما كالعادة إطمأن عليهما والداهما كما يفعلان دائما قبل أن يناما و كم يحبان منظرهما اللطيف و هما نائمان بجوار بعضهما
تاي (( بإبتسامة و همس )) : ( كم أتمنى أن يظلا هكذا دائما )
يونا (( بإبتسامة و همس )) : ( و انا ايضا )
مشاعر الأخوة طاهرة و جميلة للغاية و دافئة أليس كذلك ؟

[my other half S2 | نصفي الآخر ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن