part 28

209 13 10
                                    

مرت ساعتان كان جونغكوك يدرس خلالهما بجد نظر للساعة فقرر أن يذهب للإطمئنان على أخيه فهما وحدهما دخل غرفته دون أن يطرق الباب خشية أن يوقظه وجده نائما فدخل بهدوء و عندما اقترب وجده يتعرق بشدة و يهلوس وضع يده على جبينه فوجده يشتعل لذلك أتصل بالصيدلية و أحضر منها بضع كمادات و دواءا خافضا للحرارة وضع له الكمادة و قطع له بعض الفواكه لكي يأكلها عندما يستيقظ أحضر كتبه و أخذ يدرس بجانبه و كل فترة يضع يده على خده يتأكد من حرارته و أحيانا يمسح وجهه بقطعة قماش مبللة بماء بارد بعد ساعتين كانت حرارته قد بدأت بالإنخفاض و قد توقفت هلوساته فاطمئن بقي بجانبه حتى يفيق ليعطيه الدواء ظل يتأمل وجه أخيه النائم لبعض الوقت فارتسمت على وجهه إبتسامة خفيفة
جونغكوك (( بهمس )) : ( شتان ما بينه في الماضي و بينه الآن لطالما كنت أنظر إليه على أنه وحش لكن لا أرى أمامي الآن سوى ملاك نائم يبدو ظريفا كالأطفال )
مرت نصف ساعة حتى بدأ جونغكوك يسمع أنينا خفيفا صادرا منه دلالة على إستيقاظه بدأ جيمين في فتح عينيه ببطء كانت رؤيته ضبابية بعض الشئ بعد قليل إتضحت رؤيته نظر جواره فوجد جونغكوك ينظر له بقلق واضح
جيمين (( بتعب )) : ( ماذا حدث ؟ )
جونغكوك : ( لقد ارتفعت حرارتك فجأة لكنها أنخفضت الآن هل تشعر بتحسن أم نذهب للمشفى ؟ )
جيمين (( بتعب )) : ( بخير بعض الدوار ليس إلا )
أومأ له بهدوء و هو ينظر لوجهه كيف هو شاحب
جونغكوك : ( ارتح قليلا لتأخذ الدواء )
جيمين (( بهدوء )) : ( أعتذر أعلم اني عطلتك كثيرا اليوم )
جونغكوك (( بإبتسامة حنونة )) : ( و هل لدي ما هو أهم من أن يكون أخي الصغير بخير ؟ )
جيمين : ( الست من قال انك لا تريدني أن أصبح أخاك ؟ )
أمسك جونغكوك كفه السليم بين كفيه و أعطاه أكثر إبتسامة حنونة يعرفها
جونغكوك : ( أجل فعلت لكن اكتشفت أنني كنت أحمقا أنت أخي الصغير الآن و سأفعل كل ما يمكنني لكي تراني أخا كبيرا يُعتمد عليه أعلم أنني تأخرت كثيرا لكن مازلت أنوي محاولة كسب ثقتك فهل تسمح لي بهذه الفرصة ؟ أعدك أنني لن أخذلك هذه المرة )
نظر له جيمين بهدوء هو لا يعرف حقا ماذا يفعل يريد بصدق أن يسامحه و يعطيه فرصة أخيرة لكن مازال ما جرى يخيفه ماذا أن اعطاه ثقته و خانه بشكل فظيع هو لن يتحمل هذا أفاقه من دوامة أفكاره كف جونغكوك الذى وضع على خذه يمسح دموعه بحنان لكن متى بدأ بالبكاء ؟ هو لا يعرف حقا
جونغكوك : ( لا تضغط على نفسك صغيري أعلم أن الأمر صعب لذلك أعطه بعض الوقت إن وجدت أنني أستحق الفرصة فأعطها لي و إن لم أستحقها فسأتفهم الأمر و أبتعد عنك هل هذا جيد ؟ )
نظر له جيمين و أومأ برأسه مما جعل جونغكوك يرفع كفه الآخر ليضعه على خده الآخر يكمل مسح دموعه بينما يقهقه على شكله اللطيف
جيمين (( بعبوس )) : ( توقف عن الضحك لست طفلا )
جونغكوك (( بضحك )) : ( أجل أجل صدقتك هيا لتأخذ الدواء لكن أولا كل هذه الفواكه )
جيمين (( بعبوس )) : ( لا أريد سأتقيأ إن أكلت شيئا )
جونغكوك : ( إذن أظن أن علي الإنتظار هنا قليلا و لا أريد إعتراضا لن أخرج إلا بعد أخذك للدواء )
جيمين : ( كما تشاء )
جونغكوك (( بحزن )) : ( إذن كيف حال يدك ؟ متى ستنزع الجبيرة ؟ )
جيمين : ( إنها أفضل حالا الآن قال الطبيب أن الكسر ليس خطيرا و سيشفى خلال ثلاثة أسابيع لذا بقي أسبوعان تقريبا لأنزعها )
جونغكوك : ( فهمت )
ظل الوضع هادئا بينهما قليلا كلاهما يريد الحديث مع الآخر لكن لا يلعمان ما يقولان او ان كان من الجيد قوله او السكوت فحسب لم يعرف كلاهما معنى الاخوة من قبل لذلك الأمر مربك لهما فجونغكوك قد توفي شقيقه يوم ولد بالفعل ربما كان صغيرا وقتها لكنه حزن للغاية فقد كان يتوق ليصبح أخا اكبر أما جيمين فقد كانت اخته تتجنبه لطالما أحزنه هذا فقد تمنى أن تتعامل معه بلطف و لا تكون كوالديهما لقد شعر طوال حياته بوحدة قاتلة لم يؤنس أحد وحشته في ذلك المنزل كان كل من يقترب منه يتأذى بسبب والده لذلك عاش حياته بذلك الخوف لطالما وضع حاجزا بينه و بين الآخرين مهما كانوا مقربين منه بسبب خوفه عليهم حتى السيد جون و نامجون فعل معهما نفس الشئ لطالما أحزنهما هذا هما حوله و يعتنيان به لكنهما يشعران أنهما بعيدان عنه حاولا كثيرا تقليص هذه الفجوة لكن لم يتغير شئ سوى أنها زادت اتساعا سرح جيمين في أفكاره عن ذلك الماضي الأسود يتمنى حقا أن ينساه لكنه فقط لا يستطيع أسقط رأسه على كفه و أخذت دموعه تنساب ببطء على وجنتيه نسي وجود جونغكوك تماما و الذى كان يبصره بقلق كبير يتمنى أن يخفف الحمل قليلا عن شقيقه لكن هل هو في وضع يسمح له بأن يطلب منه أن يفتح قلبه له و يحكي له ما يؤلمه حتى السيد جون الذى يعتبر تقريبا انه هو الذى رباه لا يحكي له شيئا نظر له جونغكوك مجددا و قد تجمعت الدموع في عينيه و هو يرى أخاه الصغير يبكي و يشهق بشدة لعن عمه و زوجته على إهماله بهذا الشكل و لعن نفسه لأنه كان سببا في ألمه و لعن كل من آذاه أو كان سببا في حزنه أخذه في حضنه بينما نزلت دموعه هو أيضا و جيمين فقط تمسك بقميص شقيقه بضعف لقد سئم البكاء وحده سئم الألم وحده لم يرد منذ البداية سوى كتف يفرغ عليها همومه أراد فقط حضنا دافئا لن يحكي و لن يشتكي فقط سيبكي به بهدوء و عائلته الجديدة لم تقصر بحقه أبدا هو لن يكذب على نفسه هو يحبهم حقا يحب كيف ان امه تعامله كأنها والدته الحقيقية كيف تأتي كل ليلة و تحكم عليه الغطاء و تتأكد أنه بخير و لا يشكو من شئ كيف تعانقه متى حزن كيف أنها تغمره بحنان الأم الذى لم يعرفه إلا بحضنها الدافئ و كفها الحنون الذى دائما ما مسحت بها دمعاته و والده الذى رغم كل المشاكل التى سببها مازال يعامله بحنان و عطف كبيرين لقد ظن أنه سيسأم منه عدة مرات بسبب مرضه فحتى هو قد سئم منه لكن لم يجد منه سوى الصبر و الحنان رغم أنه دائما يتشاجر معه و يخالف أوامره إلا أنه لم يرفع يده عليه أبدا و لم يعاقبه فقط يتحدث معه بهدوء و ينصحه ربما يوبخه قليلا لكنه يعرف حق المعرفة انه ما فعل هذا إلا لمصلحته هو نفسه لا يعرف لماذا يتشاجر مع والده ربما لأنه خائف نعم إنه خائف أن يعطياه أملا زائفا بأنهما سيكونان والديه ثم يتركانه فجأة هو لا يريد أن يحدث هذا لم يتخطى تخلي والديه الحقيقيين عنه بعد لكن هل سيختلف الأمر هذه المرة ؟ هل ستكتب له الحياة لمرة واحدة أن يكون سعيدا هو لا يعرف لكن سيعرف قريبا على أي حال في الوقت الراهن سيبكي في حضن أخيه فقط لعله يخفف قليلا من تلك النار المشتعلة في قلبه منذ زمن بعد نوم جيمين خرج جونغكوك من غرفته لكي يدعه يرتاح ظل مبتسما و هو يتذكر كلامه مع جيمين بينما ينتظران ان يعمل الدواء ظلا يتحدثان كثيرا حتى غلبه النعاس بسبب الدواء لم يتحدث جونغكوك مع احد هكذا منذ زمن لكن شعوره اليوم كان مختلفا هل هذا شعور أن يكون لديك أخ يؤنس وحدتك تذكر كيف بكى اخوه في حضنه منذ قليل مازال قميصه مبتلا بدموع أخيه الساخنة تنهد بحزن يتمنى أن ينتهي حزن أخيه قريبا فهو لا يستحق كل هذا لقد أدرك الآن مدى قوة شقيقه فلو كان مكانه ما تحمل كل هذا لكان قد قتل نفسه منذ زمن لكن جيمين فقط قاتل و هو يأمل أن تتحسن علاقته بوالديه في يوم من الأيام لقد كان الأمل في قلبه كبيرا لكن لم يجد منهما في النهاية سوى الكره و التجاهل ما أقسى الجرح عندما يأتي من أقرب الناس إليك و ما أقرب إليك من عائلتك أن تكون عائلتك التى أنجبتك تتمنى لك الموت و انك لم تولد عندها كيف ستشعر لن يعلم هذا سوى من جربه و من الأفضل أن لا يجربه احد مرت ٦ ساعات فُتح معها باب المنزل و أخيرا عاد الوالدان مساءا و قد كان المنزل هادئا للغاية
تايهونغ : ( غريب أين الأولاد ؟ لقد أتصل جونغكوك منذ مدة و أخبرني أنه عاد مبكرا اليوم )
يونا : ( ربما نائمون او يدرسون لنذهب لنرى )
صعد كلاهما و فور أن فتحا باب غرفة جيمين وجدا الاثنين غارقين في نوم عميق إستلطفا منظرهما معا كانا كطفلين صغيرين صورتهما يونا بضعة صور ثم انسحبت هي و تايهونغ من الغرفة بهدوء لكن ماذا حدث بينهما ؟
                          (( Flashback ))                    
دخل جونغكوك غرفة أخيه بعد أن أخذ الإذن منه ليدخل و ها هما يجلسان يدرسان معا في صمت و بعد أن إنتهت الثلاث ساعات الخاصة بجيمين رفض جونغكوك أن يسمح له بالإكمال فقد أوصاه والداه أن ينتبه لهذا و عندما أخذ الكتب حل عليهما لحظة صمت كسره جونغكوك بقوله
جونغكوك (( بتوتر )) : ( هل يمكننا أن نتحدث قليلا ؟ )
أوما جيمين له بإستغراب
جونغكوك : ( ........... )

[my other half S2 | نصفي الآخر ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن