part 31

242 13 30
                                    

مرت الثلاثة أسابيع على خير كانت علاقة جيمين في تطور ملحوظ بعائلته لقد طمأن الطبيب تيمين السيد و السيدة كيم بالفعل أنه سيتماثل للشفاء قريبا لكن يجب إبعاده عن الصدمات النفسية و أي ضغط مهما كان أما بالنسبة لحالته الجسدية فقد نزع الجبيرة بالفعل لكن كان عليه ألا يحمل أشياء ثقيلة على يده لفترة كما أن الكدمات شفيت تقريبا و لم تعد ظاهرة كثيرا كان هذا الصباح هادئا و جميلا كان الوالدان في العمل و جونغكوك في المدرسة بينما كان جيمين يدرس في غرفته بهدوء بينما يدندن بأغنية يحبها فجأة تلقى رسالة على هاتفه جعلت معالم وجهه الباسمة تنقلب تماما شحب وجهه و سقط الكتاب من يده عندما أفاق من الصدمة اتصل على السيد جون بأيد مرتجفة بينما تجمعت الدموع في عينيه
جيمين (( بصوت مرتجف )) : ( مرحبا عمي هل أنت متفرغ ؟ )
السيد جون (( بقلق )) : ( ماذا حدث يا صغيري ؟ هل أنت تبكي ؟ خمس دقائق و أكون عندك لا تخف حسنا إن أردت سأبقي الاتصال مفتوحا حتى أصل )
جيمين : ( أنا بخير لكن علي الذهاب إلى ..... بسرعة سأبقى هناك لفترة لكن لا تخبر والداي أرجوك عمي )
السيد جون : ( لكن لماذا يا صغيري هما لن يعارضا ذهابك أو بقاءك هناك من الأفضل أن تخبرهما فهما الوصيان عليك )
جيمين : ( عمي أرجوك أبقي الأمر سرا مهما حدث لا تخبرهما أبدا عن مكان وجودي أرجوك إن كنت مهما لك لا تخبرهما بشئ أتوسل إليك )
رغم أن السيد جون حقا لم يرق له الموضوع فهو لا يريد أن يقع شجارا بين جيمين و تايهونغ بسبب هذا الأمر لكن لم يكن أمامه إلا الموافقة أمام نبرة جيمين المتوسلة وصل له بعد بعض الوقت و أخذه للمكان المنشود في المساء عاد الوالدان مع جونغكوك للمنزل فقد إنتهيا من عملهما باكرا اليوم فقررا إصطحاب جونغكوك للمنزل و قد كان يقفز في السيارة بالمعنى الحرفي متحمسا للعودة ليمضي الوقت مع شقيقه فهو أصبح ملتصقا به طوال المساء جيمين في الواقع لم يعارض الأمر فقد إستأنس ببقائه معه وصلوا للمنزل و فورا نزل جونغكوك من السيارة و دخل المنزل ركضا صاعدا لغرفة صغيره بينما الوالدان يضحكان على حماسته فقد كان يبدو كطفل صغير لكن ملامحهما انقلبت عندما نزل لهما جونغكوك بملامح خائفة
كوك (( بخوف )) : ( أمي أبي أخي ليس بغرفته )
يونا (( بقلق )) : ( بني هذه الخدعة ليست مضحكة كيف ليس في غرفته ؟ )
كوك : ( أمي أقسم أنني لا أكذب بحثت عنه في غرفته كلها و لم أجده )
تاي : ( حسنا ليهدأ الجميع ربما هو في مكان ما في المنزل لنبحث عنه سنجده لا تقلقا )
أومأ كلاهما و بدأ ثلاثتهم بالبحث قلبوا المنزل رأسا على عقب لكن لا يوجد أثر للأصغر رسم ثلاثتهم أسوأ السيناريوهات الممكنة فأين يمكن أن يكون مثلا
كوك (( ببكاء )) : ( هل يعقل أن ذلك المجنون قد خطفه مجددا ؟ )
يونا (( ببكاء )) : ( لا تقل هذا أخوك سيكون بخير لم يحدث له شئ قلبي يحدثني أنه بخير )
حافظ تاي على هدوئه كي لا يخيف الاثنين الذين بدآ بالفعل بالبكاء خوفا على الصغير المفقود خرج تاي من المنزل و ذهب للحديث مع قائد الحرس الذى أبلغه أن السيد جون قد أتى و أخذه صباحا و لم يعودا حتى الآن و قد كان الأصغر يحمل حقيبة لكنه لا يعلم على ماذا تحتوي و لم يجد وقتا للسؤال فقد كان الصغير مستعجلا جدا كشر تاي ملامحه فأين يمكن أن يذهبا و لماذا قد يحمل ابنه حقيبة معه
تاي (( في نفسه )) : ( هل يعقل أنه عاد لمنزله مجددا ؟ لكن كان يبدو سعيدا هنا كما أن لا أحد أزعجه فلماذا قد يفعل هذا فجأة ؟ كما أنه كان قد بدأ يتأقلم معنا بالإضافة لذلك لم ألحظ عليه أي إنزعاج اليوم كان يبدو سعيدا )
قرر تاي الاتصال بالسيد جون و هو يدعو أن يكون الاثنان بخير و لم يحدث لهما شئ بعد بضع رنات أجاب السيد جون على الاتصال و قبل أن يقول تاي شيئا سبقه السيد جون
السيد جون : ( أنه بخير لكن لا يمكنني إطلاعك على مكانه أعتذر سيدي )
تاي (( بهدوء )) : ( ما معنى هذا ؟ هل هو من طلب هذا ؟ )
السيد جون : ( أجل كان طلبه كما أنه لن يعود للمنزل لمدة غير معروفة )
تاي (( بهدوء )) : ( ما معنى هذا ؟ أريد تفسيرا عمي أنت تخبرني ببساطة أن إبني لن يعود للمنزل لفترة كما أنني لا يجب أن أعرف مكانه أهذه مزحة ؟ إنه مازاااال مريييضااا و اللعنة )
قال بصراخ نهاية حديثه فهو لا يتخيل إبتعاد ابنه عنه بهذا الشكل المريب و فوق هذا مازال مريضا و هو لا يريد أن تنتكس حالته فجأة
السيد جون : ( بني إهدأ أقدر موقفك لكن صغيري طلب مني أن لا أعطي أي أحد معلومة عن الأمر مهما حدث أرجو أن تضع نفسك مكاني إن إئتمنك على سر هل كنت ستفشيه أم كنت ستمتنع عن قول شئ مثلي ؟ )
فكر تايهونغ في الأمر بهدوء بالفعل لو طلب منه جيمين الإحتفاظ بسر فكان سيكتمه أيضا لذلك عذر السيد جون فهو يقدر الأمر لكنه إنفعل فقط فحالة ابنه الصحية تقلقه
تاي : ( أعتذر عمي أنت محق آسف لصراخي )
السيد جون : ( لا عليك يا ولدي فأنت أب بعد كل شئ من الطبيعي أن تنفعل أقدر ما تشعر به )
تاي : ( هل سيكون بخير ؟ ماذا إن ساءت حالته فجأة ؟ )
السيد جون (( بحزن )) : ( المكان الذى سيكون به آمن لا داعي للقلق من هذه الناحية لكن بالنسبة لحالته فستنتكس دون شك )
تاي (( بقلق )) : ( إذن لماذا تركته___ )
السيد جون : ( كانت حالته لتسوء أكثر إن منعته من الذهاب )
لم يعلق تاي بشئ بعد هذا شكر السيد جون فحسب و أغلق الخط كان قلبه مثقلا بالهموم لقد ظن أن صغيره سيكون بخير أخيرا لكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن لماذا تصر الحياة على تعذيب ذلك الصغير بهذا الشكل ؟ هذا ما فكر به تاي و هو يعود للداخل فور أن رأت زوجته وجهه وقع قلبها و ظنت أنه قد أصاب صغيرها مكروه فشرح تاي للاثنين ما حدث لكنهما لم يتقبلا ما حدث البتة و قد أصر كوك على الاتصال بالسيد جون مجددا و اجباره على الحديث لكن تاي وبخه و أخبره أن أخاه هو الوحيد الذى سيحدد ان اراد ان يعرفوا مكانه ام لا لذلك لا يجب أن يضغط على السيد جون و أن يحترم قرار أخيه
كوك (( بحزن )) : ( أبي أخبرني بصدق ألم يرحل أخي لأنه يكرهني ؟ )
تنهد تاي و استقام معانقا إياه
تاي : ( لا يا ولدي أخوك لا يكرهك و سيعود إلينا قريبا لا تقلق )
أومأ كوك له و لكنه مازال حزينا لم يتوقع أن يتعلق بأحد بهذا الشكل في هذه الفترة القصيرة مر أسبوع على مغادرة جيمين للمنزل لم يبتسم أحد خلالها في ذاك المنزل حاولوا الاتصال به عدة مرات لكن هاتفه إما مشغول أو مغلق و إما لا يجيب عليه حتى السيد جون أخبرهم أنه لا يعرف الكثير فهو بالكاد يحدثه منذ يومها و لكن شاءت الأقدار أن ينكشف لهم الأمر أخيرا فبينما كان تايهونغ يعمل في الشركة تلقى إتصالا من صغيره الذى كان يموت شوقا لسماع صوته و رؤية وجهه الملائكي اللطيف فور أن فتح الاتصال قابله صوت غريب على الجانب الآخر من الخط
الشخص المجهول : ( أرجو المعذرة لاحظت أن هذا الرقم يتصل كثيرا فهل لي أن أعرف من حضرتك ؟ )
تاي : ( من أنت و ماذا يفعل هاتف ابني معك ؟ )
الشخص المجهول (( بإستغراب )) : ( ابنك ؟ )
تاي (( بغضب )) : ( أجل الشخص الذى تتحدث من هاتفه هو إبني أين هو و ماذا فعلت به ؟ أقسم إن لمست شعرة من رأسه سأقتلك بيدي )
الرقم المجهول (( بضحك )) : ( إهدأ يا سيدي إبنك بخير إنه بجانبي الآن لكنه نائم إن أردت رؤيته تعال إلى ... و لا داعي للقلق هو بخير تماما و لم يصب بأذى )
لم ينتظر تاي و خرج من الشركة ذاهبا للمكان المنشود كان يقود بسرعة كبيرة حتى أنه كاد يفتعل حادثا لكنه لم يبالي فطفله أهم وصل للعنوان و اتضح أنه قصر كبير أدخله الحارس الذى بدى أنه كان ينتظره و أخذه لغرفة داخل القصر فور أن فتح الباب وجد ملاكه يتحدث مع رجل عجوز ظهرت عليه معالم الحكمة و الذكاء فقد صقلته الحياة جيدا كان طفله يبدو بخير تماما و هذا ما أراح قلبه فور أن التقت أعينه بأعين طفله نظر له بخوف و أخفض رأسه لم يتوقع مجئ والده أبدا لاحظ نظرة الغضب و العتاب في عيني والده هذا لم يسبب سوى إنعقاد لسانه أيتكلم أم من الأفضل أن يظل صامتا فقط هو لا يعلم
الرجل العجوز : ( إذن هذا هو والدك ؟ يبدو شخصا يعتمد عليه إذن صغيري ألن تعرفنا على بعضنا ؟ )
جيمين (( بتوتر )) : ( ب..بالطبع أبي هذا جدي و جدي هذا أبي بالتبني )
تاي (( ببرود )) : ( جيمين انتظرني في الخارج لدي حديث مهم مع جدك )
نظر جيمين لهما بقلق لا يريد أن تحدث مشكلة بسببه الآن و في نفس الوقت لا يريد أن يعصي والده يكفي هروبه من المنزل
الجد (( بإبتسامة )) : ( إذهب يا ولدي لا يجوز أن تغضب والدك كما أنني سأكون بخير لا تقلق )
أومأ جيمين بهدوء و خرج من الغرفة أخفض رأسه عندما مر بجانب والده لكن والده أمسك بذراعه مما جعله يرتجف
تاي : ( هل أنت بخير ؟ لم تصب بأذى صحيح ؟ )
أومأ جيمين برأسه بهدوء لا يقدر على النظر في عيني والده لاحظ تاي هذا فتركه يكمل طريقه و ذهب هو للجلوس على الأريكة بالغرفة و بدأ النقاش بينه و بين الجد و الذى كان يبدو نوعا ما كالإستجواب في البداية لكن إرتاح تاي له لذلك هدأ و بدأ يسأل عن حاله و عن ما حدث طوال هذا الأسبوع منذ وصول إبنه
تاي : ( أعتذر عن أسلوبي معك في البداية سيد بارك فقد كنت قلقا على طفلي فهو أتي إلى هنا دون أن يعلمني بمكانه حتى لذلك خفت عليه شكرا لإهتمامك به هذه الفترة لا أمانع بقاءه معك حتى تتماثل للشفاء أرجو لك الشفاء العاجل سيدي )
الجد (( بإبتسامة )) : ( لا داعي لسيدي هذه يا بني فأنا بمثابة والدك فأنت بعد كل شئ والد حفيدي الغالي )
تاي : ( على ذكر هذا علي الذهاب للإطمئنان عليه فقد بقي في الخارج لمدة طويلة )
الجد : ( بالمناسبة سأكون شاكرا إن أجبرته أن يذهب لينام قليلا إنه يستمر بالسهر جواري طوال اليوم و لا ينام بما يكفي أستيقظ أحيانا فأجده قد غفى و هو جالس على الكرسي بسبب التعب وبخته على هذا مرارا لكنه لا يستمع هذا الطفل عنيد حقا أحيانا )
تاي (( بضحك )) : ( لا تقلق أبي سأسحبه لغرفته سحبا إن رفض )
الجد (( بضحك )) : ( أعتمد عليك في ذلك إذن )
فور أن خرج تاي من الغرفة اتجه للأريكة الموجودة في الصالون حيث وجد ذلك الجسد الصغير متكورا على نفسه و نائما بعمق بدى الصغير تعبا بحق لذلك لم يوقظه اقترب منه و حمله بين يديه بهدوء فهو يعرف أن نومه خفيف أخذه لغرفته و غطاه جيدا أمسك كفه الصغيرة و قبلها بلطف ثم قبل جبينه و أخذ يتأمله بإبتسامة و عيون تشع بذلك الحنان الأبوي
تاي (( بهمس )) : ( آه منك يا طفلي لو تعرف كم إشتقنا لك لعلك لا تدرك ذلك لكنك أصبحت بسمة بيتنا الجميع يفتقد ضحكتك البريئة و تذمراتك الطفولية اللطيفة )
أعطاه قبلة أخيرة على خده و أستقام عائدا للجد كي يترك طفله يرتاح دارت بين الاثنين محادثات كثيرة لما يقارب الساعتين كان الوقت قد تأخر خلالهما لذلك اتصل تاي بزوجته و أخبرها أنه قد لا يعود اليوم و أخبرها أن جيمين معه و شرح لها سبب غيابه و أنه كان يعتني بجده المريض و طمأنها أنه بخير و أنه نائم و عندما يستيقظ غدا سيجعله يتحدث معها عندما عاد تايهونغ للجد بعد انتهاء المكالمة وجده ينظر إليه بجدية على عكس الرجل الذى كان يضحك معه منذ لحظات
الجد : ( إجلس يا بني أريد الحديث معك بأمر مهم )
تاي : ( هل كل شئ بخير ؟ )
الجد : ( أولا و قبل كل شئ أريد أن أعرف كيف إلتقيت بحفيدي و لماذا قررت تبنيه ؟ )
نظر له تايهونغ بهدوء و حكى له ما حدث بصدق و الجد لم يقاطعه أبدا و استمع بهدوء تام و عندما انتهى انتظر أي تعليق من الجد الذى كان يبدو كأنه يفكر في موضوع جاد للغاية
الجد : ( تايهونغ أجبني بمنتهى الصراحة هل تحب ابني أم أنها كانت مجرد نزعة مؤقته ؟ )
تاي : ( أتفهم قلقك على حفيدك يا أبي لكنها ليس نزعة أو استغلالا لذلك لا داعي للقلق عليه أنا أحبه بصدق كأنه ابني جونغكوك تماما )
أومأ الجد و أغمض عينيه و كأنه يراجع القرار الذى اتخذه
الجد : ( بني سأترك حفيدي في عهدتك و أنا مطمئن عليه لاحظت نظرتك له عندما دخلت لهنا ربما صغيري لم يرى فيها سوى الغضب و العتاب لكنني كأب لاحظت أنها نظرة أب قلق على ابنه الصغير لطالما عانى حفيدي في حياته العائلية كما تعرف فلم تكن هذه العائلة تعامله كإنسان و أنا شخصيا لا أدري سبب هذا الكره الذى يكنونه نحوه فصغيري هادئ و رقيق كنسمة الهواء و لا يسبب أي مشاكل حتى زوجتي للأسف الشديد لم تكن تحبه حاولت كثيرا تغيير رأيها بشأنه لكنها ظلت تبغضه في الواقع حتى أنا لم تحبني و كذلك كنت أعلم أن بيتر لم يفعل لكن جيمين كان شيئا آخر لقد أحب الجميع رغم قسوتهم الشديدة عليه لطالما أتى إلي و عانقني عندما كنت أحزن لم أرى منه سوى العطف و الحنان على كل المخلوقات بلا استثناء حتى و إن كان يخاف منها لطالما أخبرني أن الجميع يستحق العيش بسلام مهما كانوا مخيفين في الشكل فهذا ليس معناه أنهم أشرار أو سيئون إنهم فقط مختلفون عنا لطالما أحببت سماعه و هو يتكلم عن هكذا أمور كان يبدو و مازال يبدو لي أكبر من سنه عندما يتحدث هكذا لكنني كنت أحزن لأنه كان لا يتحدث مع أحد بمشاكله فقد زرع بيتر في عقله أنه إن أخبر أحدا بمشاكله أو همومه فمصير هذا الشخص إما أن يتخلى عنه أو يموت لذلك كان يحل مشاكله بنفسه حتى أنا لم يكن يشتكي لي كان دائم الإبتسام حتى أنني لم أكن أعرف أنه كان يعاني من مشكلة إلا بعد أن تنتهي فقد كان دائما يقول لي أنه بخير رغم أنه في أغلب الأحيان لم يكن كذلك لذلك كن كتفا و ظهرا يستند عليه يا تايهونغ ساعده عندما يقع في مشكلة و راقبه يكبر أمامك شيئا فشيئا إن أخطأ فإنصحه أرشده للطريق الصحيح كلما إنحرف عن مساره فهو مازال طفلا صغيرا رغم كل ما يظهره من قوة تحمل لطالما كان كتوما لكنه كان جبارا في تحمل الصعاب لطالما استغربت هذا فهو أرق من الزجاج لكنه دائما ما كان يظهر لي إصرار و إرادة من حديد لذلك تايهونغ سأئتمنك عليه و على شئ آخر )
تاي : ( أبي أرجوك لا تتحدث هكذا و كأنك ستموت قريبا )
الجد (( بضحك )) : ( كم تشبه جيمين الآن بهذا التعبير فهو طوال الأسبوع ينظر لي بنظرة العتاب هذه و يخبرني أن لا أتحدث عن الموت )
ثم توقف عن الضحك و اعتلت معالمه إبتسامة هادئة
الجد : ( لكنني أعرف جيدا أنني سأموت قريبا ربما يحاول حفيدي الصغير أن يخفي عني هذا و يكذبه لكنني أعلم أنني أحتضر بالفعل ربما أعيش ليومين أو ثلاثة كحد أقصى لذلك أردت أن أحادثك عن وصيتي فقد كنت حائرا بين اثنتين الأولى أن أترك كل شئ لجيمين فهو الأقرب على قلبي و الوحيد الذى كان يحن علي بصدق دون إنتظار شئ مني و الوحيد الذى كان يساندني في أوقات مرضي كهذه عندما تنتكس حالتي و لا أستطيع حتى أن أنهض من مكاني لكنني عندما فكرت في الأمر قبل أيام وجدت أنني قد لا أعيش حتى يبلغ الثامنة عشر من عمره فعيد مولده بعد 4 أشهر و هكذا يكون والده الوصي على ميراثه حتى يبلغ و أعلم أن بيتر سيؤذيه و قد يصل الأمر به لقتله فهو لا يبالي بحياة الصغير أبدا و الخيار الثاني لدي أن أعطيهم ميراثي على شرط أن يتوقفوا عن إيذاء حفيدي و أن يسحب منهم الميراث إن تم لمسه و لو بصفعه و قد ظننت أن هذا آمن أكثر له فهؤلاء لا يهتمون إلا بالمال و الجبروت لكن مع مجيئك قررت أن أعود للخيار الأول فهل أقدر على إئتمانك على ميراث حفيدي فأنت الوصي القانوني عليه الآن و ليكن في علمك أن بيتر و والدته لن يتركوكم في حالكم فما رأيك بالموضوع ؟ )
تاي : ( الإختيار لك في هذا الأمر يا أبي فهو ميراثك بعد كل شئ لكن بشأن ما سألتني فجيمين ابني الصغير و لن أسمح لهم بلمسه لذلك فكر و أنت مرتاح البال يا أبي فلدي بالفعل أدلة تدين بيتر بتهمة تعنيف قاصر و إنتهاك حقوقه الشرعية و لن أتردد في سجنه إن فكر فقط في لمس طفلي أو أحد أفراد عائلتي )
الجد : ( على ذكر هذا تستطيع سجنه لكنك لم تفعل لماذا ؟ )
تاي : ( كي لا يحزن صغيري فأنا أعلم أنه إن أصاب والدته أو أخته مكروه بعد سجن والده فسيحمل نفسه المسئولية )
أومأ الجد موافقا فحفيده هكذا بالفعل
الجد : ( تأخر الوقت يا بني إذهب للنوم فلديك عمل غدا بالتأكيد لقد أحضر لك الحراس بعد المستلزمات المنزلية ستجدها في حقيبة أمام الباب سأتصل بأحد الحراس كي يرشدك لغرف الضيوف )
تاي : ( لا داعي لهذا سأنام جوار إبني فقد إشتقت له على كل حال و أعتذر لإتعابك )
أومأ له الجد مع إبتسامة إستأذنه تاي و ذهب لغرفة طفله الذى كان غارقا في النوم إستحم في غرفة أخرى كي لا يزعج الأصغر و إرتدى ملابس النوم و نظف أسنانه و عاد لغرفة الصغير بعد أن انتهى استلقى بجواره و تأمل وجه الصغير النائم بجوار
تاي (( بهمس )) : ( بجدية كيف سأوبخك غدا و أنت تبدو بهذه اللطافة المهلكة للقلب ؟ )
أخذه في حضنه مقبلا فروة رأسه و غرق في النوم جواره و في الناحية الأخرى نام الجد أيضا براحة تامة بعد أن إطمأن على مستقبل حفيده فلم يكن يؤرقه مؤخرا سوى التفكير بأنه سيترك حفيده وحده تحت رحمة تلك العائلة الظالمة عندما يموت لكن تايهونغ قد أراح قلبه عندما علم أنه قد تبناه و لم يغب عليه الحنان الذى كان يتحدث به عن جيمين لم يكن أحد ليعرف أنه يتحدث عن ابنه المتبنى ان سمعه يتحدث هكذا لاسيما أنه لديه بالفعل ابن من لحمه و دمه مرت الليلة على الجميع بهدوء و في الصباح استيقظ جيمين و وجد نفسه نائما في غرفته دخل الحمام و قام بروتينه بسرعة كي يذهب للإطمئنان على جده فقد تركه طول المساء أمس حتى هو استغرب من نفسه فهو لا ينام كل هذا الوقت في العادة فور أن خرج قابله والده الذى يعد الإفطار كان معطيا إياه ظهره ففكر في الذهاب لغرفة جده متسللا فهو خائف من مواجهة والده الآن بعد ما فعله لكن تبددت خطته بالكامل في ثوان
تاي : ( أعلم أنك مستيقظ لا تقلق جدك بخير لكن هناك أمور تحتاج تصفية هنا ألا تعتقد ؟ )
أطفأ الموقد و إلتفت لذلك المنزل رأسه
تاي (( ببرود )) : ( تعال إلى هنا )
تقدم جيمين و قلبه يكاد يخرج من صدره بسبب خوفه فوالده لا يحدثه بهذا البرود عادة لابد أنه غاضب جدا منه هذا ما فكر فيه
تاي (( ببرود )) : ( هل تعرف ما فعلته ؟ )
أومأ جيمين بهدوء بينما يعبث بأصابعه و تايهونغ كان يجاهد حقا كي لا يضحك بسبب منظره اللطيف
تاي (( ببرود )) : ( أريد كلاما هل أكل القط لسانك ؟ )
جيمين (( بهدوء )) : ( لا )
تاي : ( إذن تعرف ما فعلته ؟ )
جيمين : ( خرجت من المنزل دون علمك و لم أخبرك إلى أين ذهبت )
تاي : ( و ماذا يسمى هذا ؟ )
جيمين (( بعبوس )) : ( هروبا من المنزل )
تاي : ( و دعنا لا ننسى تجاهلك لاتصلاتي و رسائلي )
جيمين (( بإرتباك )) : ( أعتذر ظننتك ستعيدني للمنزل إن أجبت لذلك أنا آسف لن أعيدها فقط لا تجبرني على العودة لا أريد ترك جدي بمفرده أرجوك )
قالها بهمس نهاية حديثه و من أين لتاي قلب يتحمل كتلة اللطافة هذه أكثر من ذلك كان يبدو كقطة صغيرة تطلب أن لا تعاقب أخذ يضحك عليه و جيمين نظر له بصدمه حسنا توقع عقابا أو صراخا الآن و ليس هذا فمهما كان والده صبورا فالهروب من المنزل شئ آخر
جيمين : ( إذن سامحتني ؟ )
سأل جيمين بشك غير متأكد من الجواب بينما ينظر له بعيون الجراء اللطيفة التى لا يقاومها أحد فما كان من والده سوى أن عانقه لصدره مقبلا رأسه
تاي (( بتذمر )) : ( و من أين لي قوة تكفي للصمود أمام عيون الجراء هذه ؟ )
تنهد جيمين بإرتياح لقد كتم أنفاسه طويلا بسبب خوفه مما جعل والده يضحك عليه أكثر هو حقا لا يعرف هل الذى بين يديه مراهق في الثانوية أم طفل في الحضانة فصل العناق ناظرا في عيني طفله مد يده مبعدا خصلات الشعر التى نزلت على عينيه البريئتين كما يسميهما و جيمين مازال ينظر له بهدوء منتظرا كلامه
تاي : ( صغيري أعلم أن كل شئ حدث بسرعة و أنه لم يكن أحد في الماضي يهتم أين تذهب لكن الأمور اختلفت الآن هناك أشخاص يخافون فقدانك لذلك عندما تريد الذهاب لمكان ما مجددا رجاءا أخبرني بمكانك على الأقل و رد على اتصالاتي كي أطمئن عليك لو تعرف كم بكت والدتك و أخوك منذ إختفائك نحن لا نريد تقييد حريتك يا حبيبي تستطيع الذهاب أينما تريد كل ما نريده منك أن تظل على تواصل معنا فقط كي لا نقلق و نبقى نتساءل إن كنت بخير حسنا ؟ )
أومأ جيمين بندم لم يقصد حدوث كل هذا
جيمين : ( أعتذر لن أعيدها )
لاحظ تاي الندم في نبرة صوته فاقترب مقبلا جبينه بحنان
تاي : ( لقد انتهى الأمر الآن هيا لا أحب نظرة الندم هذه أين ضحكة ملاكي الصغير هممم )
ضحك جيمين بلطف على طريقة والده في التعامل معه كأنه يعامل طفلا صغيرا إبتسم تاي لضحكه و بعثر شعره فجأة رن هاتف تاي عندما نظر للهاتف وجد المتصلة زوجته
تاي : ( أمك تتصل لابد أنها قلقة عليك أذهب و رد عليها )
أومأ جيمين و أخذ الهاتف من والده و أجاب و فورا تلقى محاضرة لنصف ساعة كاملة عن الهروب من المنزل و إلى آخره تبعها محاضرة قصيرة من أخيه الذى اضطر للتوقف في بدايتها ليذهب للمدرسة لكنه أخبره أنه سيكمل عندما يعود لذلك من الأفضل أن يجيب عندما يتصل به و إلا سينتف شعره شعرة شعرة أعاد الهاتف لوالده بعد إنتهاء المكالمة و الذى لم يتوقف عن الضحك عليه للحظة بسبب منظره و هو يتلقى التوبيخ منهم جميعا دفعة واحدة
تاي : ( حسنا لقد انتهيت من إعداد الطعام ساعدني لأخذه لغرفة جدك )
أومأ جيمين و راح يساعده في نقل الأطباق أكل الثلاثة معا في جو عائلي لطيف و لا ننسى ضحكات الجد على جيمين عندما بدأ والده بتوبيخه و إجباره على إنهاء طبقه و عبوس جيمين اللطيف و هو يتذمر بسبب ذلك ذهب تاي بعد الفطور لشركته و هكذا مر يومان آخران بهدوء جاء خلالهما كوك و يونا ليطمئنا على جيمين و جده و قد كانت أياما جميلة أنست جيمين حقيقة لا يريد تذكره و هي أن جده يحتضر بالفعل حل الصباح إستيقظ الجد مبكرا اليوم و وجد صغيره نائما بجواره فقد طلب منه النوم معه أمس اقترب معانقا إياه و أخذ يستنشق رائحته فهو يشعر أنها النهاية اليوم أرسل لتاي رسالة يخبره بهذا و طلب منه أن يأتي و يأخذ جيمين لأي مكان اليوم فهو لا يريده أن يحضر موته فهو يشفق عليه مازال صغيرا على هذا و طلب منه أن لا يتحدث مع الصغير عن سبب قدومه لأخذه فهو لن يقبل الرحيل إن علم لاحقا جاء تاي و قد عانى هو و الجد في محاولة إقناع جيمين بالخروج فقد كان ينتابه شعور سئ و لكنه في النهاية اقتنع لأجل جده كانت الرحلة لطيفة بين الأب و ابنه لكن تاي كان ينتظر العاصفة عند عودتهما فقائد الحرس أرسل له يخبره بوفاة الجد و أن الإسعاف في طريقها لأخذه لكي يتم تجهيزه للدفن أراد تاي التأخر أكثر لكي لا يرى صغيره هذا لكنه فشل في ذلك أمام عناد الأصغر وصلا للمنزل تزامنا مع وصول سيارات الإسعاف و فور رؤيتها شحب وجه جيمين و ركض سريعا للمنزل لحق به والده بسرعة يعلم أن المنظر سيكون قاسيا عليه فور أن دخل الغرفة وجد إبنه يحتضن جثة جده و يبكي بشدة مانعا المسعفين من القيام بعملهم لم يقترب أحد منهم منه فقد كان منهارا بحق إقترب منه تاي محاولا أخذه في حضنه لكنه دفعه
جيمين (( بصراخ و بكاء )) : ( أنت السبب لماذا فقط وافقت على الذهاب معك كنت تعلم أن هذا سيحدث صحيح ؟ أردت أن أكون هنا عندما يموت كي لا يكون بمفرده لكنك ببساطة أبعدتني عنه أنا أكرهك أكرهك بشدة لم أعد أريد أن أكون إبنك )
لم يعلق تاي على ما قاله فهو يعرف أنه تحت تأثير الصدمة و لا يعني ما يقول اقترب منه مجددا يحاول عناقه لكنه كان يستمر بدفعه و ضربه و في النهاية جاء أحد المسعفين و أعطاه مهدءا تحت مقاومته إلا أن تاي كان قد ثبته بإحكام فسقط في حضن والده نائما و هو يتمتم بأكرهك إعتذر تاي لهم عن هذه الفوضى و حمل إبنه للسيارة و أخذ حقيبته التى كان أحد الخدم قد جهزها من قبل و كان برفقتها مسجل كان قد سجل به الجد رسالة أخيرة لجيمين و في منتصف الطريق كان جيمين قد بدأ بالإستيقاظ و فور أن فتح عينيه و تذكر ما حدث دخل في نوبة من البكاء و ظل يصرخ بوالده أن يوقف السيارة و يتركه يذهب لكن تاي لم يعره إهتماما لكن عندما لاحظ أنه بدأ يصاب بضيق في التنفس أوقف السيارة جانبا لكنه أغلق الأبواب وضع رأسه بتعب على المقود منتظرا إبنه أن يستسلم من محاولة الخروج من السيارة
جيمين (( بتعب )) : ( ا..افتح...الب..اب )
تاي (( بهدوء )) : ( يكفي يا بني أعلم أنك غاضب الآن لكن ما فعلته لم يكن سوى بطلب من جدك )
جيمين (( بصراخ )) : ( كاذب لا أصدقك أنت تكذب )
تنهد تاي بتعب يعلم أنهم لن يصلوا لشئ بهذه الحالة لذلك بدأ يتابع الطريق بينما الذى بجانبه كان مازال يبكي بصمت و لم ينطق بأي حرف
تاي : ( إن كنت لا تصدقني فأمامك تسجيل من جدك بنفسه إسمعه و أحكم و أيضا أمسك )
نظر له جيمين بهدوء و مازلت دموعه تنزل رأى والده يمد له يده بهاتفه و هناك محادثة بينه و بين جده قرأها و نزلت دموعه فقد كان بالفعل من طلب منه أخذه كما أنه ظل طوال اليوم يرسل إليه وصايا بأن لا يغضب منه مهما قال أو فعل لأنه سيكون بصدمة و كانت آخر رسالة تقول " أبلغه شكري على كل شئ عندما يهدأ و أخبره أنني لم أحب أحدا بقدر ما أحببته و سأظل أراقبه من السماء و أنتظره أن يصبح طبيبا كما كان يتمنى لن أوصيك يا تايهونغ احتويه جيدا و هدئه فأنا أشعر أنها آخر رسالة سأرسلها إن غضب منك عندما يعلم بما حدث فقط أخبره أن يسمع التسجيل الذى سجلته له أنا واثق أنه سيهدأ عندها و يعتذر منك آسف يا بني أعلم أنك تعبت في محاولة كسب ثقته و طلبي لك بإصطحابه يهدد هذه الثقة لكن الأهم أن لا يراني و أنا أرحل فهو مازال صغيرا على هذا سأرحل و أنا مطمئن أنه في عهدة عائلة تحبه أرجوك يا بني إرعاه جيدا "
أعاد جيمين الهاتف لوالده بعد أن انتهى من قراءة الرسائل و دموعه كانت قد زادت كثيرا أخذ المسجل بأيد مرتعشة و وضع السماعة في أذنه و فورا إنساب صوت جده الحنون منه و عندها غطى وجهه بيديه يبكي بحرقة و هو يسمع آخر كلام له من جده كان تاي يلتفت له من آن لآخر يراقبه كيف يبكي بإنهيار شديد لكنه قرر أن يتركه يفرغ ما في قلبه سيتحدث معه عندما ينتهي التسجيل ربما يكون قد هدأ قليلا وقتها عندما انتهى التسجيل كانوا قد وصلوا للمنزل نزل جيمين من السيارة دون أن ينظر لوالده حتى و هو لم يعلق رأى أنه يحتاج وقتا أكثر ربما دخل كلاهما المنزل و فورا أخذت يونا إبنها في حضنها عندما رأت عيناه الداميتان من كثرة البكاء كانت دموعه مازلت تنزل فوق إرادته و جسده يرتجف بشدة لدرجة أن ساقيه لم تعودا قادرتين على حمله فجلسا على الأرض يبكيان كليهما نظر جونغكوك لوالده بعيون زجاجية تهدد بنزول دموعها فقد آلمه منظر شقيقه للغاية فأخذه تاي في حضنه و كان يهمس له بأن يتحلى بالقوة لأجل أخيه فهو يحتاجه الآن بعد بضعة دقائق كان جيمين قد هدأ في حضن والدته بالفعل فطلب تاي من كوك أن يسنده لغرفته و يبقى معه هناك بينما ذهب هو و يونا لغرفتهما لكي يتناقشا في أمر الجنازة فبالتأكيد لن يتحدثا بهذا الموضوع أمام جيمين فهو أمر حساس للغاية عليه بينما في الغرفة الأخرى كان كوك جالسا على الكرسي جوار سرير صغيره يحاول جاهدا أن يجعله يتحدث أو يبدي أي رد فعل حتى فهو منذ أن أخذه لغرفته كان كالدمية بين يديه لا يتحدث و لا يبدي أي رد فعل حتى أنه لا يبكي فقط ينظر للفراغ
كوك : ( صغيري أتوسل إليك فقط كلمة )
جيمين (( بصوت مبحوح )) : ( هيونغ )
كوك : ( عيونه ما الأمر يا لطيفي ؟ )
جيمين : ( هل أنا شخص سئ ؟ )
جونغكوك : ( لا يا طفلي لست شخصا سيئا أبدا أنت تملك أنقى و أحن قلب في هذا العالم )
جيمين : ( إن لم أكن شخصا سيئا فلماذا قمت أنت و الآخرون بالتنمر علي ؟ )
نزلت دموع كوك و هو يتذكر كيف تعذب شقيقه بسببه تلك الأيام اقترب منه مقبلا جبينه
كوك (( ببكاء )) : ( حقك علي يا طفلي أنا من كنت سيئا و ليس أنت حتى أنك لم تعاقبني على ذلك أبدا بل سامحتني بكل طيبة قلب لا أعرف كيف أعوضك عن ذلك حقا لكن تأكد إنني في ظهرك لآخر نفس )
نزلت دموع جيمين هو حقا متعب ارتمى في حضن أخيه بتعب شديد حتى البكاء لم يعد يقوى عليه بعد الآن لقد أنهكت الحياة روحه لم تترك به شيئا سليما كلما ظن أنه سيفرح أخيرا تعود لتحطمه بقسوة
جيمين (( بضعف )) : ( هيونغ أنا متعب حقا متعب لماذا تفعل الحياة بي كل هذا ؟ ألا أستحق أن أكون سعيدا ؟ )
كوك : ( أنا هنا يا طفلي أنا هنا دعني أحمل بعض أثقالك لا تحمل العبئ وحدك حتى إن لم أفهم ألمك تماما دعني أكون مصدر قوتك سأكون هنا دائما متى إحتجتني ثق بهذا يا صغيري )
جيمين (( ببكاء )) : ( لقد قلت كلاما قاسيا لأبي هو يكرهني الآن صحيح ؟ )
كوك : ( لا يا جميلي لا يكرهك أبي يتفهم ما تشعر به فقد مات شخص عزيز عليه من قبل أيضا )
جيمين : ( حقا ؟ من ؟ )
كان يبدو لطيفا حقا و هو يسأل بعيونه التى تلمع بسبب بكائه منظره أذاب قلب شقيقه بالمعنى الحرفي كان هو من يواسيه و الآن يحتاج لمن يواسيه على قبله الذى قتل من ظرافة شقيقه
جيمين (( باستغراب )) : ( هيونغ أين شردت ؟ )
كوك : ( اللعنة هل عليك أن تكون لطيفا هكذا ؟ إرحم قلبي قليلا على أي حال كانت خطيبة أبي الأولى كان يحبها جدا و قبل زواجهم بأسبوع توفيت في حادث هي و الطفل الذى كانت تحمل به كان أبي حزينا جدا و انقطع عن العالم الخارجي و قرر عدم الزواج لكن جدي لم يعجبه و أجبر أبي على الزواج في صفقة عمل و قد كانت العروس أمي كان أبي باردا مع أمي في البداية و لم يكن يبقى معها في أي مكان أبدا و كان ينام في حجرة منفصلة عنها و يلمح لها دائما أنه لا يريد هذا الزواج لكن في النهاية أحب أمي لوقوفها دائما بجانبه و تفهمها له لطالما ساندت أبي في لحظات ضعفه هكذا أحب أبي و أمي بعضهما )
جيمين : ( مسكين أبي فقد خطيبته و طفله دفعة واحدة ثم فقد شقيقك أيضا )
كوك (( بإبتسامة )) : ( بالنسبة للحادثة الأولى لقد عوضه الله بي و بأمي أما بالنسبة للحادثة الأخرى فقد عوضنا الله جميعا بملاك جميل )
جيمين (( بحزن )) : ( لكنني لست ملاكا لقد كنت قاسيا جدا في حقكم جميعا و جرحتكم حتى جدي ذهب و تركني )
كوك : ( جميعنا نحبك يا طفلي و جدك أيضا لكن هذه هي الحياة الجميع يموتون في النهاية جدك الآن يراقبك من السماء لذلك كن قويا و توقف عن البكاء كي لا يحزن حسنا ؟ )
أومأ جيمين بهدوء و هكذا مر الليل نام خلاله كوك جوار جيمين فهو لم يرد تركه و هو بهذه الحالة كانت الليلة صعبة على الجميع فلم ينم أحد بسهولة بسبب أفكاره حل الصباح و كان الوالدان على الباب يستعدان للمغادرة فقد قررا أن لا يأخذا جيمين معهما فالأمر بلا شك سيكون قاس عليه أن يرى جده يدفن لذلك قررا أن يذهبا للجنازة بمفردهما أرسلا رسالة لكوك بالفعل يخبرانه بهذا لكي يراها عندما يستيقظ لكن يبدو أن لجيمين رأيا آخر فبينما يتجهزان نزل لهما جيمين بملابس سوداء بالكامل ففهما انه يريد الذهاب للجنازة
تاي (( بهدوء )) : ( إلى أين ؟ )
جيمين (( بهمس )) : ( أريد الذهاب معكما )
و قبل أن يقول أي منهما أي شئ لكي يرفضا به طلبه انحنى لهما
جيمين : ( رجاء )
تنهد كلاهما بتعب فلا يبدو أنه سيغير رأسه
تاي : ( لا بأس إذهب و أيقظ أخاك و أخبره أن يستعد بسرعة سنذهب كلنا )
جيمين : ( لا داعي لذلك لقد سهر إلى جواري طويلا بالأمس لا أريد إزعاجه اليوم أيضا تكفيه المدرسة )
كوك : ( و من قال أنك تزعجني أنت أخي الصغير سأكون هناك لأجلك بالطبع أيها الأحمق حسنا لنذهب يا أبي أنا جاهز )
جيمين (( بصدمه )) : ( كيف انتهيت بهذه السرعة ؟ و كيف عرفت أننا ذاهبون ؟ )
بعثر كوك شعر المصدوم أمامه بينما يضحك عليه
كوك : ( رأيت رسالة أبي و عندما لم أجدك بجانبي توقعت أنك ستصر على الذهاب لذلك أستعددت بسرعة هل أبدو جيدا ؟ )
تاي : ( كلاكما تبدوان جيدين هيا لنذهب كي لا نتأخر جونغكوك جيمين لن أنبهكما إبقيا جوارنا و لا تبتعدا أنتما كبيران و عاقلان بالفعل أهذا مفهوم ؟ )
أومأ كلاهما و ركبوا جميعا السيارة كان السيد جون من يقودها و قد عزى جيمين على فقدان جده فهو يعلم كم كان جيمين يحبه حتى هو كان يحبه فقد كان خفيف الظل و طيبا و عطوفا على الجميع لطالما ذكره الجميع بالخير كان يحترمه بحق طوال الطريق كان جيمين صامتا ينظر لباقة الأزهار القابعة بحضنه لقد تركه والده يختارها بنفسه فهو من يعرف نوع الأزهار التى يحبها جده ظل يتأمل الأزهار بحزن مازال لا يصدق ما حدث لقد حدث كل شئ بسرعة وصلت العائلة للجنازة أخيرا دخلوا أولا الخيمة حيث الجد يرقد في التابوت كان يبدو مسالما جدا كأنه نائم ليس إلا اقترب جيمين و وضع باقة الزهور بين يديه و قبل جبينه لآخر مرة ظل يتمتم له بعبارات الشكر على كل ما فعله له بينما الثلاثة في الخلف يراقبون بصمت كان جيمين طوال فترة الجنازة يقاوم الانهيار و البكاء فقد أوصاه جده أن يظل قويا و لا يضعف لاسيما أن عائلته الحقيقية ستكون في الجنازة لذلك عليه أن يتماسك و لا يترك لهم الفرصة للسخرية منه و التأثير عليه فور أن انتهت الجنازة كان أبطالنا سيغادرون فقد تم دفن التابوت و انتهى الأمر لكن استوقفهم بيتر بمناداته على جيمين الذى وقف ساكنا دون الالتفات له فهو حقا لا يريد مواجهته الآن ليس مستعدا أغضب تصرفه بيتر بشدة فقد ظن أنه يتجاهله لذلك أمسك أكتافه بقوة و لفه ناحيته فبدأ الصغير بالارتجاف فقد ضربته ذكريات لا يريد تذكرها أبدا لكن لم يستمر الأمر فقد تقدم والده و أخذه خلف ظهره و هو يوجه نظرة قاتلة لبيتر
تاي : ( ماذا تريد منه الآن ؟ إذا لم تلاحظ فهذا ابني لم يعد ابنك )
السيد بيتر (( بسخرية )) : ( ألهذا كنت تريده ؟ لم تكن تريده حقا فقط أردته لترث زوج أمي أليس كذلك ؟ أنا واثق أنك مللت منه و ستتخلص منه الآن بعد أن أصبحت الوصي على أملاك زوج أمي )
تاي (( بسخرية )) : ( ليس الجميع مثلك بيتر و الميراث لابني وحده و لا شأن لي به و سيكون هو المتحكم به بعد بضعة أشهر أما بالنسبة للملل فأنا لم و لن أمل منه إنه إبني الصغير و ليس دمية ألعب بها لبعض الوقت و أتخلص منها لاحقا آسف عليك لقد أضعت على نفسك جوهرة نادرة )
نظر له بيتر بغضب من سخريته لكن تاي لم يعره إهتماما و أخذ عائلته و ذهبوا حبس جيمين نفسه في غرفته ليومين من بعد عودتهم من الجنازة يفكر بكلام والده هل حقا تبناه عمه طبعا في المال ؟ لكنه لا يبدو من هذا النوع من الأشخاص لطالما كان حنونا عليه كأنه والده تماما لكن هل كان كل ذلك خدعة حقا ؟ أجهده التفكير بهذا الأمر طوال اليومين الماضيين فقرر فقط الخروج من غرفته أخيرا و الجلوس في الحديقة الخلفية للمنزل على أمل أن يصفي أفكاره قليلا توقع أنه وحده في المنزل لكن خابت توقعاته عندما وجد غطاءا يوضع على كتفيه عندما نظر لمن وضعه لم يكن سوى والده الذى كان يبتسم له بحنان
تاي : ( إذن قررت أن تخرج من غرفتك أخيرا )
أومأ له جيمين بهدوء لا يعرف حقا هل من الصواب فتح حوار مع والده الآن أم لا فهو يعرف أنه لن يسيطر على عواطفه جيدا هذه الفترة و لا يريد جرحه دون قصد فهو بعد كل شئ من اعتنى به في الوقت الذى تخلى عنه والداه الحقيقيان حتى أنه لم يعتذر عن خلافهما الأخير بعد لذلك لا يعرف موقفه من والده الآن فعلا ما يعرفه أنه لا يكرهه لكنه مشوش الآن لا يعرف إن كان يراه موضع ثقة بالنسبة له أم لا حسنا كان منذ بضعة أيام يراه كذلك قبل أن يحدث كل هذا لذلك هو  ليس متأكدا الآن لكن عليه وضع حد لهذا الأمر هنا و الآن
جيمين : ( أبي أريد جوابا صريحا هذه المرة أرجوك لماذا تبنيتني ؟ )
تاي : ( أخبرتك عدة مرات لأنني أراك إبنا لي )
جيمين (( بصراخ )) : ( لكنني لست كذلك أنا لست كذلك لست إبنك فلماذا ؟ أرجوك فقط أخبرني لماذا ؟ ) جيمين (( بضعف )) : ( إن كنت تراني أداة إنتقام أو شيئا من هذا القبيل فاخبرني فقط سأساعدك في ذلك لكن أرجوك لا تعطني أملا زائفا عن هذا الأمر و تأخذه مني بعدها أرجوك أنا لا أتحمل هذا بعد الآن سمعت بالفعل كل شئ و أعرف طبيعة العلاقة بين عائلتي و عائلتكم و أعلم أن بينهما عداوات عميقة لكن أنا لا ذنب لي بها لذلك أرجوك إن كنت فقط تراني مجردة أداة بين يديك أخبرني فحسب )
تاي (( بهدوء )) : ( و إن قلت أنك لست كذلك و أنني لم أنظر لك يوما كأداة )
جيمين (( بهمس و بكاء )) : ( لماذا إذن ؟ لا بد أن هناك سببا )
تاي : ( حتى نحن لا نعلم كل ما نعلمه أننا تعلقنا بك بسرعة و كثيرا و بدأنا نراك ولدنا هذا ما دفعنا لتبنيك لم يكن خلف الأمر أي نوايا أما موضوع الإنتقام فوالداي مهووسان به بالفعل لكنني لا أشجعه فهو لن يفعل شيئا سوى تدمير عائلتنا على أي حال )
جيمين (( ببكاء )) : ( أهذا كل ما في الأمر مجرد إحساس أهذا ما بنيتما عليه إنضماني لهذه العائلة )
تاي (( بحنان )) : ( أجل و لم نندم عليه أبدا لطالما رفعت رأسنا يا صغيري و جعلتنا نفتخر بك حتى و إن لم تلحظ هذا أنت فرد مهم في هذه العائلة يا بني )
لاحظ تاي تعب ابنه فأخذه في حضنه و جلسا في الشرفة ينظران للسماء بهدوء كان جيمين يضع رأسه على صدر والده بتعب فقد كانت الفترة الأخيرة متعبة له حقا
جيمين (( بتعب )) : ( أبي ؟ )
تاي : ( لا بأس يا ولدي إرتح اليوم لن نذهب لجلستك لكن هذه آخر مرة فأنا لا أريد أن تنتكس حالتك أعرف أن الفترة الأخيرة كانت صعبة عليك لكن نحن بجوارك لذلك أريدك أن تتشجع و سنساعدك في تخطى حزنك لذلك لا أريدك أن تستسلم يا صغيري حسنا ؟ )
أراد جيمين الرد لكن فجأة اقتحم كوك المكان و هو سعيد جدا
كوك : ( أبي لقد تم الأمر الجثة الآن لنا و لن يستطيعوا بيع أعضائها سيفرح أخي كثيرا )
جيمين (( بإستغراب )) : ( عن ماذا تتحدث ؟ )
كوك (( بصدمه )) : ( ياللهول هل أنت هنا ؟ أعتقد أنني قلت شيئا ما كان ينبغي أن يقال )
نظر جيمين لتاي مطالبا بتفسير فتنهد تاي بعد أن رمق كوك بنظرة ابتلع بخوف على اثرها
تاي : ( لم أرد أن أفاتحك في الموضوع لأنك كنت ماتزال حزينا على جدك لكن إكتشفنا أن أباك يريد بيع أعضاء جثة جدك بعد الدفن لذلك عقدت معه صفقة و دفعت له ما يريد مقابل أن ينقل ملكية الجثة لعائلتنا ليكون لدينا حرية التصرف بها و قد تم دفنها في مقابر عائلتنا بالفعل لذلك لا داعي للقلق لن يلمس أحد جدك و يمكنه أن يرقد في سلام الآن )
نزلت دموع جيمين بشدة لم يتوقع أن يفعل تاي كل هذا لأجله اقترب كوك منه محاولا تهدئته فهو يلوم نفسه على فتح هذا الموضوع الآن لو أنه لم يستعجل و أنتبه فقط لوجود شقيقه هنا لكن لا فائدة من الندم على ما مضى
جيمين (( ببكاء )) : ( أشكركم حقا لا أعرف كيف أرد لكم جميلكم أعتذر عن كل كلمة سيئة قلتها في حقكم و عن كل إساءة إقترفتها منذ أن قابلتكم أنا حقا أحبكم )
كوك (( بحزن )) : ( صغيري لا تقل هذا جميعنا نحبك للغاية لا أحد هنا غاضب منك أبدا كما أنك لا تدين لنا بشئ نحن عائلة )
إبتسم تاي على كلام إبنه فيبدو أنه بدأ يكبر أخيرا و يبدو أن هذا بسبب جيمين أخذ كلاهما في حضنه كل واحد في جانب و قبل رأس كليهما
تاي : ( لا أريد منكما يا صغيراي سوى أن تعيشا سعيدين هكذا تردان لي الجميل هل هذا مفهوم ؟ )
أومأ كلاهما بإبتسامة و عانقاه بشدة و قد تذمرت يونا عندما نزلت أنهم عانقوا بعضهم البعض من دونها و قد كانت تبدو كطفلة حقا وقتها ضحكوا كثيرا عليها و شاهدوا فيلما معا في المساء و انتهى اليوم بضحكاتهم الجميلة

[my other half S2 | نصفي الآخر ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن