part 2

25 0 0
                                    


ليمسح جان دموعه ويطلق تنهيدة عميقة ثم ينظر لصديقه: لا تفكر في الأمر كثيرا، إنك فقط تنظر من وجهة نظرك لا أكثر... ليصمت لبعض الوقت ليستعيد تماسكه: حسن سأتركك الآن...

ليتشبث جان بالشجرة ويهبط إلى أسفل ويمشي بضع خطوات ثم يقف وينظر لأعلى

جان بهدوء: أرنستو...

لينظر له... ويكمل: ستعلم ما أقصد عندما تواجهه بنفسك وليس الأمر ببعيد، ما زال فقط عامان ونكمل السادسة عشرة.

ليرحل جان وهو يخبره أن يذهب لوالدته.

بعد بقليل يهبط ويذهب إلى المنزل...

أرن بصوت منخفض: أمي...

مونتانا بابتسامة خفيفة وتذهب لتحتضنه: أخيرا، لقد أتيت اشتقت لك في تلك المدة القصيرة.

أرن وعيناه مليئة بالدموع: أنا آسف.

لتهبط دموعه وتعلو شهقاته...

مونتانا بحنان وهي تحتضنه أكثر: صه، كفي يا صغيري، لا تقلق كل شئ سيكون علي ما يرام

أرن: ولكن أبي...

لتقاطعه مونتانا وهي تبعده عن أحضانها وتنظر في عينيه: سيكون بخير...

لتكمل ممازحة وهي تقلد والده: ولقد أوصاني أيضا بمراقبتك وأنك ستحرص علي إكمال دروسك.

أرن بضحك وهو يمسح دموعه: يبدو أنه ترك جواسيس خلفه.

ليضحك الاثنان... يعم الصمت لعدة دقائق.

أرن بتساؤل: أمي أيمكنني أن أسالك شئ!؟

مونتانا باستغراب: بالطبع، ماذا!

أرن بفضول: كيف يستطيع أبي القراءة والكتابة ولكن لا أحد من القرية او القري المجاورة يمكنه فعل ذلك؟؟

مونتانا بابتسامة: لأن والدك استثناء، فهو يعمل ككاتب وحارس للمكتبة لديهم وهم فقط يقبلون المتعلمين.

أرن بضحك وفضول واستغراب في نفس الوقت: ولكن كيف تعلمها؟.

مونتانا وهي تضع يدها علي شعره: ليس كل الأشخاص سيئين كما تعتقد فوالدك كان لديه صديق أجنبي وهو من علمه القراءة والكتابة والعديد من الأشياء الأخري.

أرن باستغراب: صديق أجنبي!... ولكن أبي لم يتحدث عنه من قبل.

مونتانا: لم تأت الفرصة فحسب، بالإضافة إلي أن والدك لم يره منذ الصبا...

لتكمل بابتسامة: لقد كنت أنت وابنه أصدقاء في صغرك.

أرن محاول التذكر: لا أتذكره، يبدو أنني كنت صغيرا للغاية.

لتومأ له مونتانا بضحك: نعم.
أرن بغرور مصطنع وهو يعدل ياقته الخيالية: الأمر الجيد أنني فقط من أستطيع القراءة والكتابة بالتأكيد بعد أبي الحبيب.
مونتانا ضاحكة علي طريقته وهي تنقر جبهته بإصبعها: كن متواضعا قليلا يا فتى.
ليضحك الاثنان ويصمت قليل ثم يتساءل...
أرن بتساؤل: أين ماريا؟؟
مونتانا بحزن عل حال طفلتها: لم تخرج من غرفتها منذ الصباح.
ليومأ برأسه...
أرن: حسنا، سأذهب إليها ثم أراجع دروسي وبعدها سأخلد للنوم... تصبحين علي خير يا أمي.
لتقبل الأم رأسه بابتسامة صغيرة: وأنت بخير.
ليتجه إلى غرفة شقيقته ليطرق بابها ولكن لا رد فيفتح الباب ليجد الغرفة مظلمة ويسمع صوت شهقاتها.
__في غرفة ماريا__
أرن بخوف علي شقيقته: ماريا...
ليسرع ليضئ الشمعة ويحركها في الأرجاء ليجدها منكمشة في أحد أركان الغرفة ليجلس بجانبها.
أرن بحنان ومزاح: ما بكى يا صغيرة تبكين كالصغار.
ماريا بتذمر من بين دموعها: لست صغيرة أبلغ 9 أعوام.
أرن بسخرية وهو يهز رأسه: نعم نعم اعلم حسنا ي كبيرتي ماذا حدث للبكاء.
ماريا بحزن: أرن هل أنا عبء علي أبي هل أبي وأمي يكرهانني.
أرن بتفاجأ : وما الذي جعلك تفكرين هكذا.
ماريا: لا رد.
لينظر لها أرن ثم يكمل: إنهم يحبونك كثيرا ويريدون أن يروكي بخير فأنت طفلتهم الصغيرة والجميلة.
لينهي كلامه بابتسامة صغيرة.
ماريا بدموع: هل هذا حقيقي!.
أرن بحنان وهو يفتح لها ذراعه ويحتضنها: هل أخبرتك بشيء كاذب من قبل...
لتهز رأسها بالنفي...
ليكمل: إذا لا تفكرين كثيرا
ليقول بضحك ومزاح وهو يمسح دموعها: كيف لتلك العيون أن تبكي.
ماريا بضحك وهي تمسح دموعها: لا لا أنا لا أبكي.
أرن بضحك ومزاح: هذه هي طفلتنا هيا إلى النوم الآن لقد تأخر الوقت.
ماريا وهي تذهب إلى الفراش: تصبح علي خير يا أخي.
أرن وهو يعدل وضع الغطاء عليها: وأنت بخير ي صغيرة.
ويخرج للخارج لمراجعة دروسه ثم ذهب إلى فراشه.

في صباح اليوم التالي__
أرن بنشاط وابتسامة: صباح الخير ي أمي... هل عاد أبي.
مونتانا بابتسامة: أولا صباح الخير... ثانيا لا تقلق سيكون بخير فوالدك قوي.
ليهز رأسه ويقول: أين ماريا.
مونتانا وهي تشرع في إنهاء الطعام: تلعب في غرفتها.
أرن: حسنا،... سأذهب إلى خالتي وبعدها سألعب قليلا مع جان ثم أعود.
مونتانا بسرعة وهي تلحقه: انتظر حتى تأكل أولا أوشكت علي الانتهاء.
أرن: سأتناول الطعام هناك.
مونتانا: حسنا، أذهب ولا تتأخر... أبلغ سلامي لشقيقتي.
أرن وهو خارج: حسنا يا أمي.
__في بيت الخالة__
أرن وهو يطرق الباب ويبتسم: خالتي الجميلة افتحي الباب لقد آت حبيبك الصغير.
الخالة (ميشيل) تفتح بعبوس زائف: يبدو أن هناك من لم يعد يتذكرني.
أرن بابتسامة وهو يحتضنها: لا أستطيع... هل جان ما زال نائما.
ميشيل بملل من ابنها وحبه للنوم: نعم ادخل أيقظه حالما أضع الطعام.
ليدخل ليوقظه ثم يتجهون إلى طاولة الطعام، بعد الانتهاء من الطعام...
أرن بابتسامة شكرا: لقد كان الطعام جميلا شكرا لك جميلتي.
ميشيل بابتسامة: بالعافية- إن شاء الله-.
أرن: خالتي سنذهب الآن هيا يا جان.
جان وفمه مليىء بالطعام: لم أنته بعد.
ليسحبه أرن وهو يقول: هيا ألا تشبع...
ليتحركوا عن الطاولة... ليودع أرن خالته ويتجهون إلى الغابة.
جان بتساؤل: ماذا سنفعل هنا.
أرن وهو يحك مؤخرة رأسه: تعلم الأوضاع في منزلنا... لذلك فكرت في جلب جوز الهند فأمي وأختي يحبان تناوله.
جان بابتسامة: تريد ان تري ابتسامتهم.
ليبتسم أرن بصمت: هيا لنبدا.
ليبدون في تسلق الاشجار وأحضار جوز الهند ليمضي الوقت مع مزاحهم وضحكاتهم وهم يلقون حبات الجوز علي بعضهم وبعد انتهائهم وضعوها في ملابسهم وفي طريقهم للعوده للمنزل...
قابلهم طفل صغير وهو يبكي بقوة ليذهبا له سريعا...
لينخفض أرن الي مستواه وعلي محياه علامات القلق: ماذا حدث لماذا تبكي.
الطفل ببكاء وتقطع: م... ن... ز... ل... ك
يركض أرن في تلك اللحظه الي منزله وياتي خلفه جان وهو يحمل الصغير... ليصل أرن الي منزله ليري تجمع أمام منزله ليتخطاه، ليري اصعب شئ يمكن أن يراه في حياته
أبي طريح الأرض لا يتحرك وأمي بجانبه تبكي بشدة وتضرب صدره وتطلب منه أن يستيقظ وخالتي تحاول إقافها وشقيقتي تقف علي الباب وتبكي... لتقع حبات الجوز من بين يده وهو ما زال في صدمه ليركض إلى والده وهو يبكي بشدة ولا يري أمامه.
أرن ببكاء وصراخ وهو يحركه برفق: أبي... أبي لماذا أنت مستلق هكذا هنا...
ولكن لا رد ليصرخ بقوة: أببببيييييييي...
لتاليها صرخة أخرى.
أرن بألم وهو يضرب صدره: اا أنه أنه يؤلم.
ولم يشعر بشيء آخر غير اقتراب جان منه ليمسكه قبل أن يغشي عليه.
ليستيقظ أرن بعد وقت قليل ويبدأ في تذكر كل شيء...
أرن في نفسه: يا له من حلم سيئ.
ليخرج من غرفته لتخيب ظنونه ليعلم كم الواقع مؤلما وقاسيا فوالده طريح الأرض بعد أن أرتدي ملابس الموتى وأمي تبكي وتمسكها خالتي وشقيقتي شقيقتي أين هي؟؟ لينظر حوله ليجد أن جانيا يحاول تهدائتها...

عالم آخرWhere stories live. Discover now