١٩- Laborratten

54 8 4
                                    

لا تلهيكم القراءة عن ذكر الله❤️

********

《راشد》
أين أنا؟
عالم من الظلام ابتلعني لا قطرة ضوء تتسلل منه كنت أقف على قدماي هناك وكأنها ليست مصابة أبدا، لم يبدوا علي التفاجؤ من هذا، بل سرت باعتياد تام وكأنني بالفعل أعرف أين أريد الذهب...
ظلام في ظلام وفجأة، هناك.... في تلك البقعة البعيدة جدا ظهرت دائرة ضوء يظهر منها غرفة نوم قديمة بها جسدٌ نائم على السرير تم تغطيته بالكامل بالبياض، وفوق الجسد فتاة تبكي وخلفها إمرأة تحاول تهدئة الفتاة
-مستحيل لماذا أمي وأختي تبكيان هكذا؟ قلتها في نفسي وكأن الصوت يرفض الخروج من فمي، أردت الذهاب لهما، لكن قدماي رفضتا الحراك بل التفتتا الى الطريق المعاكس، ذلك الطريق كانت به دائرة ضوء أخرى بداخلها رجل يسير مُبتعدا، وكأنه يصعد لدرج ما، توقف الرجل والتفت الي كان ذلك الرجل هو أبي كان يبدو أكثر صحة وكذلك أصغر سنًّا، نظر لي أبي وهو يبتسم، ثم مد يده إلي لأتبعه... وقدماي لا تتزحزح عن مكانها في منتصف الدائرتين كنت موجوداً... في الظلام!

**************

دخل "أحدى عشر" و "اثنا عشر" إلى مكتب المدير  الذي كان ينظر من نافذته المفتوحة إلى أعماق الوادي، التفت المدير إليهم وقال لهم:
- إذا يا أحدى عشر ما الذي حدث؟
رد أحدى عشر بكل بلاهة:
- لقد اعتقدت أنك ناديتني فلهذا ذهبت، و..وعندما ذهبت أراد المريض الهرب، أوقفته خمسة بالقوة ولهذا أصيبت أيدي المريض...
نظر المدير له ثم التفت إلى اثنا عشر وقال:
-أهذا ما حدث حقا؟
رد اثنا عشر نظرات المدير ببرود وقال:
-على ما يبدو أن هذا ليس ما حدث
نظر أحدى عشر مصدوما وقال:
- ما..ماذا تعني؟ أ...أنا لا أكذب، المريض هو من قال هذا، أعني ذلك المسمى راشد قال هذا...
لم يلتفت "اثنا عشر" الى "احدا عشر" واكمل:
- وهذا هو الغريب فلو تسمع الحوار ستعلم أن خمسة حاولت قتل المريض...
قاطع المدير الحديث قائلا:
- حسنا حسنا يبدو أن خمسة تنوي التمرد على غير المتوقع، كنت أتمنى أن تكون أكثر طاعة، للأسف يبدو أنني سأضطر للإستغناء عنها.

نظر اثنا عشر للطبيب وقال ببرود:
-ألا تعتقد أنك تبالغ هذه الأيام بما تفعله، لقد ضحيت بالكثير من المرضى، بل وبالممرضين أيضا، أنت هكذا تدمر بنية المشفى...
بدأ المدير يضحك ثم يضحك وفجأة توقف وقال:
- ثم ماذا؟ لا تنسى مقامك هنا يا اثنا عشر أنت خادم لي فقط، لقد اتفقنى من البداية، سأعيد احياء هذا المشفى بشرط إشباع فضولي بالتجارب، وتجاربي لم تعد تشبعني...
التفت المدير للنافذة ثم فتح يديه وقال بهستيرية:
-أريد أكثر، أريد أن أعرف أكثر، لقد عشت لهذا ولن أتوقف عن هذا ، العلم لإشباع فضولي... هذا ما أعيش لأجله!
تراجع اثنا عشر بعكازه الحديدي الذي يضرب الأرض مرة تلوا أخرى، وأمام الباب توقف: ثم قال:
-أنت مجرد شيطان لا يهتم إلا بلحاق هواه.
ثم ابتسم واكمل:
- وأنا أيضا... مجرد مجنون يحمي ماضيه في هذا المشفى، ومن يحاول تدميره... سأدمره.
فتح اثنا عشر الباب فوجد فتاة شقراء بعينين خضراوتان ترتدي ملابس الممرضين وقد نزعت كمامتها وقد كانت تلعب بها بإصبعها، وعلى وجنتها قطعة حديدية كُتب عليها "1"   كانت تسند ظهرها على الباب، ويبدو أنها سمعت كل الحديث، قالت وهي تنظر مبتسمة "لإثنا عشر":
-مرحبا بالفارس الهمام.
سمع المدير الصوت فقال:
-إذا لقد عدتي يا "واحد"، هل انهيتي مهمتك؟
ارتدت "واحد" كمامتها ثم دخلت إلى المكتب وهي تقول بتملق:
-لم أرد مقاطعة حديثكم المهم، أعتذر~، بالنسبة للمهمة... رئيس القرية ذاك رفض دخولي للقرية؛ ويبدو أن الوادي فارغ من أي زوار جدد... يبدوا أنهم غير راضين عنا أبدا، ما الذي فعلته حتى يغضبوا هكذا~

وادي الفضولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن