عند الوادي المظلم العميق نزل شاب يتبع فضوله عبر درج عجيب تكون له فجأة من فطر ذلك الوادي، كان الطريق الذي سلكه للأسفل طويلا، ولكنه مضيء جدا بسبب كل تلك الفطريات المضيئة.لقد مر وقت وهو ينحدر نازلا، بدأ يشعر راشد بالتعب، ولكنه أخير اقترب، لقد بدأ يرى أرض الوادي، وعندما كان يكمل النزول، شعر فجأة وكأن جدران الوادي تتحرك، وقف يراقب ما الذي حدث، الجدران كأنها تحركت...كلا لا زالت ساكنة، التفت راشد ليرى الطريق الذي خلفه، لقد اختفى!!
كيف ومتى اختف الطريق؟ اعاد توجيه نظره للأمام ليتفحص الطريق الذي أمامه لقد تلاشى!!
لم يبقى إلا هو والفطر الذي تحته وكأن ذلك الفطر قرر أن يتركه معلق في الهواء!
حدث كل هذا بسرعة وهدوء...لم يبقى له قرار سوى القفز، قبل أن يتخلى الفطر الذي تحته عنه بشكل من الأشكال، وضع عينه على صخرة قدَّر أنه يمكنه الوصول لها إذا قفز بكل ما لديه.
بدأ يستعد للقفز واثناء تركيزه على الصخرة أخذ نظره أرنباً يجري فوقها، كان الأرنب يشبه الأرنب الذي قفز للوادي، سقط راشد في دوامة من الأسئلة، كيف؟ ألم يمت ذلك الأرنب؟
تشتت انتباهه فزلت قدمه وسقط.
أثناء سقوطه، انتبه لأرنب آخر جاء بجانب ذلك الأرنب.
يالغبائي، أخر كلمة قالها قبل سقوطه على وجهه، ثم فقد الوعي.***********
《راشد》:
بعد ذلك السقوط المرعب فتحت عيني، كان كل ما رأيته شجيرة خضراء بأغصان مغطاة بطحالب ناعمة شعرت بألم في كل جسدي، ليس ألم فقط بل خدر وكأنني كنت في غيبوبة، لم تكن لدي الرغبة أبدا في الوقف ولهذا تقلبت بين الأغصان الخشنة لأستند على ظهري وأراقب السماء.
هذا غريب، اعتقدت أنني فقدت الوعي لساعات عدة لكن الصباح لم يأتي، والنجوم تزين سماء الليل، كم مر من الوقت؟ رفعت معصمي، لأرى الوقت من الساعة التي في معصمي ، كانت عقارب الساعة تدور وتدور بشكل غريب، يبدو أنها تعطلت، فككت الساعة وأدخلتها جيبي.قررت الوقوف على قدمي، وما إن فعلت ذلك حتى شعرت بدوار رهيب يجتاح رأسي، أدعو الله أن لا يكون هذا الصداع نتيجة ارتجاج في الدماغ، بدأ يهدأ الدوار، ولكن بدأ أنفي يقطر دمًا، آه إنه يؤلمني حقا، يبدوا أنه كسر، أدخلت يدي في جيبي وأخرجت منديل ووضعته على أنفي لعله يهدأ.
كانت عيناي تجوب الأرجاء، كان المكان غريب، وضعت عيناي على الشجيرة التي سقطت بها كان بجانبها صخرة، هذا مرعب، ما الذي سيحدث لو سقطت عليها بدل الشجيراة؟ آه كلا ف(لو) تفتح باب الشيطان، ابعدت ناظري عن تلك الصخرة، ووجهته الى شجيرات توت؟! كيف ينمو هذا النبات عمق هذا الوادي الذي بالطبع لن يصله الضوء بالكمية الكافية بسبب عمقه لتنمو هذه الشجيرات بالشكل مناسب.
اقتربت منها شعرت بجوع شديد وكأنني لم آكل ليوم كامل، لكنني أكلت الطعام مع صاحبي بفترة قصيرة قبل ظهور الأرنب...صحيح ما الذي يفعلانه، للأسف فلقد نسيت هاتفي مع باقي الأغراض، كنت أخشى أن يختفي الأرنب وكان لدي فضول كبير لمعرفة أين سيذهب ولحقت فضولي لا أكثر!!بدأت أقطف التوت وآكل منه، كان لذيذا جدا، أكلت وأكلت حتى شبعت، آه كم اتمنى وجود ماء فأنا عطش حقا وقفت من مكاني، سقطت عيناي على نهر يقع خلف الشجيرات!
واو هذا المكان لن يتوقف عن إعجابي، ذهبت إليه كان صافيا جدا وكان به سمك، شربت من ذلك النهر حتى إرتويت، وحينما كنت أراقب السمك اكتشفت أنه لا يملك عينان، يله من سمك غريب يلائم هذا المكان.
توجهت لجدار الوادي ولمسته بيدي يبدو أن أرض هذا المكان غريبة أيضا! فملمس هذا الجدار يبدو غريب.
فجأة انتبهت لشيء مرعب حقا، أين الطرف الآخر من الوادي ألم يكن ضيقا حينما كنت أراه من الأعلى، متى أصبح بهذه السعة؟؟
جاءني الفضول للبحث عن الطرف الآخر، لكن المنطق أوقفني، فإذا رحلت الآن لن يستطيع تمام وعلي إجادي، هما وفيان أعرف هذا، لذلك سيأتون لإنقاذي.
لكن..أنا..أنا لست سيء في الاتجاهات مثل تمام، بعد رؤية الطرف الآخر سأعود، هذا سهل.
تذكرت كلام أمي حينما كانت تنصحني بأن لا أجعل الفضول هو من يتحكم بي بل يجب أن أكون المتحكم به...
نفضت تلك الفكرة ولحقت فضولي!!***********
بدأ راشد السير وهو عازم على الوصول للطرف الآخر، هدفه كان واضحا، لكن..هل ستكون الطريق سالكة؟؟
انطلق الى الأمام، بين العديد من الفطر المنتشر الذي كان يضيئ كل المساحات الشاسعة، لقد راودته الريبة فحتى الآن لم يظهر طرف الوادي الآخر، هل كان ضيق الوادي -عندما رآه من الأعلى- مجرد وهم إختلقه، أو ربما يكون خدعة بصرية كإنكسار الضوء وتلك الأمور التي تصنع الأوهام!!
وبينما هو يسير، سمع صوت خشخشات من فطر ضخم، اقترب منه فرأى ظهر رجل عجوز بشعر أبيض طويل، قال راشد وهو مصدوم:
-بشر؟
فسمع ذلك الرجل العجوز صوته، فالتفت خلفه، فاذا بشخص بهيئة مهملة، وملابس ممزقة، وبيده جزء إقتطعه من الفطر الذي أمامه يفترسه إفتراسًا، وما إن وضع عينيه السماويتين على راشد، حتى كبرت حدقتا عينه، وسقط ما في يده، واقترب من راشد بخطوات مرتابة.تفاجأ راشد من هيأة العجوز، فبدأ يتراجع قليلا كلما تقدم العجوز، وبدأ يسأله: هاي يا أنت؟ من تكون؟ تقدم العجوز وبدأت تتسارع خطواته، وبدأ يتكلم كلمات غريبة، كانت أشبه ب..الفرنسية وبدأ يتكلم ويتكلم ويمد يديه إلى راشد يتحسس ثيابه وشعره وأنفه، صرخ راشد:
آه هذا مؤلم، ثم دفع الرجل ليبعده، ولكن بسبب قوة الدفعة سقط العجوز الى أسفل المنحدر الذي كان بجانبهما.
شهق راشد فزعا، كان العجوز مريبا ومزعجا لكن ليس الى درجت قتله!
-ماذا فعلت؟ قالها بتأنيب لنفسه وذهب ليرى أسفل المنحدر الذي كانت تعشعش به فطر عديدة.لمح العجوز ساقطا ويبدو أنه تأذى بشدة، وبعد أن نزل من المنحدر واقترب من العجوز الذي كان في رأسه قليل من الدماء، استيقظ العجوز وبدأ يهمهم ويتشبث الى ساق راشد، وكان يبتسم! ابتسامة كشف عن جنون مكبوت!
خطى راشد مرتعبا الى الخلف، وبدأ العجوز يزحف يريد الإقتراب منه، يزحف متشبثا به.
تحسس راشد المنحدر الذي نزل منه، والتفت بجانبه وهرب!
ومع ذلك أكمل العجوز المصاب الزحف راغبا بامساك راشد مهما كلف الثمن حتى وان كان الثمن تقشر جلده!
ولكن أغصان متسللة التفت حول ساقه وسحبته بهدوء بين الفطر...
أنت تقرأ
وادي الفضول
Mistério / Suspenseخرج بطلنا راشد يحثه الفضول ليبحث هو مع أصدقاءه عن ذلك الوادي الأسطوري، ذلك الوادي الذي التهم كل من دخله فلم يعد أحدٌ منه.... كيف سيجدون الوادي؟ وهل سيستطيع راشد الخروج من ذلك الوادي؟! وما هي الأسرار التي تحوم حوله؟! ............. فعندما يجتمع كل ال...