٢٤- مالك المشفى

5 1 1
                                    

لا تلهيكم القراءة عن ذكر الله❤️

********

《راشد》
بعد قدوم ذلك المدير الينا تغير حال سبعة وكأن كل عزيمة له بالبقاء انتشلت، حاولت شحن عزيمته مرة أخرى فقلت له:
- توقف عن هذا، لا تربط نفسك ببشري مثلك...
رد سبعة:
- لماذا أنت مصر؟ دعني أرتاح، المدير أنقذني من عتمة هذا الوادي، أنت لا تفهم، كنت ضائع.
رددت عليه:
- ولا زلت ضائع يا سبعة، لا زلت ضائع.
تنهد سبعة وقال:
- كيف أنت تعرف أني أنا ضائع؟
أجبته:
- ما رأيك أنت هل أنت تشعر أنك بأمان؟ أم تشعر أنك ناقص؟ هل لديك في حياتك شيء موقن به تنتهي كل احتياجاتك له؟ من أنت؟ ولماذا أنت حي؟ وماذا سيحدث لك بعد الموت؟
أجاب بصوت يرجف:
- هذا سؤال كثيير، توقف أرجوك أنا لا أريد أكون فضولي.
رفعت صوتي مقهورا على شخص جعل عقله يُسلب منه:
- أي فضول هذا؟ هذا هو أنت وهذه الأسئلة أنت تحتاج لها، لا تخلط بين الفضول والحاجة توقف عن صنع الأعذار وكن صادقا مع نفسك، ماذا تحتاجه الآن؟
أجاب سبعة وصوته يرجف أكثر:
- أنا خائف... أنا خائف من معرفة الاجابات أنا أريد الهرب...
قلت بصوت هامس:
- جبان! كم أنت جبان.
كم من البشر منعهم الجُبُن من معرفة الحق؟ تذكرت بعدها دعاء النبيﷺ: (( اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ)).

حاولت الوقوف متمسكا بالحائط الذي أمامي ولكن الطحالب التي به حالت دون ذلك، توجهت لقضبان زنزانتي، وحاولت امساكها وما ان وقفت حاولت السير، كم من الزمان لم أسر ؟ حاولت السير متمسكا بحيطان الزنزانة، الألم في البداية فظيع ولكنه مع الوقت يخف بدأت السير بهدوء ذهاباً وإياباً حول الزنزانة لتخفيف التوتر ولكي أعتاد على الألم الذي أصاب قدمي بسبب تخدرها لطول المكوث فوق السرير.
قلت وأنا متفاجئ: يبدو ان قدمي تعافتا بالكامل!
ثم أكملت ساخرا: أخيرا هناك فائدة من هذا المكان!
تحسست أنفي المكسور وأنا أفكر بحسرة لو أنهم عالجوه أيضا، فعدم التنفس منه شيء  مزعج جدا، حقا كم أن الأنف نعمة من الله.
وأثناء السير، رأيت في الجزء المظلم من الغرفة شيء يلمع، كان الخوف يلتهمني لكن شيء ما شدني ناحيتها، ليس الفضول بل كان حذرا ملتف باحتياج لمعرفة محيطي، وقبل أن أصل الى القطعة اللامعة، انكسر الحائط فجأة! وشيء ما سقط علي! وشعرت بأن نفسي سلب مني في لحظة...

.................
التفت راشد متألما، فلما رأته خمسة نادته مصدومة ثم وقفت بسرعة، حاولت مساعدته للوقوف، لكنه رفض مساعدتها واكتفى بالجلوس، كان يتحسس أضلاعه ويتحسس ما حدث، ثم قال:
- الحمدلله لا كسور جديدة على الأقل...
ثم كتم ضحكة وهو يقول:
- من كان يتوقع أنني سأصبح خبيرا بالكسور!
وجه نظره لخمسة التي كانت تراقب من الجدار المكسور، وقف راشد وتوجه ناحيتها وقال متفاجئًا:
- واو أين السرداب من كل هذا، نحن حرفيا معلقون في السماء.
قالت خمسة بخوف وهي تنظر لراشد:
- اذا أنا الآن داخل السرداب.
رد راشد وهو يراقب المكان من الخارج:
- نعم، أهلا بك في السرداب
ثم قال بجدية وبيده أحد قطع الخشب:
- هذا غريب فلقد كنت أضرب الجدار ولم يبدوا عليه بأنه بذلك الضعف، غير أنه لم تكن أي قطرة ضوء تصل للداخل.
ثم سألها راشد دون توجيه النظر لها وقال:
- كيف وصلتي؟
ردت خمسة:
- انها قصة طويلة، وهي لا تعنيك.
نظر راشد للأعلى وهو يقول ساخرا:
- لا يعنيني، ولكن لا بأس بجعلي بساط، كان هبوط مسالم لك صحيح.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وادي الفضولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن