هل تحب فتاة؟ كم هو راتبك؟ ما الذي كسر أنفك؟ هل تستطيع التنفس منه؟ متى كنت تنوي الزواج؟ هل تتمنى قتل أحدهم؟...؟...؟.؟؟
أسئلة كثيرة توالت على راشد من مضيفه المريب، أسئلة عامة وكذلك خاصة، كم كان غبيًا عندما سعد بلقائه، الآن هو محبوس في هذه الغرفة التي تبلغ 4×4 متر، مع الزوجان الجالسان على تلك الأريكة الكئيبة رمادية اللون، والطاولة الخشبية الممتلئة غبارًا ويتوسطها مزهرية ذات زهور ذابلة، استجواب يصاحبه صوت بندول الساعة عديمة الفائدة، فعقرباها يدوران ويصطدمان ببعضهما طوال الوقت، كيف دخل راشد الى هنا؟ وما الذي حدث؟****************
《راشد》
لا أصدق كيف تحول الوضع هكذا، أتذكر قبل بضعة دقائق كنت بالفعل سعيدًا بمقابلت شخص أفهمه أخيرًا، أتذكر كيف خرج شخصين من الجموع مرحبان بي، انطلقت نحو هذان الشخصان بخطًا واسعة وأنا أنوي القاء السلام عليهما، قلت بلهفة المشتاق للتحدث مع أحدهم:
- السلام عليك...
ولكنه قاطعني قائلًا:
-مرحبا، اسمي سمير~ وهذه زوجتي إيما، ما اسمك؟
لم تعجبني وقاحته ولكني اجبته مع ذلك:
-راشد، اسمي هو راشد.
-اسم رائع، من أي البلدان أنت؟
وبعد أن أجبته لاحظت أن زوجته تسحب كم ذراعه وتهمس له، فانقبضت ملامحه منزعجًا ولكنها ألحت عليه، فقال سمير باحراج:
كما ترى زوجتي أمريكية، ولا تفهم العربية، هل تستطيع...التحدث بالانجليزية؟
سكت قليلًا، فأنا حقًّا سيء في تعلم اللغات... من حسن حظي أنني أجيد العربية في الأصل.
قال لي بلطف: اذا كنت لا تستطيع يمكنك قول ذلك، لا أقصد احراجك حقًّا~.
رددت له بقليل من الاحراج: للأسف، فأنا لا أتقنها..
ابتسم بوجهي بلطف وإلتفت لزوجته، صدمني كيف احمر وجهها غضبًا وقهرًا، ثم كيف عاد فجأة بعد أن وضعت نظرها علي لوجهها الباسم وكأن شيءً لم يحدث!دعاني سمير بابتسامة وهو يتصنع اللباقة، أن أزورهما في منزلهم لنتحدث، ولكي أرتاح بعد هذه الرحلة المتعبة، وبالفعل وافقت على هذا العرض المغري فأنا متعب بالفعل من كل هذا السير و..السقوط.
وانطلقت معهما، مبتعدًا بخطاي عن باقي سكان القرية، بدأنا السير، ولكنني سمعت صوت خطًا عديدة تلحق بنا!! نحيت بصري نحو ذلك العدد الكبير من الرجال والنساء الصبية والبنات، كانوا قرابة ٥٠ شخصًا، كانوا بالفعل يتبعوننا! وبينما كنت أقلب نظراتي بارتياب حولهم وحول وجوههم المختلفة وكأن كل واحد منهم قد أتى من بلد مختلف، وقاطع سمير ارتباكي هذا قائلًا:
-لا بأس، هم فحسب فضوليون حولك.
-هل الفضول يجعلهم يلحقون بنا هكذا؟!
-لا تستغرب هذا... ثم قال شيئًا بصوت منخفض وكأنه يحدث نفسه: سوف تصبح مثلنا!!
ثم أكمل بعد أن زم شفتيه:
ممم... يمكنك اعتبرها طريقة أهل القرية بالترحيب بالجدد~.
قلت وأنا أرميهم بنظراتي:
-لماذا يبدون مختلفين..وكأن كلهم أتو من بلدان مختلفة؟
-حسنا..هذا لأنهم كذلك~
-ماذا؟ قلتها مصدوما فحقيقة أن الوادي بالفعل كان موجودًا عند منطقتي جعله هذا معروفًا بين الأهالي بإختفاء أهل المنطقة فقط ولم يُذكر أبدًا أن شخص أجنبي جاء بحثًا عنه، فكيف بفقدان كل هؤلاء الأجانب دون أن يتحدث أحد؟؟
أكملت بحيرة والأسئلة تنطح رأسي:
- إذًا، كيف أتو؟ و...كيف يتواصلون فيما بينهم؟
رد سامي ببرود وقد بدا عليه الانزعاج:
- هذا غير مهم حقًّا، وقال بقليل من النقد: لماذا أنت مهتم حتى؟
ثم أكمل بعفويته السابقة قاصدا تغيير الموضوع:
-لم تخبرني هل سبق لك أن زرت أمريكا~؟
لم يعجبني كيف غير الموضوع ولكنني قررت مجاراته بسبب رغبتي في الابتعاد عن هؤلاء فنظراتهم لي تشعرني بالرعب والحذر، مما جعلني هذا أُدَوِّرُ عيني حول كل شيء بقلقٍ من كل شيء
كم اتمنى ان نصل لمنزله بسرعة...
أنت تقرأ
وادي الفضول
Misteri / Thrillerخرج بطلنا راشد يحثه الفضول ليبحث هو مع أصدقاءه عن ذلك الوادي الأسطوري، ذلك الوادي الذي التهم كل من دخله فلم يعد أحدٌ منه.... كيف سيجدون الوادي؟ وهل سيستطيع راشد الخروج من ذلك الوادي؟! وما هي الأسرار التي تحوم حوله؟! ............. فعندما يجتمع كل ال...