بسم الله الرحمن الرحيم
_____________بعد أن أنهينا غدائنا ، جلسنا كما نفعلُ عادةً للحديث وشرب الشاي.
لا نتحدّثُ كثيراً في العادة ، لكنّنا نجلسُ سوياً للحفاظ على القيم الأسريّة .. كما تقول أمّي.
عادةً ، نشاهد التلفاز أو نستمع لمشاجرات محمّد ومحمود على تلك اللعبة التي يكرهها كلٌ فردٍ في منزلنا.لكن هذه المرة مختلفة قليلاً .. هذه المرّة بدا وكأنّ جميعهم يعرفونَ بأمرٍ ما ويخفونه عنّي.
في الحقيقة ، وبالتفكير في الأمر .. لم تكن من عادةِ محمّد أن يسألني عمّ يرهقني ، ولم تكن أيضاً من عادة أمّي أن تتركني أنام بعد الحاديةَ عشر إطلاقاً.
لاحظتُ ذلك فقط الآن ، بسبب النظرات التي يتبادلها والدايّ .. وأيضاً بسبب بقاء التوأم هادئاً لأول مرة ، إنّني لم أرهم بهذا الهدوء إطلاقاً.قلّبتُ كلّ ما فعلتهُ خلال هذا الأسبوع في رأسي .. لا أتذكّر أنّني فعلتُ أيّ شيءٍ ممنوعٍ في منزلنا.
بدأ التوتّر يكسو ملامحي ، هذه الأجواء تخيفني.
واعتقدتُ أنه من المرعب أن أبي حَمحمَ وقطع ذلك الصمت الرهيب ..
لكنّني غيّرتُ رأيِيَ تماماً ، حين أكمل والدي حديثهُ .. وبدأ بمقدّماتٍ فهمتها مباشرة .." لقد كبرتِ يا لِيَا ، وأصبحتِ فتاةً ناضجةٍ الآن .. وتعرفين سنّة الحياة .. "
فهمتُ ما كان يرمي إليهِ أبي ، ولأصدقكم القول .. شعرت بنفسي على وشكِ الطيران .. كنتُ سعيدةً جداً ، فأنا أعرف كم هو إحساسٌ جميلٌ أن تتزوّج ، وأن تجد شخصاً تتكئُ عليهِ ويساعدكَ ويسيرُ معكَ لتكملا حياتكما سوياً ..
لقد كان هذا عملي ، وما أفعله طيلةَ أربعِ سنوات .. أفتسألُ النّجارَ عن خشبٍ أم تسألُ الخبزَ عن الخبّاز؟!
حمدتُ الله في داخلي ، وظهرت على مُحيّايَ ابتسامةٌ حَيِّيَةٌ لم أستطع إخفائها." وكبرتِ بما فيه الكفاية ، وقد فات موعد زواج من هم بعمركِ ولكنّه النصيب .. "
حاولتُ بجهدٍ تجاهل كلماتِهِ الجارحة ، والتركيز على مغزى الحديث .. ورغم أن ابتسامتيَ الحَيّيَةَ تلك كانت على وشك السقوط إلّا أنّني جاهدتُ نفسي ورفعتها مرةً أخرى.
" بالأمس تقدّم إليّ خاطبٌ لكِ .. ووجدتٍ أنّه رجلٌ طيبٌ ذو أخلاقٍ ، وتعلمين أن أهمّ مافي الرجل دينه وأخلاقه "
رغم أنّ كلامَ والدي صحيحٌ ، لكنّه لم يُرحني .. فكان كلامه تأكيداً للنقطةِ الجيدة ، وكأنه يمهّدُ ليَ مصيبةً قادمة.
وقد صدق إحساسي .." ذاك الخاطب هو أيوب مالك ، جارنا في الطابق الخامس .. لابدّ أنكِ تعرفينه "
أنت تقرأ
الآنسة الخطابة || The Miss khattaba
Romance" لطالَ ما كانت هيَ تُزوّجُ الناس .. الشباب والشابّات ، وتسعى في استقرارهم و طمَأنينتهم ، ولم يَخطر على بالها يوماً أن يحينَ دورها .. وأن تكون هيَ العروس القادمة. حتّى جائها ذلك الشاب يوماً ما ، طالباً منها أن تبحث له عن عروس ، كما يفعلُ جميع الشبّا...