الفصل الرابع عشر || سر!

107 9 13
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

* أعيد التنويه إلى أن جميع المنظمات والسياسات والرتب والقوانين والأحداث وغيرها خيالية تماماً ، وأي تشابه بينها وبين الواقع ما هو إلا محض تصادف لا أكثر *
_____________

توقّفت السيارة أمام مبنى من طابقٍ واحد في منتصف الصحراء ، كانت الشمس متعامدةً في السماء بشكلّ غريب وصعداء الصيف تكتم الأنفاس ، الطقس داخل المدينة بدا أفضل حالاً بكثير ، وكذلك ليا وليزا اللتان كانتا أفضل حالاً في المدينة بكثيرٍ مقارنة بتوجسهما من هذه الصحراء. تسائلت ليزا لوهلةٍ ، إذا كانت ليا تثق في سراج لأنه زوجها ، لِمَ تثق هي فيه؟
الوسواس كان يعمل في عقلها على قدمٍ وساق ، والهلع قد تمكّن منها تماماً. وهذه المرة كانت ليزا هي الخائفة على عكس ليا التي بدت مطمئنة بل ومتحمسة كثيراً للقاء زوجها.

ترجّل الثلاثة من السيارة ، ونظرو لذلك المبنى الذي لم يُرِب إحداهن سوى ليزا التي تمسّكت بليا بكلّ قوتها وكأنها تترجاها ألّا تتركها.

لم تعقّب تلك المرأة الغريبة مطلقاً خلال الرحلة التي دامت لساعة تقريبا ، ولم تنطق أيضاً بحرف يدعوهم للنزول لكنهما تبعتاها على أي حال.
حين وصلوا للبوابة خاطبت تلك المرأة الرجل الضخم الماكث أمام الباب يحرسه ، ورفعت له بطاقة عريضة نُقِشَت عليها بعض التعاريف والأرقام ، ثمّ أشارت نحو الفتاتين خلفها وتابعت الحديث إليه تشرح له أمراً لم تكن ليزا تسمعه أو ليا.
وفور أن فهم الرجل من هما ، حتى أخرج المفتاح من جيبه وفتح به الباب الضخم نسبياً وأشار لهم بيده للدخول.
دلفت المرأة أولاً ثمّ تبعتها ليا التي كان الحماس واضحاً في مشيتها ، وبعدها ليزا المرتجفة برعب مما ينتظرها.

مشوا عبر ممرٍ طويل نظيف لدرجة أنك تستنشق فيه رائحة منظّفات الكلور ، مظلمٌ كأنه نفق. يؤدي إلى أبوابٍ عديدة مغلقة ، ذكّر هذا المشهد ليا وليزا بالمكان الذي قابلوا فيه سراجاً بالصدفة ، فابتسمت ليا بحياء ، بينما ابتلعت ليزا ريقها برعبٍ تتخيل أبشع السيناريوهات عمّا قد يكونه سراج.

وقفت الفتاتان لوقوف تلك المرأة المفاجئ ، ثمّ تابعت فجأة المشي نحو أحد الأبواب وكأنها تعرف طريقها ولا تختار بعشوائية. فتبعتاها مرغمتين ، ولم تكن ليا مهتمة بالطريق بل كان يهمها أن الطريق سيذهب لسراج ، وأما ليزا فلم تكن تقوى على السؤال خوفاً من الإجابة.

خلف ذلك الباب وُجِدَ درجٌ طويل يؤدي إلى الأسفل ، وأسفله لم يوجد سوى بابٌ لمصعدٍ حديث الطراز نظيفٍ وعَبَقُهُ منظّفات الكلور كما الأعلى ، دلفت المرأة كالعادة أولاً ثمّ تبعتها الفتاتان.
أثار استغراب ليا إشارة المصعد أنهم في الطابق الخامس والعشرين بالفعل رغم أن المبنى من الخارج كان طابقاً واحداً فقط ، ونقرت المرأة بطرف سبابتها اليمنى على زرّ الدور رقم سبعة فأُغلقت بوابة المصعد فوراً ، وبدأ يهبط بسرعةٍ مرعبة نحو الأسفل. لكن من بالمصعد لم يشعروا بتلك السرعة ، بل كان أشبه بمصعد طبيعي تماماً.
أشارت ليا لليزا نحو الأرقام تحاول الاستفهام منها ، لكن ذلك لم يكن من شأنه سوى زيادة رعب ليزا وزلزلة الأرض تحت قدميها أكثر.

الآنسة الخطابة || The Miss khattaba حيث تعيش القصص. اكتشف الآن