الفصل الثامن عشر || أين ليزا؟

62 10 16
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________

استقامت بنشاط متوجهةً لدورة المياه حتى تتوضأ وتؤدي الفريضة. كانت مغمورة بالسعادة لعودتها لموقعها أخيراً ، خاصةً وأنها قد أنهت معظم الإصلاحات وقد تبقّت اللمسات الأخيرة وحسب.

لاحقاً ، استيقظت على الساعة الثانية ظهراً مذ أن والدتها لسبب مجهول توقفت عن إيقاظها عند الضحى.
هل تعرف حين تكون مرتاحاً جداً بعد فترة مررت فيها بعناءٍ أرهقك ولوى ظهرك؟ ، هكذا كانت تشعر هي حين تأمّلت السقف بهدوء ودقّة. عقلها مليءٌ بهِ وكأن كل ساعات الليل لم تكفي ليخرج من أفكارها. بالنسبة لها كان لا يزال غامضاً ويخفي خلفه الكثير من الأسرار ، رغم أنه أخبرها بألّا سر خلفه غير ما قاله لها ، إلا أن قلبها أخبرها بفطنةٍ ونباهة أنّ أمراً ما لا يزال طيّ الكتمان.

حاولت طرد تلك الأفكار من عقلها ، وجمعت شتات نفسها ناهضةً لتبدّل ثيابها وتتابع عملها على الموقع.
لكنّ قبل ذلك ، طلبت رقم ليزا متصلةً بها مذ أن هذه الأخيرة لم تحادثها أبداً خلال اليوم الفائت وهو أمر نادر الحدوث ؛ لذلك أرادت الاطمئنان عليها.

استمرّ الهاتف بالرنين لعدة دقائق لكن ليزا لم تجب ، وقررت ليا بعد بعض التفكير أنها قد تكون نائمة الآن فهي لا تستيقظ عادة في الظهيرة.
تنفست بهدوء شديد أثناء جلوسها براحة على كرسي ، وارتفع طرف شفتها الأيمن في ابتسامةٍ هادئةٍ قبل أن تنفجر تماماً بالضحك.
كانت تضحك بكلّ قوتها كمجنونةٍ لا تفقه في الدنيا شيئاً أو  كطفل لم تُرِه الحياة قسوتها بعد .. كانت تضحك بقوةٍ كأنها لا تحمل هماً ، وكأنها لم تحمل يوماً.
إن سألتها قبل عدة أشهر من الآن فقط أنها ستحظى يوماً بهذا الهدوء المسالم لتنعم به حياتها فما كانت لتصدّق إطلاقاً .. لكن الممتع في الحياة أنك لا تستطيع الجزم بما هو قادم فيها.

مضت بعد عدّة أيّام أنهت فيها التعديلات على موقعها ، لم تجب عليها ليزا فيها أبداً. لكن ليزا كانت تنقطع عنها عدة أيام كل فترة ولم يكن الأمر ليشعر ليا بالغرابة بعد كل هذه السنين التي اعتادت فيها على طباع ليزا ، ورغم ذلك .. تعجبت اختيارها هذه الفترة الحرجة من حياتها لتنقطع عنها فيها.

أنهت العمل على الموقع تماماً وقد كان موعد نشره الذي ماطلت فيه بما فيه الكفاية أصلا. لكنها أبت أن تنشره أبداً إلا بحضور ليزا لتشاركها هذه العودة.

_____________

" هل أنت ليا "
صوت هَلِعٌ لشاب حديث البلوغ صدر من هاتفها الذي رنّ فجأة أثناء تناولها طعام الغداء.

ابتلعت اللقمة في حلقها ثم تنحنحت وأجابت:
" نعم ، من هناك؟ "

" أنا نوا شقيق ليزا ، ليزا متعبة للغاية وترفض أن أساعدها بأي شيء. إنها تطلب حضورك فقط "

سقطت الملعقة من يدها في لحظةٍ أدركت فيها كم كانت مهملة لصديقتها حين تجاهلت عدم إجابتها لاتصالاتها. وخفق قلبها بخوفٍ شديد حين جالت في بالها لثوانٍ فكرة خسارة ليزا ، أكثر شخص لم ترغب بخسارته.

_____________

مرحباً يا رفاق ، أنا محرجة للغاية من غيابي الطويل والغير مبرر.. لكنني أعتذر عنه بإخلاص ، وأعتذر عن الفصل القصير أيضاً. وأعدكم بأن تجدوا فصلاً جديداً كل يوم جمعة إن شاء الله ، وترقبوا رواية جديدة قريباً أيضاً بإذن الله.
لكنني أحب أن أوجه شكراً خاصاً لاثنين من قرّائي الغاليين علي ،  لسؤالهم عن هذه الرواية حين توقف تحديث فصولها ، فهم بعد الله السبب الحقيقي لعودتي لإكمالها.
شكراً لكِ Ella45_watt العزيزة ❤️
شكراً لكِ Just-goes العزيزة ❤️

الآنسة الخطابة || The Miss khattaba حيث تعيش القصص. اكتشف الآن