الفصل التاسع عشر || صناديق ضخمة

68 9 11
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________

" أمي! ، لن أترك صديقتي في خطر وأجلس هنا بهدوء وحسب! "
خرجت تلك العبارة بخوف من فاه ليا التي ترتدي عبائتها وكانت على وشك الخروج من المنزل قبل أن توقفها والدتها.

" انتظري استيقاظ والدكِ ليوصلكِ على الأقل! "

" قد لا يكون هناك الوقت لذلك ، سأذهب "
نطقت تلك العبارة خارجة من المنزل تسابق الريح ، تساقطت الدموع على وجنتيها ولم تملك هي سوى الدعاء بضعف وتوسل أن تكون ليزا بخير.

أوقفت سيارة أجرة وأخبرته باسم مطعم مجاور لمنزل ليزا ، وشعرت بأن الوقت يطول ويطول وكأن تلك الدقائق كانت ساعات.
أوقف السائق السيارة أخيراً وكأنه لم يكد يقف أبدا ، فدفعت إليه بحسابه وترجلت تركض بكلّ قوتها نحو منزل الأخرى. راحت تطرق الباب تحاول السيطرة على أعصابها وتحكم نفسها وتفكر بعقلانية قدر استطاعتها حتى تتخذ التصرف الأسلم.

ما لبثت حتى فتح لها الباب أحد شقيقي ليزا ونطق مبتعداً عن الباب:
" في غرفتها "

ثوان مرت حتى وصلت لغرفة الأخرى ، وحين فتحت الباب على عجالة.. رأت أكثر ما لم تتوقع رؤيته الآن وفي هذه اللحظة.

_____________

في مكان آخر.. كان هو يتجول مع منسق حفلات زفافٍ أثنى عليه بعض معارفه من قاعة لأخرى يبحث عن أفضلهم لزفافه. كان لابد أن يكون مع ليا في هذا الموقف ، لكنها أخبرته بأن يختار أفضل خمسة وهي ستختار من بينهم.

كان حذراً وذو معايير عالية ومواصفات دقيقة رغم أنها لم تشترط عليه شيئاً ، لكنه أراد أن يكون هذا اليوم هو الأسعد في حياتها ولم يرد أن يعكر مكان الزفاف صفوهما.
" سيد سراج ، هل تسمعني؟ "
ناداه المنسق بعد أن سرح سراج في خيالاته متأملاً صور إحدى القاعات المفتوحة على السماء المليئة بالنجوم ، وتذكر يوم خروجها غاضبة من ذلك المكان في منتصف الصحراء ، كانت سماء ذلك اليوم مرصعة بالنجوم كالصورة تماماً.

" نعم ، أعتذر "
نطق بتلك الكلمات ثم اعتدل في جلسته وأشار نحو القاعة في الصورة متابعاً حديثه:
" ضع هذه القاعة في قائمة المفضلات "

_____________

وقفت ليا مشدوهةً وكأن أحداً أغرقها في ماءٍ مثلجٍ ثم سحبها منه.
لأن ليزا لم تكن مريضة ولا طريحة الفراش ، بل كانت مستقيمة بطولها تضحك بعنفٍ على ردة فعل صديقتها. وأمامها ، كانت الكثير من علب الهدايا الضخمة سكرية اللون كفاصلٍ بينها وبين الباب الذي تقف ليا عنده.

لم تطل ليا التعجب وسرعان ما هرولت نحو صديقتها تضمها بكل قوتها وتحمد الله على سلامتها ، ولم تلبث أيضاً حتى صفعت أعلى رأس ليزا بكل قوتها وهي تشتمها لإخافتها ، تذمرت ليزا لوهلة لكنها عادت وسحبت صديقتها نحو الصناديق الكبيرة التي تجاوزت العشرة صناديق بسعادة ، ثم نطقت تشرح لها:
" تبضعت لكِ الكثير من الأشياء! "

" ألهذا اختفيت كل تلك المدة؟! "

" نعم ، أردتها كمفاجئة! "
أجابت ليزا بابتسامة بلهاء زادت من غيظ الأخرى.

" ألا تصبح مفاجأة إلا بإرعابي هكذا؟! "

قلبت ليزا عينها بملل وتذمرت تنهر صديقتها:
" دعك من هذا الآن! ، المهم الآن أنني بخير.
انظري إلام اشتريت "

كانت ليا سريعة التخطي هي الأخرى وتشتت انتباهها ناظرة إلى الصناديق بحماس لفتحها.

_____________

الآنسة الخطابة || The Miss khattaba حيث تعيش القصص. اكتشف الآن