بسم الله الرحمن الرحيم
_____________-من وجهة نظر:ليا-
مرّت ثلاثة أيّام منذ لقائيَ بسراج ، بعد عودتي في ذلك اليوم .. ألقيت بجسدي على الفراش ونمتُ نوماً عميقاً.
طوال الثلاثة أيامٍ الفائتة ، لم أستيقظ مطلقاً سوى لأداء الصلاة أو لاستجوابات أمّي التي توصل الأخبار لأبي ، فكنت أجيب مسرعة باقتضاب وأعود لأنغمس تماماً في النوم.
النوم الكثير هذا كان كانت محاولةً يائسة منّي لنسيان ما تفوّهتُ بهِ يومها. بالطبع لم أخبر أمّي سوى بما تحتاج أن تعرفه ، ولم تكن تحتاج لمعرفة معظم حديثنا على أي حال.لكن اليوم ، بعد استيقاظي لصلاة الفجر لم أستطع النوم مطلقاً. تقلّبت على فراشي بملل ، وكانت الأفكار تعصف بي عصفاً ، فكرت في كلّ ما حدث في حياتي الفترة السابقة. وفور ما تتداعى إليّ ضحكات سراج يومها تحمرّ أذناي بشكلٍ رهيب وتبدآن بالصفير.
لم أستطع تخطِّ ذلك اليوم مطلقاً.قفزت فجأةً من فوق الفراش ، وصرخة صغيرة هربت من فمي. أدركت أنّه يجب عليّ حقاً أن أتوقف عن التفكير أكثر ؛ لأنني بدأت أشعر بأن عضلة عقلي منهكةٌ فعلاً. كما أن عضلة معدتي كانت تتوسّل لحشوها بأيّ نوعٍ من الأطعمة ، وكنت جائعة جداً على كل حال.
الساعة الآن هي السابعة وبضع دقائق ، لن يستيقظ أحد أفراد عائلتي قبل التاسعة. لذلك كان المنزل ساكناً تماماً.
خرجتُ من غرفتي مروراً بغرفة المعيشة ، توقّعتُ أن أجدها خالية تماماً ويتخلّلها بعض ضوء الشمس فقط عبر النافذة كما العادة. لكنّني رأيتُ محمداً ومحموداً يجلسان هناك يلعبان بهاتفيهما ، فقلبت عيناي بمللٍ وهمستُ لهما بنبرةٍ موبّخة حتّى لا يستيقظ والداي:
" أهذا وقتُ اللعب؟! "لم يرفع أحدهما عينه عن هاتفه وأجابني محمود:
" لا شأن لكِ "" وقح "
نبست بخفوت ثمّ تركتهما وتوجّهت نحو المطبخ.
كنت أشعر بإحباطٍ شديد ولم أقوَ سوى على سحب قطعة خبزٍ باردة من الثلّاجة ، ثم حشوها ببعض المربّى البارد أيضاً والذي كان مركوناً في زاوية الثلاجة.
أعتقد أن ذلك المربى فاسد بالفعل ، لكنّني كنت خاملةٍ لدرجة لم تسمح لي بالتفكير في صلاحيّة المُربّى حتى.رغم أن مذاق تلك الشطيرة كان غريباً ، إلا أنّها طابت لي بشكلٍ عجيب ، فسحبت قطعاً أخرى من ذات الخبز البارد الذي أعتقد أنّ أمي كانت ستتخلص منه بالفعل ، وحشوتها جميعاً بالمُربى. وحملتهم معي عائدةً إلى غرفتي.
ألقيتُ الطبق بإهمال على مكتبي ، وكذلك ألقيتُ بجسدي على الكرسيّ. فتحتُ جميع حواسيبي ، وأمسكت بهاتفي أتفقدّه. وصلتني العديد من الرسائل المرسلة من ليزا ، وكنت قد أجبتها بأنني سأنام ، لكنّها تستمرّ في الإرسال على أي حال.
أجبتها باقتضاب ثمّ أسندتُ رقبتي على الكرسي بخمول.
![](https://img.wattpad.com/cover/361836112-288-k197963.jpg)
أنت تقرأ
الآنسة الخطابة || The Miss khattaba
Romansa" لطالَ ما كانت هيَ تُزوّجُ الناس .. الشباب والشابّات ، وتسعى في استقرارهم و طمَأنينتهم ، ولم يَخطر على بالها يوماً أن يحينَ دورها .. وأن تكون هيَ العروس القادمة. حتّى جائها ذلك الشاب يوماً ما ، طالباً منها أن تبحث له عن عروس ، كما يفعلُ جميع الشبّا...