الفصل الثاني عشر || أين أنت؟

109 10 16
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________

" مرحباً ، من معي؟ "
كانت هذه ليا ، التي أجابت على الرقم الغريب الذي اتّصل بها في صباح اليوم الخامس بعد عقد قرانها.

" مرحباً يا ابنتي "
فجاءها صوتٌ لامرأةٍ كبيرة في السن من الطرف المتّصل ، لم تتعرف عليها بادئ الأمر. لكن المرأة عرفت بنفسها لاحقاً:
" أنا إسراء والدة سراج "

تهلّلت أسارير ليا فور سماعها لكلمات إسراء ، فتركت كوب الشاي الدافئ من يدها وركّزت فيمَ تقوله والدته.
" أهلاً بكِ يا خالة ، كيف حالكِ؟ "

" الحمدلله بخير ، ماذا عنكِ؟ "
نطقت إسراء بتلك الكلمات لتطمئنها ، لكن الحزن كان واضحاً على صوتها ، وقد لاحظت ليا ذلك وبدت مشوشة من سبب ذلك الاتصال في هذا الوقت من الصباح.
" بخير ، هل أنتِ مريضة يا خالة؟ ، صوتك يبدو متعباً "

لم تستطع إسراء التحمل أكثر بعد سماعها لكلمات ليا القلقة ، وانهارت بالبكاء فعلاً رغم أن نبيل كان بجانبها ويحاول طمأنتها.
وعلى الجانب الآخر فزعت ليا كما لم يحدث معها من قبل ، وصرخت بغير إحساسٍ تسأل إسراء:
" ما بكِ يا خالة؟! ، هل كل شيء بخير؟! "

حينها تنهد نبيل ببطئٍ وهمٍ واضح على تقاسيمه المتعبة ، ثم تناول الهاتف من إسراء بيسراه حيث كانت اليمنى مشغولة بضمّها لصدره.
" مرحباً يا بنيتي ، أنا والد سراج "

زاد قلقها أكثر وأكثر حين سمعت صوت والده ، لكنها ورغم ذلك القلق كان صوتها حيّياً ومنخفضاً لمحادثة والده لأول مرّة
" أهلاً بكَ عمّي ، هل هناك خطبٌ ما بالخالة إسراء؟ "

تنهّد نبيل بثقل ، وبات هو الآخر قلقاً من ردة فعل زوجة ابنه حين تسمع عن اختفاء زوجها منذ عقد قرانهما.
ثبّت الهاتف بين كتفه وأذنه ليحكّ ذقنه بتفكيرٍ وتركيز ، كيف سيخبرها حتّى؟

" أريد منكِ أن تهدئي يا ابنتي أولاً "
اعتقد أن استهلال حديثه بهذه الكلمات سيهدّئها ، لكنه لم يزدها إلا رُعباً وهلعاً ، انتظرت تباعة حديثه بقلقٍ شديد وقد بات عقلُها يصوّر لها أبشع ما يمكن أن يُصوّر عمّا حدث. وجال في جوفها فوراً أن خطباً ما حلّ بسراج ، وارتعدت أوصالها لهذه الفكرة التي أصابتها بالهيستيرية وكانت على وشك أن تسرد عليه مخاوفها غير واعية بمدى علوّ صوتها:
" هل سراج بخير يا عم؟! "

استنشق نبيل الهواء يحاول السيطرة على أعصابه ، ثم سأل:
" هل حادثكِ سراج خلال الفترة السابقة؟ "

" لم يُحادثني بعد عقد القران أبداً! "
ارتجف قلبها مرتعباً من سؤال نبيل ، لم تكن مستعدة للصاعقة التي ألقاها على مسامعها بعد ذلك:
" ليس له أثر منذ ذهب للعمل بعد ليلة عقد القران "

الآنسة الخطابة || The Miss khattaba حيث تعيش القصص. اكتشف الآن