الفصل الثامن || أحضان

186 9 31
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________

" هل هوَ وسيم؟! "
صرخت ليزا بذلك بينما تشعّ عيناها بحماسٍ واضح.

فقلّبت عيني بمللٍ رداً عليها
" لقد رأيتهِ بالفعلِ ليز "

مطّت فاهها ووكزتني بخفةٍ ملقيةً بثقلها على فراشي ، وتابعت تجيبني بتلقائية وسعادة
" أعلم ، لكن يفترض بالصديقات أن يسألن صديقاتهنّ هذه الأسئلة بعد الرؤية الشرعية "

ضحكتُ بصخبٍ على تعليقها ، فهي منذ خرجتُ من غرفة الضيوف وعدتُ لغرفتي .. تستمرّ بطرح أسئلتها التي تعرف أجوبتها جميعاً.

" لا أصدّق بأنكِ ستتزوجين أخيراً! "

آه ليس حقاً ، إنّني بالكاد أنجو من تعليقات والداي لتكمل هذه الإنسانة الباقي!

" ليزا! ، هل يدفع والداي لكِ لتكرار هذه الكلمة على مسامعي؟! "
قلت بحنقٍ ولهجة مرتفعة غاضبة خرجت من فمي ، بينما تخصّرتُ بذات الغضب.

فنهضت هي على عجالة وضحكت بحرجٍ تنفي بيدها
" لا ، لا أقصدُ شيئاً! "

تقدّمت نحوي أكثر وأمسكت بكتفاي ناظرة نحو السقف بنظرةٍ حالمة
" أعني أنّنا الآن سنملك أنشطةً ممتعة نقوم بها حتّى يوم الزفاف "

تعجّبت ونفضت يديها عن كتفاي ، قائلة بذات التعجب
" أنشطة ماذا؟! ، هل نحن في الصف الرابع!
ثم أنا لم أوافق بعد! ، قد أرفضه! "

قلّبت عينها بملل ونبست
" تعرفين بالفعل أنه من غير المقترح
بالنسبة لكِ الرفض "

" إلّا لو كنتِ تريدين أن تكونِ زوجةً لأيّوب وأماً لإبنيه رفيع ومرفوع فارفضي سراج حينها "
تابعت بتلك الكلمات بينما توجّه نظراتها الغاضبة نحوي.

حسناً ، بالتأكيد لستُ أرغب بأيّوب .. ولستُ أفكر أيضاً في رفض سراج ، وهي تعرف ذلك تماماً لكنّها تحبّ تذكيري بأيوب هذا دائماً!
كنت قد تناسيتُ الأمر برمّته لوهلةٍ وتظاهرت ولو لمدة بسيطة أنني حرة تماماً إن أردت الرفض.
تباً لكِ يا ليزا ، تحبّين قتل لحظاتي.
رمقتها بنظرةٍ حارقةٍ وتوجهت نحو المرآة أخلع حجابي برفق.

فُتِحَ الباب فجأةً ، ودلفت منهُ والدتي تهرول نحوي ، وما إن دنت منّي حتّى ضمّتني بكلٍ قوّتها بينما تبكي.
ونبست بصوتٍ أجشٍ
" ليا! ، مبارك يا حبيبتي .. اسألُ الله أن يوفق بينكما "

تبسّمت بهدوء وأحطتها بذراعاي بقوّة مماثلة لقوّتها ، كنتُ محتاجةً لحضنها .. ولم تكن تعطني أيّ فرصةٍ للشعور بحنانها ؛ لذلك سأستغلّ هذه اللحظة النادرة جيداً.
ليتها ضمّتني حين أخبرني والدي بأمرِ أيّوب ، أو حتّى حين كان يلقي بكلامه الجارح على عاتقي.
ليتها فقط تظاهرت ، مجرّد التظاهر ولو شيئاً بسيطاً بأنّها حزينةٌ علي.
لكنّها كانت تغضب إن حزنتُ من كلام والدي ، بل كانت توافقه وتأمرني ألّا أفكر بالحزن حتى لا أحزن.
كنت بالنسبة لها دوماً سبب كلّ شيء سيءٍ يحدث لي.
هكذا فكّرت بينما أضمّها.

الآنسة الخطابة || The Miss khattaba حيث تعيش القصص. اكتشف الآن