بسم الله الرحمن الرحيم
_____________" لا بأس ليا ، كل شيءٍ سيكون بخير "
ضمّتني ليزا إليها بشدّة بينما لم أتوقّف أنا عن النحيب منذ أتت." كنتُ خائفة .. لا بل مرعوبةً ، كنت أفكّر فقط بطريقةٍ تُجنّب والدي قتلي! "
همست ذلك لها بضعف وسط شهقاتي ودموعي.
لم يكن لي حضنٌ آوي إليهِ ليخبرني أنّ الأمور ستتحسّن سوى الله أولاً ثم ليزا.كنت أعرف بأن قلبها يعتصر ألماً عليّ حين تراني بهذه الحالة المزرية ، لكنّني شعرتُ بالخَوَرِ حقاً وكنتُ محتاجةً لبكاءٍ طويل.
تعرّفاُ على ليزا في المدرسة المتوسّطة ، في أوّل عام منها تحديداً. لم يكن مسموحاً ليَ قبل ذلك الخروج لأيّ مكان سوى إلى منزل الأقارب حتى لو كنت برفقة أمي ، لذلك كان من الصعب عليّ جداً التأقلم على الإختلاط بعامّة الناس و الإندماج في المجتمع حولي. كان الأمر محتملاً حين كنت في المرحلة الإبتدائية ، لكنّه لم يكن مطاقاً في المتوسّطة. فكنت أجلسُ تحت السلالم في الفناء الخارجيّ أتناول قطعة التفّاح التي تعطيها لي أمّي بهدوء. ولكنّ ليزا رغم شخصيتها المحبوبة والاجتماعية ، لمحتني يوماً أجلس في مكاني المعتاد. فجائت تجلسُ بجانبي لتعرف لمَ أبق بمفردي دائماً ، وبعدها .. كانت دائماً تجلس برفقتي ولم أشعر بالوحدة معها مطلقاً.لستُ من النوع الذي ينشرُ أسراره في العادة ، ولكنّني لم أكن أستطيع إخفاء أمرٍ ما عن ليزا. ففور ما ألمحها في المدرسة ، تنهمر دموعي وأقصّ عليها سبب حزني.
لم تملّ يوماً أو تسأم من شكواي المستمرّة ، بل شجّعتني وساعدتني وبقت بجانبي ، وتجاهلت تلميحات والداي المنزعجة من تواجدها دائماً ، وجاورتني لمعرفتها بأنّني أحتاجها. ليزا نعمة .. كانت كذلك وستكون دائماً." أخبريني مالذي سأقوم به؟! ، كيف سأبرّر له موقفي؟! "
همست بصوتٍ أجشٍ إثر البكاء ، لكنّها سألتني
" ماذا أخبركِ حين عدتما إلى المنزل؟ "رفعت رأسي من حضنها ونظرت لعينيها بانكسار، ثم قلت بانهيارٍ آخر بعد أن كنت قد هدأتُ قليلاً
" خفتُ أن أقرأ ما كتب! .. لم أفتح حاسوبي البارحة وغفوتُ مباشرة "ضمّتني ومسحت على رأسي برفقٍ ، ثم قالت مسرعة:
" إذاً انهضي لنقرأ ما كتب ونفكّر سوياً بإجابة مناسبة "وحين رفعتُ عيني المتلألئة بالدموع ، ابتسمت ليَ وتابعت
" لا تقلقي ، إن حاول أذّيتكِ سأرفع عليه قضيةً كبيرةً تكسر ظهرهُ وسمعة شركتهِ الواسعة! "
ثم لكزت كتفي وقالت غامزةً بمزاح
" أنسيتي أنّ صديقتك محاميةٌ أم ماذا؟! "ابتسمت لها وكفكفتُ دموعي ، ثم نهضتُ لأشغّل حواسيبي الكثيرة. كانت الساعة هي السابعة صباحاً ، وكلّ من في المنزل نائم. لذلك كان الهدوء يعمّ في الأرجاء.
وأثناء انشغالي بتشغيل الحواسيب ، نهضت ليزا لتلقي حجابها على السرير وتبعثر شعرها الذهبيّ.
ثم نظرت نحوي ووجدتني كعادتي أربط شعري بعنفٍ على شكل كعكةٍ صغيرة. فجائت نحوي بتذمرٍ تخبرني كم هو من المضرّ ربط الشعر بتلك الطريقة. ونزعت أيضاً الحلقة المطّاطة التي كنتُ أستعملها ، وبعثرت شعري بيدها كما فعلت لنفسها بالضبط. فانسابت خصلاتي البنّية القصيرة على كتفي ، شعرتُ بالراحة وكأن فعلها ذاك خفّف الألم الذي داهم رأسي.
ثم جلست بجانبي تنظر نحو الشاشات بتركيز ، لكنّني قطعت تركيزها حين سألتُ باستغراب
" ليزا ، أكانت تصلنا بلاغات على بريد موقع الآنسة ؟ "
أنت تقرأ
الآنسة الخطابة || The Miss khattaba
Любовные романы" لطالَ ما كانت هيَ تُزوّجُ الناس .. الشباب والشابّات ، وتسعى في استقرارهم و طمَأنينتهم ، ولم يَخطر على بالها يوماً أن يحينَ دورها .. وأن تكون هيَ العروس القادمة. حتّى جائها ذلك الشاب يوماً ما ، طالباً منها أن تبحث له عن عروس ، كما يفعلُ جميع الشبّا...