وبدأت أفرك الوسادة على وجهها لم تقاوم طويلا، كانت فتعين ومريضة،
لحظات وارتحت يداها اللتان كانتا تمسكانني من معصمي وكأنها تستنجد بي،
رفعت الوسادة أنظر لها، عينان جاحظنان وشعر أحمر مختلط بالبياض منكوش متطاير ووجه أبيض خال من الدم وشفاء مزرقة بفم مفخور،
احمرار حول فتحات أنفها، لقد توقف زير النبض الذي يرف برقبتها وجلدها صار قاسياً وبارداً،
مررت أصابعي بلطف على عينيها، أغمضتهما ثم رتبت لها شعرها المتطاير رتبته على جنبها الأيسر وأنا أميل برأسي للجهة اليسرى وكأني أنظر لها من هذا الجانب للمرة الأولى، همست :
أعرف أنك طوال كل هذه السنوات تصففيه على الجنب الأيمن وقد انفرج الخط الأبيض وصار واضحاً جلياً بهامة رأسك طوال هذه السنين لكن لا بأس يبدو الأيسر أجمل
بكثير ولائقاً عليك يا حلوتي..
تبدين أجمل بلون الشفاء هذا ثم لون وجهك الخالي من الدم جديداً،
كوجه الملائكة حين تود أن تصطحب أحداً معها للسماء. شربت نصف كأس الماء الذي بجانبها ويبدو أنها شربت النصف الأول،
نصف رحل للسماء ونصف بقي بالأرض لينبت من جديد ويستمر بالشقاء.. نهضت بكل هدوء،
سحبت اللحاف إلى صدرها ورثيته جيداً بعد أن أدخلت يدها تحته ولحقت أطرافها القصيرة .. لا بأس إن وصل اللحاف إلى هناء لن تخافي الاختناق الآن يا أمي.
مشيت بخطوات بطيئة وتملؤني نشوة غريبة، خرجت من غرفتها وقبل أن
عصر أغلق الباب نظرت لها مرة أخرى من بعيد وقلت لها ....
الآن يمكنك النوم براحة بعد تعب كل هذه السنوات
أحبك يا أمي..
أنت تقرأ
العَوسَج
Horrorالعَوسَج اسمي جبران في العقد الرابع من العمر، لا شيء يستحق أن أذكره عني، ولا سيرة جديرة أسردها عن نفسي شخص عادي لكنه ولد بلعنة تسكنه. أشعر أن هناك سفاحًا بداخلي، يتمدد داخل جوفي، يشتهي القتل ولا ينام كثيرا، ودائما ما يعاقبني بالأرق أنت لا تدرك ماذا...