اللعنه ستعود²

864 31 4
                                    









درجك الخشبي الصغير ومفتاحه المعلق بخيط صوف على رقبتك منذ أن عرفتك،

لم أفتحه أيضاً والمفتاح دفتته معك، فأي سر كنت تحب هو مات معك يا أمي، أنا لا أنبش الأسرار،

وأفكر ببيع غرفتك لأي شخص يفكر بالموت، فلا أحد يشتري غرفة الميت سابق.... كل ما كنت أود معرفته هو من تكون تلك المرأة التي جاءت لك

وغيرت كل شيء بزيارتها، وكأنها بدلت بك امرأة أخرى،

امرأة لا تشبه أمي التي أعرفها، أي حديث دار بينكما ليجلب لي كل هذا ... أنا متعب يا أمي،

ولا يحق لي أن أشكو لك بحياتك فربما هي فرصة جيدة أن أتحدث لك الآن وأنت ترقدين بفضلي بهدوء وراحة... لقد تمت أخيراً يا أمي فشكراً لك،

لعام كامل أنا أنام دون أحلام، أبيض عميق، أغط بالثوم لساعات طويلة،

لقد عرفت أن ما فعلته لك جلب لي كل هذا، والآن عاودني الأرق،
فكيف أقتلك من جديد ! وبكي جبران بكاء لم يبكه على أحد من قبل وحتى بوفاة أمه،

لقد بکى وكأنه يجرب البكاء لأول مرة، بكي بصوت العويل وقهر الأرامل بالحروب،

بكي بحرقة يتيم جائع، يكى بدمع غريب نفي من وطنه بغصة طفل يبيع مناديل في الشارع،

بوجع عجوز دون عائل، بصدمة رجل مسن استشهد ولده الوحيد،
لقد نام بجانب القبر يرتجف ويحاول

أن يحتضن نفسه، يزم أرجله تجاه صدره ويدس رأسه في نحره، كانت

كل أضلعه ترتجف معه وكل أطرافه .

متجمدة وكان الموت يسرى بدة

الآن، لقد جف ريقه فجأة وأحس بدوار يتبعه نوبة صراخ رفع رأسه الممتلئ بالتراب للسماء وفتح عينيه الباكيتين وذراعيه،

وبدأ يصرخ بفم متشقق ودون توقف وكل ما يردده : خذني إليك يا الله، خذني إليك عارياً من الحياة، عارياً من الأحلام والأمنيات، كل هذه الأرض لا

يوجد بها مكان واحد يتسع لرأسي.. أريد أن أنام يا الله.

ید امتدت لجبران تزمه من عند كتفه وتحاول أن تخرجه من المكان

اسنده وتنفض غبار المقابر من شعره وفمه التفت لينظر من هذا وإذا به صديقه سام ما الذي تريده مني يا رجل ؟ يقولها جبران وهو يمسح دموعه

العَوسَجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن