ما قبل النوم

721 22 4
                                    






ما قبل النوم، كل جرائم الخيال

حقيقية...



هل أستطيع شراء رصيد من النوم ؟ هذا ما أمله هذه المرة .. ولكن ليس قبل أن ينتقل سام من هذه المدينة بأكملها، أرسلت إيميل آخر أتوسل الله أن يشفي مديرنا الفاضل وأن يعين من ينوب عنه بالمهام الجديدة وأن ينظر مرة أخرى لطلبي للأهمية

القصوى... وصلت السريري أتوسل الوسائد للنوم، أحكي لهذا الليل عني، عن حكاية رجل قد شاب شعره وأرهقه التعب، أشتكي عن ذنب لم أقترفه عن جوع أشعر به الآن عن شوقي لأمي، عن صوت بكاتها من خلف الباب وهي تحبسني لتعاقبني، ها أنا أقفل الباب علي مجدداً، لا أريد أن أقتل أحداً، أريد أن أبتلع المفتاح وأبتلع غصاني وعبراتي

وصرخاتي، أريد النوم فقط يا الله... أيها الشيطان الذي تسكنني أتوسل لك أن تعتق يدي المتلهفتين للقتل أن تخرج من بين أصابعي أن تتركني للريح لتأخذني أي موجة غبار تكنس الطرقات لعلي أعلق على غصن شجرة أو بمنتصف رصيف

أو على أطراف شنطة أحدهم لأتنقل خفيفاً وحراً، أرجوك استقل من

روحي الضعيفة هذه واختر شخصاً أقوى، شخصاً يليق بك، عذبه

بالأرق اجلده بالاكتئاب، اجعله يشتهي كوب دم في الصباح ويمضع قطعة لحم بشرية في المساء، أيها المارد اللعين اتركني أنام،

أو أحضر لي من أقتله الآن.. بهدوء برحمة أخلصه ويخلصني، لا شيء يا الله سوى نوم غير متقطع، نوم طويل بحلم أبيض، أصحو وأعود أنام، انقرر وأختار غفوتي من جديد، أريد أن أشعر أني بشري فقط ...

وهنا أصبحت أكسر أي شيء أمامي، كأس الماء الذي بجاني - زجاجة العطر الوحيدة التي بغرفتي،

كل شيء أستطيع حمله ورب فعلت هذا به بزقت على الجدران مزقت الستائر، ركلت الومار المتناثرة حولي، لقد انطفأ النور، وكأنه يعلن عن انتهاء الحفلة التي

أقمتها مع نفسي من التذمر والعويل.

جلست على الكرسي المواجه لنافذة غرفتي المستطيلة مددت أرجل أستند على حواف النافذة التي تظهر كقطعة من الجبس المزخرف يتسلل منها ضوء خافت من عمود الإنارة بالشارع المقابل المنزلنا النور الذي يتذبذب منذ مدة وبحاجة لإصلاح،

مددت يدي نحو الطاولة الصغيرة أتحسس علبة السجائر أين هي كل شيء وقع بيدي إلا هي أكوام من الأدوية المهدئة والأخرى المنومة وكلها بلا نتيجة ولا فائدة، أخذت سيجارة ودستها بين شفاهي المرتعدة حاولت أن أشعلها مرة ومرتين وأخيراً لحب الولاعة يعمل أشعلت السيجارة ونفس طويل،

العَوسَجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن