اللعنة ستعود حتي وإن مضي عليها عام
هي كانت فقط تغط
بنوم عميق وحان وقت الصحو- لقد تأخرت مجدداً يا جبران
مل عاد لك الأرق مرة أخرى ؟
نعم
أقولها وأنا أفرك رأسي بأطراف أصابعي أجمع حواجبي وأفرقها الغريب في الأمر يا جبران أنك من عام لم تشتك منه منذ وفاة
أمك تقريباً.
توقفت عن دعك رأسي
التفت إليه وبعين محمرة وشعر منكوش و وجه مثقل وجه خرج للتو مهزوماً من معركة طويلة،
لقد أدركت للتو ماذا يعني سام
، فهو صديقي منذ سنوات مضت ويكاد يكون هو الوحيد الذي بقي معي،
لأنه يعرفني جيداً وخاصة منذ أن ساءت حالتي مؤخراً وأصبت بالأرق،
سام أتحدث له بكل شيء وعن كل شيء، كنت أشكو له من الأرق ومن محاولاتي للتغلب عليه،
أحكي له عن الأحلام التي تراودني،
عن مواعيد علاج أمي التي تجعلها تغط بنوم عميق وصرت أنا ثلاثاً وبلا جدوى،
عن تكدس الأدوية المنومة أعطيها حبة وأبتلع ) بدرج عرفتي، عن وجوه الأطباء الذين زرتهم، عن حقيقة شهاداتهم المزيفة التي عجزت عن إيجاد حل لشخص ضعيف مثلي كل مشكلته هي الأرق، يعرف سام حلمي وقت الغضب لأني ما عاد لي طاقة
لنقاش إضافي، عن صبري على المصاب بكل كارثة روحية تمر بي عن عدم مبالاتي وعدم اكترائي، حتى لتأخر زواجي لهذا السن... كلمة سام جعلتني أتذكر أن اليوم هو الذكرى السنوية لوفاة أمي
خرجت مسرعاً وهو ينادي :
إلى أين ستذهب يا رجل ؟
سأعود حالاً وربما لا أعود اليوم
لكن ماذا سأخبر المدير بحال لو سأل عنك أنت تعرفه جيداً ؟!
أخبره أني سأزور قبر أمي وقريباً قبره بمشيئة الله ...
يضرب سام أكفه بعضها ببعض وهو يبتسم
أنت تقرأ
العَوسَج
Horrorالعَوسَج اسمي جبران في العقد الرابع من العمر، لا شيء يستحق أن أذكره عني، ولا سيرة جديرة أسردها عن نفسي شخص عادي لكنه ولد بلعنة تسكنه. أشعر أن هناك سفاحًا بداخلي، يتمدد داخل جوفي، يشتهي القتل ولا ينام كثيرا، ودائما ما يعاقبني بالأرق أنت لا تدرك ماذا...