الزائر الذي يأتيك دون معرفة سابقة
هو يعرفك جيداً ..
وجوم هي إذا المرأة العجوز التي زارت والدتي مساء يوم لا اعرفه، لقد عرفت هذا من وصف كمد لها،
وكان لم تمر عليها كل تلك السنوات وكأن لم يزر وجهها تجاعيد إضافية،
عمر متوقف منذ عمر، هي العجوز التي مسحت على رأسي وتحمل شنطة قماشية مستطيلة طويلة، أتذكر جيداً تعابير وجهها الهادئة بمقابل تعابير وجه أمي الغاضية،
لن أنسى تلك الزيارة التي جعلتني حبيس غرفتي الأيام، السبب أجهله وأجهل أيضاً بكاء أمي طوال ليلتها تلك،
لقد بدأت مخاوف أمي تكبر بعد زيارتها، كل شيء بدأ يتغير حتى مشاعر أمي تجاهي، لم أنم بحضنها في مرضي، لم تحضني بقوة ولم تسمح لي بهذا كما كانت تفعل،
لم تتم إلا وهي موصدة باب غرفتها بالمفتاح، أتذكر تلك الليالي التي كنت أخافها كمثل أي طفل بعمري، يهرع الغرفة والدته لينام بجوارها ويهدأ، لم تكن أمي تترك بابها مفتوحاً وحينها أطلب منها النوم بجانبها كانت تخبرني أنني كبرت على هذا، ثم تأمرني بالذهاب الغرفتي وتوصد بابها من خلفي شعرت أنني كبرت بالفعل بعد زيارة تلك العجوز،
سمعت أمي تخبر جارتنا البدينة عن مخاوفها منذ زيارة هذه العجوز لنا، وهذا ما جعلني أجلس على عتبة بابنا كل يوم أنتظرها تعبر من الشارع لأطلب منها أن تأتي معي لتخبر أمي أن تكف عن إغلاق باب غرفتها وأن تعاملني دون خوف، أو أقله أن أعرف منها ماذا أرادت من والدي وماذا أخبرتها، وأعدها ألا أفشي سراً وإن كنت أنا السر بذاته..
لم تخبرني كند كل الحقيقة أشعر أني معلق بسقف أملس وسوف اسقط بأي لحظة، هذا التأرجح لا يعجبني، لقد توصلت كمد ان تأخذني لها لأعرف منها حقيقة كنت أود معرفتها منذ زمن غير بعيد.. لقد فات الأوان أن أطلب منها أن تأتي لمنزلنا لتخبر أمي أن تفتح باب غرفتها، لأني أنا من يغلق باب غرفة أمي الآن... السؤال الذي أسأله إياها .. ماذا تريد مني ؟ ما الذي تعرفه عن
أنت تقرأ
العَوسَج
Horrorالعَوسَج اسمي جبران في العقد الرابع من العمر، لا شيء يستحق أن أذكره عني، ولا سيرة جديرة أسردها عن نفسي شخص عادي لكنه ولد بلعنة تسكنه. أشعر أن هناك سفاحًا بداخلي، يتمدد داخل جوفي، يشتهي القتل ولا ينام كثيرا، ودائما ما يعاقبني بالأرق أنت لا تدرك ماذا...