إليك هذا التمرين الروحي :
لا تتعلق لا تفكر لا تسأل ولا تنتظر.
لقد نعمت بنوم طويل، ربما امتد لأيام، لقد صحوت جوعاً وكعادة بعدي تنغص دائراً علي مناسي وتجبرني على الصحو، عرفت أنني تحت ليومين متواصلين، أجزم أنني كنت فاغر الفاء لأني أشعر بوجع بفكي في الواقع جميع مفاصلي تؤلمني، تبقى يوم وينتهي عزاء سام، ربيا انتقدني الجميع في الأيام الأولى كوني صديقه وقائله
قاتله
أمرها بنفسي أخاف أن نفسي بنفسها تفضحني. وصلت إلى العزاء لقد دخلت بأعين متورمة من النوم ووجه منتفخ من الساعات التي قضيتها بفراشي، ووجه أصفر لقلة التغذية طوال اليومين السابقين.. لقد حضنني أخو سام الأكبر وبدأ بالبكاء وضعت يدي على ظهره مجبراً، وقال لي إن فراق سام أو جعنا جميعاً.. لقد ظن أن
أثر النوم على وجهي هو من البكاء !
لقد وضع لي أسباب عدم حضوري للعزاء دون أن أتفوه بكلمة نحن نعرف ماذا يعني لك سام ونقدر عذابك النفسي الذي منعك
من الحضور، أعاننا الله جميعاً
رددت بصوت منخفض وفم جائع :
اللهم آمين ...
كنت طوال الوقت جالساً وأنظر لابن سام الوحيد الذي يبلغ من
العمر سبع سنوات، وأقول في نفسي : لو أنني تزوجت مثل ما خطط سام أن يكون زواجنا في ليلة واحدة لكان لدي أنا أيضاً طفل بعمر إياد
إياد هو ابن سام
دفع أخو سام الأكبر إياد من كتفه وهو يشير لي أي يعرفه علي من
بعيد ويطلب منه الذهاب ليلقي علي التحية لكن إياد ظل ينظر لي من بعيد ولم يتحرك، إن لديه نظرات والده دون أن أتكلم، برأس
التي تخيفني دائما، عندما يكون يعلم ما أخفيه مطأطأ أنظر لمن حولي ثم أنظر له وأبتسم لكنه لم يبادلني الابتسامة، لقد كان ينظر بوجهي مباشرة لم يخفه تورم أجفاني ووجهي من الرصيد الذي منحه لي والده من النوم مشكوراً قبل رحيله.
لقد كانت نظراته تتبعني حتى وأنا أغادر، وكأنه يريد أن يقتص
مني..
أنت تقرأ
العَوسَج
Horrorالعَوسَج اسمي جبران في العقد الرابع من العمر، لا شيء يستحق أن أذكره عني، ولا سيرة جديرة أسردها عن نفسي شخص عادي لكنه ولد بلعنة تسكنه. أشعر أن هناك سفاحًا بداخلي، يتمدد داخل جوفي، يشتهي القتل ولا ينام كثيرا، ودائما ما يعاقبني بالأرق أنت لا تدرك ماذا...