قتلت امي، أستطيع النور الآن..

1.8K 70 10
                                    





اسمي جيران في العقد الرابع من عمري، لا شيء يستحق لو أذكره عني،

لا سيرة تستحق أن أسردها، شخص عادي لك ولد ومعه لعنة تسكنه، أشعر أن هناك سفاحاً يسكنني،

يتمير بداخلي يشتهي القتل، لا ينام كثيراً ويعاقبني بالأرق،

علاقتي مع ذاتي تشبه جلوسك بغرفة وحدك،

لا تفعل شيئاً سوى أنك تقبل المكان وتتجول بكل متر تتفقد كل زاوية لتنشغل عنك،

تخاف أن تكون وحدك ومعك، أسمع صوت طنين يشغل حيزاً بداخلي كلم حاولت الصراخ،

لهذا أنا شخص هادئ جداً،

أكره الوحدة ولكني اعتدت عليها، أنعزل حينما يدفعني الجميع لهذا، أنت لا تدرك ما معنى أن تولد كإنسان وتتحول يوما ما لمسخ .. لا يراه سواك،

رجل دميم الحلقة طويل القامة بشعر خفيف يحارب الصلع لقد انتصر مؤخراً واحتل بقعة في منتصف رأسي،

لدي وجه طويل أراه كلم . حاولت أن أغلق أزرار قميصي،

شفاه نحيلة ورثتها من أمي يعلوها شارب خفيف بشعر متفرق،

بقع بنية منتشرة فوق أنفي المتضخم من الأعلى، الجميلات لا يروق لهن مواصفات رجل مثلي،

لهذا أنا أحب الجميلات ولا أقترب منهن.. أصابع يدي غليظة مؤذية بالمصافحة والخنق أيضاً،

أنظر دائماً للعنق قبل الوجه، أراقب النبض وأشتهي

أن أضع أصابعي عليه لعلي أسكته فقط ....

اليوم الأول لاستقبال المعزين لم يشك أحد بطريقة موت أمي، فالجميع يعرفون أنها تعاني منذ سنوات، والجميع يتمنون لها نوماً طويلاً وسلام،

حتى لم يسألني أحدهم هل توفيت في المنزل أو في المستشفى، لقد اتصلت على سام الرجل الوحيد الذي يعرفني جيداً ولا يعرفني جداً.. أخبرته بصوت محشرج ومخنوق أن أمي توفيت أحتاجك هنا ..

في الواقع لم أحتجه لشيء ملح لكن فضلت أن يقوم هو بالاتصال على سيارة الإسعاف ويتكفل بنقل جثمانها، فلقد كنت متعباً جسدياً ومنتشياً روحياً وكأن هناك أحمق يرقص بداخلي دون توقف...

كان يوماً منهكاً لي، للمرة الأولى أشعر برغبة في النوم وهذا لم يحدث

منذ أشهر مضت ...

انتظرت أن ينتهي ذاك اليوم الطويل المليء بوجوه العجزة وهي تقدم التعازي وتخاف الموت،

نسي الجميع والدتي في مرضها لم يسأل عنها أحد ولم يزرها أحد والآن أرى وجوهاً تغيرت وحتى أني لم أتعرف عليها، يقال إن حضور العزاء يؤجل قدرك،

لهذا كبار السن

هنا يركضون نحو العزاء أكثر من مناسبة الحضور فرح...

الجميع كانوا يتظاهرون بالحزن ويحاولون أن يذرفوا دمعة

ليجاملوني بها، وأنا أنظر لهم وأتمنى أن أفعل هذا أيضاً أحتاج أن

أجاملهم بدمعة أو أي شعور آخر ...

العَوسَجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن