" تُرَاوِدُنِي الكَوَابِيس ، لا أستَطِيعُ أن أُصَدِقَ أنَنِي عَلَى قَيدِ الحَيَاةِ حَتَى الآن ، مَا رَأيتُهُ يَفُوقُ مَا أستَطِيعُ تَحَمُلَهُ وَمَا أزَالُ أشعُرُ بِالذَنب ، إنَهُم يُرَاقِبُونَنِي وَلا أستَطِيعُ ابلَاغَ الشُرطَةِ لِذَا أتمَنَى أن تُسَاعِدِينَنِي . "
طَالَعَت مَاتِيلدَا البَرِيدَ الالكترُونِيَ المُرفَقَ بِصَوَرٍ للشَخصِ المُستَهدَفِ بِعنَايَةٍ قَبلَ أن تُقفِلَ جِهَازَهَا بِسُرعَةٍ لِأنَ زَوجَهَا قَد عَادَ مِن عَمَلِهِ ، وَقَد تَقَدَمَ نَحوَهَا بِخِفَةٍ وَسُرعَةٍ مُعَبِرَاً عَن اشتِيَاقِهِ لَهَا وَعَانَقَهَا بِقُوَةٍ بَينَمَا يَنسِجُ فَمَهُ الكَلِمَاتِ الاتِي تُعبِرُ وَتُؤَكِدُ عَلَى لَهفَتِهِ لَهَا وَتَوقِهِ لِكُلِ مَا يَخُصُهَا .
وَعَلَى الرَغمِ مِن أنَهُ مُتعَبٌ إلَا أنَهُ دَفَعَ ببِقَايَا قُوَتِهِ جَسَدَهَا اللَيِنَ نَحوَ السَرِيرِ وَاستَلقَى فَوقَهَا لِتَبَدَأ اعتِرَاضَاتَهَا مُجَدَدَاً
-أنتَ تَبدُو مُتعَبَاً ألَا يُمكِنُنَا فَقَط تَخطِي اللَيَلَة ؟
-سَأوَدُ حَقَاً ذَلِكَ عَزِيزَتِي لَكِنَنِي لا أستَطِيع ، أرغبُ بِأن أستَطِيعَ حَملَ ابنِي قَبلَ أن أشيخ
-لَكِن ...
-اهدَأي لَيسَ لَدَينَا الكَثِيرُ مِنَ الوَقتِ بِالفِعل
والتَهَمَ شَفَتَيهَا قَبلَ أن تَرُد .
وَكَانَ يَنظُرُ نَحوَ البَرِيدِ بِانزِعَاجٍ وَيَنظُرُ للشَاشَةِ التِي تُظهِرُ صُورَتَهَا وَهِيَ مُستَلقِيَةٌ عَلَى السَرِيرِ فِي غُرفَتِهَا ، وَزَفَرَ بِغَضبٍ أنفَاسَهُ وَهُوَ يُفَكِرُ بِاحتِمَالِيَةِ نَجَاحِ هَذِهِ الصَحَفِيَةِ بِتَتَبُعِهِ لاحِقَاً ، فَأرَادَ أن يَبحَثَ فِي أمرِهَا .