[ 17 ]

60 10 51
                                    


كَانَت تَقِفُ أمَامَ بَابِ مَنزِلِهَا وَقَد كَانَت الشَمسُ قَد بَسَطَت وُجُودَهَا فِي السَمَاءِ عَلَى الرَغمِ مِن بُرُودَةِ الجَوِ اللَطِيفَةِ التِي تُلَازِمُ الأجوَاءَ الصَبَاحِيَة ، وَأخِيرَاً استَجمَعَت قِوَاهَا وَطَرَقَت البَابَ ثَلَاثَ طَرَقَاتٍ مُرتَجِفَةٍ حَتَى شُقَ البَابُ وَظَهَرَت أمُهَا مِن خَلفِه ، أُمُهَا التِي انهَارَت وَرَاحَت تَبكِي بَينَمَا تَتَحَسَسُ وَجهَ ابنَتِهَا لِتَتَأكَدَ مِن كَونِهَا أمَ مُجَرَد تَهَيُوءٍ كَمَا كَانَ قَد حَدَثَ مُسبَقَاً لِمَرَات لا تُعَدُ وَلَا تُحصَى حَتَى ، وَعِندَمَا تَأكَدَت مِن أنضهَا حَقِيقَةٌ وَلَيسَت مِن نَسجِ خَيَالِهَا سَحَبَتهَا نَحوَ حُضنِهَا وَانَهَارَت بَاكِيَةً تُتَمتِمُ بِعِبَارَاتِ الاعتِذَارِ ومُسرِعَةً أدخَلتَهَا البَيتَ تَطَمَئِنُ عَلَى حَالِهَا 




-أعتَذِرُ عَلَى تَصَرُفِي الطُفُولِيِ الطَائِش 




-لا بَأس لا بَأس المُهِمُ انَكِ بِخَيرٍ يَا طِفلَتِي أرجُوكِ الآن أخبِرِينَنِي أينَ كُنتِ ؟ وَمَاذَا كُنتِ تَاكُلِين ؟ هَل تَغَذَيتِ جَيِدَاً ؟ 




-كُنتُ فِي بَيتِ احدَى صَدِيقَاتِي مِن مَعَهَدِ المُوسِيقَى وَأجَلَاً لَقَد كُنتُ آكُلُ جَيِدَاً قَلِيلَاً 




وَحَسَنَاً ، هَا هُمَا للمَرَةِ الأولَى التِي يَخُوضَانِ فِيهَا نِقَاشَاً هَادِئَاً  حَقِيقَيَاً ، بِلَا صُرَاخ أو ضَرب ، وَقَد تَوَصَلَتَا لاتِفَاقٍ أخِرَاً ، سَتَستَمِرُ فِي الغِنَاءِ وَالعَزفِ كَهِوَايَة ، وَسَتَدرُسُ التَمرِيضَ بِالأسَاسِ لأنَهَا أيضَاً جَيِدَةٌ بِه . 




وَلأوَلِ مَرَةٍ تَشعُرُ أنَهَا بِخَيرٍ مَعَ وَالِدَتِهَا وَكُلُ الفَضلِ يَعُودُ لِسُونغهوَا الذِي كَانَ يُقنعُهَا طَوَالَ اللَيلَةِ المُنصَرمَةِ بِمَا هِيَ مُقبِلَةٌ عَلَيه . 

The Soulحيث تعيش القصص. اكتشف الآن