لا تقرا البارت في نهار رمضان************************************
-أنتَ تَنزِف !!
صَرَخَت ايفَا بَعدَ أن رَأت خَيطَ الدِمَاءِ القُرمُزِيِ الذِي يتَقَاطَرُ مِن صَدرِ سُونغهَوَا ، وَلَم يَكُن بِكَامِلِ طَاقَتِهِ فَأسنَدَتهُ حَتَى أجلَستهُ الأرِيكَةَ وَطَلَبَت مِنهُ ألَا يَتَحَرَك
-سَأخِيطُهُ لَك ، فَقَط انتَظِر قَلِيلَاً بَعد
-تَخِطِينَ مَاذَا ؟ أتَرَينَنِي قِطعَةَ مَلَابِسَ أو دُميَةً قِمَاشِيَة ؟
-اهَدَأ فَقَط وَلا تَتَحدَث سَتَزِيدُ النَزِيف اذَا مَا استَهلَكَت طَاقَةً أكبَر
قَالَت بشهَلَعٍ بَينضمَا صَعَدت نَحوَ غُرفَتِهِ تَبحَثُ عن ابرَةٍ وَخِيطٍ وَبَعضِ المُعَقِمَاتِ التِي كَانَ يَشتَرِيهَا دَورِيَاً مِنَ مَتجَرِهِم الصَغَير ، وَحَسَنَاً هِيَ لَم تُخفِ صَدمَتَهَا حِينَ أدرَكَت ان أغلَبهَا لَم يُستَعمَل حَتَى الآن !!
وَنَزَلَت للأسَفلِ وَاقتَرَبَت مِنهُ قَلِيلَاً ، وَرَاحَت تَغسِلُ الجُرحَ العَمِيقَ بَعضَ الشَيءِ وَرَاحَت بَعدَهَا تُغَقِمُهُ بَينَمَا تَطلُبُ مِنهُ الهُدُوء لأنَهُ سَيَكُونُ مُؤلِمَاً قَلِيلَاً .
وَحَسَنَاً هِيَ نَاوَلتهُ مِنشَفَةً لِيَعُضَ عَلَيهَا فِي ظِلِ غِيَابِ المُخدِر ، وَرَاحَت تَخَيطُ الجُرحَ بِيدٍ ثَابِتَةٍ عَكسَ رَجفَةِ قَلبِهِا الذِي كَانَ يَحُثُهَا عَلَى أن تَقُومَ بِفِعلِ شَيءٍ غَرِيب ، كَأن تَتَحَسَسَ صَدَرَهُ مَثلَاً أو أن تُقَبِلَ الجُرحَ هَذَا أو حَتَى النُدُوبَ القَدِيمَة .
وَأخِيرَاً وَبَعَدَ أن انتَهَت مِن هَذِهِ المُهَمِةِ التِي بَدَت صَعبَةً فَجَأةً وَأَخَذَت وَقتَاً طَوِيلَاً ، وَاَخِيرَاً رَفَعَت رَأسَهَا قَلِيلَاً وَادرَكَت الوَضعَ الذِي كَانَا عَلَيه وَارتَعَشَت كُلُ خَلَايَا جَسَدِهَا فِي ثَانِيَةٍ وَاحِدَة .
اذ كَانَت تَجلسُ فَوقَ قَدَمَيه ، بِطَرِيقَةٍ تُعَانِقُ فِيهَا سَاقَيهَا حَولَ جِذعِه ، وَقَبلَ أن تُفَكِرَ بِالخُطوَةِ التَالِيَةِ كَانَت تُحَاصَرُ مِن ذِرَاعَيهِ بَينَمَا كَانَ يَستَقِيم ، وَرَاحَ يَتَنَفسُ بِعُمقٍ بَينَمَا كَانَ يَنظُرُ نَحوَ وَجهِهَا المُتَوَتِر .