كَانَت تَمشِي فِي الحَدِيقَةِ وَحدَهَا بَينَمَا كَانَت تُفَكِرُ بِمَا حَصَل مَعَهَا فِي الآوِنَةِ الأخِيرَة .
اذ أنَ حَيَاتَهَا كَانَت هَادِئَةً عَادِيَةً تَخلُوا مِن أي نَوعٍ مِن الإثَارَة ، لَكِن مَا حَدَثَ ذَلِكَ اليَوم قَلَبَ حَيَاتَهَا تَمَامَاً .
لَقَد كَانَ ذَاتَ اليَومِ الذِي اعتَرَفَ لَهَا وويونغ فِيه ، لَقَد كَانَ يَومَاً غَرِيبَاً بِمَا فِيهِ الكِفَايَة .
بِالطَبعِ هِيَ كَانَت سَعِيدَةً لإنَهَا حَصَلَت عَلَى اعتِرَافٍ مِن شَخصِ مَا ، لَكِنَهَا كَانَت خَائِفَة ، خَائِفَةً مِن أن يَتِمَ التَخَلِي عَنهَا مُجَددَاً كَمَا حَصَلَ فِ المَحكَمَة ، عِندَمَا ألقَى كُلٌ مِن وَالِدَيهَا بِهَا رَافِضِينَ أخَذَهَا ، كَأنهَا قِطعَةُ أثَاثٍ لا انسَان .
لَقَد كَانَ هَذَا السَبَبُ الذِي جَعَلَهَا تَرفُضُهُ أمَامَ الجَمِيع ، وَغَادَرَت الجَامِعَةَ نَحوَ غُرفَةِ الكَاريُوكِي تَبكِي وَتَشرَبُ بَعِيدَاً عَنِ النَاسِ جَمِيعَاً .
وَغَرِقَت فِي أفكَارِهَا اللَعِينَةِ حَتَى وَجَدَت أحَدَ العَامِلِينَ أتَى لِيَطرُدَهَا مِنَ المَكَان فَخَرَجت تَمشِي وَحِيدةً وَقَد أدرَكَت فَجَأةً أنَ الوَقت قَد تَأخَرَ بِالفِعل .
اذ كَانَ القَمَرُ يَتَوَسَطُ السَمَاءَ وَتَتَنَاثرُ حَولَهُ النَجُوم بِفَوضَوِيَةِ كَونِيَةٍ جَمِيلَة ، وَمَشَت بِالشَارِعِ بَينَمَا تَلعَنُ حَظَهَا ، فَعلَى الرَغمِ مِن أنَهَا لا تَعرِفُ حَقَاً وويونغ فِي ذَلِكَ الوَقت ، وَمَع ذَلِكَ فَقَد بَدَا شَابَاً جَيِدَاً وَلَايَستِحِقُ أن يَمُرَ بِمَرَارَةِ الرَفضِ هَذِه .
وَبَينَمَا تَعبَثُ بِهَا أفكَارُهَا مُجَدَدَاً شَعَرَت بِمَعِدَتِهَا تَنقَلِبُ بِسُرعةٍ وَأنَهَا عَلَى وَشكِ أن تَتَقَيَأ فَأسرَعَت نَحوَ أوَلِ زُقَاقٍ مَخفيِ عَن النَاس وَرَاحَت تُخرِجُ مَافِي مَعِدَتِهَا تِبَاعَاً حَتَى شَعَرَت بِرَاحَةٍ طَفِيفَةٍ أنهَاهَا دُوَارٌ غَزَا رَأسَهَا صَاحَبَهُ صُدَاعٌ حَاد .