المبعوث المعجزة
إنه العيد السنوي لـ ممالك محيط الشمال،
في ذلك اليوم جلس الملوك والأمراء في المقاعد الأمامية ومن خلفهم جماعة من نبلاء الشعب - رجالا ونساء - ينتظرون خروج المبعوث المعجزة من داخل الخيمة العظيمة ليلقنهم تعاليم الرب التي ستخلصهم من الذنوب والمعاصي بحسب اعتقادهم وتضمن لكل واحد منهم مقعدًا في الجنة
داخل الخيمة العظيمة
وقف المبعوث المعجزة أمام المرآة بقامته القصيرة التي لا تتجاوز الشير، وأخذ يتأمل نفسه ليتأكد من تمام جاهزيته قبل لقائه بالحشود
المنتظرة في الخارج.
وبينما هو كذلك إذ أتاه الصوت الأنثوي من خلفه قائلا:
- لماذا لا تريد أن تخبرني عن الذي تخطط له ؟!يُجيب المبعوث المعجزة بصوت وقور وهو ما يزال يتأمل صورته المنعكسة على سطح المرآة ويُحاول وضع اللمسات الأخيرة على هندامه
قبل المغادرة:
أريد أن أنقل إليهم تعاليم الرب يا أختاه.
حدقت الفتاة في وجهه وجعلت تتأمله: كان المبعوث المعجزة عبارة عن فأر - فأر ناطق – كل ما فيه قصير لكنه يتمتع بلسان طويل ولحية
تشبه لحية عنز فحل.
قالت:
- يعجبني فيك أنك تكذب الكذبة وتصدقها أيها الحكيم.
الحكيم وهو يلتفت إليها محذرًا:
- شششش .. اخفضي صوتك يا برقاء؛ فإن عرف ملوك وأمراء محيط الشمال بأننا تكذب عليهم فإنهم لن يتأخروا بطبخنا على عشائهم هذه الليلة.
رغم الوقت الطويل الذي قضته برقاء بصحبة الحكيم، إلا أنها ما تزال تجهل شخصيته المجنونة والمعقدة .. تجهل العين الساخرة التي ينظر
بها نحو الأشياء إنها تجهل التناقض الغريب بين مشاعره الحساسة وبين لسانه الطويل
غير المبالي بشيء، تجهل طريقته في التخطيط والتفكير وتحليل الأمور؛
وهذا ما جعلها يوما تقول له:
- لم يسبق في حياتي أن قابلت شخصا شديد التناقض مثلك.
قال لها الحكيم حينها :
أنا شخص لو فتحت رأسه فلن تجدي عقلا، بل سوف تجدين فردة
حذاء قديمة وقذرة .. وبالرغم من ذلك فأنا أعقل العقلاء وأجن المجانين
على وجه الأرض.
**
كانت ممالك محيط الشمال تُعد واحدة من أقوى اتحادات الممالك المتحالفة على الأرض القديمة، وقد استطاع الحكيم بدهائه أن يخدعهم ويقنعهم بأنه مبعوث جاء من السماء حاملا إليهم رسالة الرب وقد آمنوا به وصدقوه؛ فبحسب تحليلهم للمسألة: لا يمكن لفأر أن يكون ناطقا
أنت تقرأ
السجيل
Horrorعاصف سليل الطين و النار "انها لا تستطيع البوح بما رأته في البرزخ،ولكنها متأكده بأن ذلك السر سوف يغير تاريخ الارض إلي الأبد"