الباب التاني

7.5K 280 22
                                    

۱

ممالك التنين

" الشاطئ "

يذهب الثلاثة إلى الشاطئ كعادتهم كل صباح: يجلس ( غياث ) فوق الصخرة السوداء المرتفعة ليستمتع بأشعة الشمس الدافئة، ويلقي بخيط

صنارته في البحر.

بينما في الخلف - وعلى امتداد الشاطئ - تقوم ابنته ( نورس ) ذات

الأعوام السبعة باللعب مع صديقها المفضل ( رعد ) وهو كلب أسود كثيف الشعر لديه ندبة طولية على عينه اليسرى تشبه الخط المتعرج

الذي يصاحب في السماء صوت الرعد
في الحقيقة كان غياث يُعد واحدا من أثرى رجال منطقته حصل على أمواله الطائلة تلك بسبب السنين التي قضاها يعمل في البلاط الملكي .. قبل أن يذهب إلى الملك يوما ويطلب منه هذا الطلب

الخاص:

- أريد التنحي عن منصب ظل التنين.

ظل التنين هو اللقب الذي يُطلق على الحارس الشخصي لملك ممالك

التنين.

قطب حينها الملك يمان حاجبيه الكثيفين

وبدا تائها كالذي يستمع إلى لغة غريبة لا يفهم معاني كلماتها:

- لماذا ؟!

- لقد بدأت أتقدم في العمر كما ترى، وأخشى ألا أكون قادرًا على

حمايتك بالشكل المطلوب.

صمت الملك لبرهة وقد بدا أنه لم يقتنع بالجواب، ثم نهض من فوق عرشه وسار نحو غياث وطرف وشاحه الطويل يزحف فوق بلاط القصر

العتيق المنحوت من أحجار البراكين السوداء:

- وإن كنت طريحًا على فراش الموت يا غياث فستظل واحدا من أقوى فرسان الممالك .. لذلك عندما تريد أن تكذب يجب أن تفكر

بحجة أكثر إقناعا من هذه.
صمت غيات

فكان صمته ذاك دليلا على انكشاف كذبته.

وضع الملك العجوز يده الكبيرة على كتفه وقال: - تعلم أني أعدك واحدًا من أفراد العائلة؛ لذلك تستطيع أن تخبرني

بالحقيقة دون مراوغة. - لقد أفنيت الكثير من السنوات في شرف خدمتك يا جلالة الملك، وكنت قد عزمت ألا أتنحى عن كوني ظلا للتنين حتى تموت أنت أو تغادر

روحي من جسدها.

- وما الذي اختلف الآن ؟

السجيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن