8

4.6K 219 12
                                    

الزحف

لم يعد هنالك حديث لشعوب العالم إلا عن تلك الحرب الوشيكة التي قد تغير مجرى التاريخ إلى الأبد .. وفي اثناء هذا الانتشار الواسع لأخبار الحرب كان على غياث أن يتوخى الحذر الشديد؛ فلا ترصده العيون بينما هو يتحرك بجيشه غير النظامي الذي يبلغ قوامه زهاء الخمس مئة ألف

مقاتل متجها إلى أقرب بوابة تفضي نحو الأرض السفلية.

**

كانت : مالك الأرض السفلية - المتحالفة منها والمتنافرة قد

اصطفت بعضها إلى جوار بعض لتدافع عن عالمها وتحميه من الخطر

القادم.
وهذا ما جعل غياث حين وصل إلى الأرض السفلية وحط بجيشه في جزيرة اسمها ( جزيرة عيطموس ) أن يلتفت إلى أفراد جيشه ويأمرهم بتنفيذ

الخطة التي كان قد اتفق معهم عليها:

فألقى الجنود بأسلحتهم أرضًا، ورفعوا الرايات البيضاء.

رصدت العيون السفلية ذلك الجيش الغريب وهو يظهر في الجزيرة وكانوا بصدد الهجوم عليه لولا أن شاهدوا أفراده وقد ألقوا بأسلحتهم أرضًا ورفعوا رايات الاستسلام عاليا؛ فقرر متخذو القرار هناك أن يبعثوا إليهم رسولا يستطلع الأمر.

تقدم الرسول نحو الجيش الغريب .. سار بحصانه المجنح قاصدًا الفارس الذي يقف مباشرة أسفل أكبر راية بيضاء وسأله عن أسباب قدومهم.

أجابه غياث :

- لدي رسالة يجب أن يطلع ملوكك عليها. قال الرسول وقد اتخذ معه أشد أنواع الاحتياطات الأمنية صرامة

وحزما :

- ستأتي معي وحدك بدون أسلحتك، وبدون حصانك.

كان غياث هو الوحيد - في جيشه - الذي ما يزال يحتفظ بأسلحته؛ فقى الحروب لا يلقي القائد بسلاحه إلا عند الهزيمة، ولكن الحساسية الموقف كان عليه أن ينفذ ما طلب منه

فنزع عن جسده كل الأسلحة والدروع ولكنه لم يلقها أرضًا بل علقها على متن حصانه المجنح؛ كما ليخفف بذلك التصرف عن جنوده وطأة

الأمر:

- خذني إلى ملوكك أيها الرسول.

- اتبعني - وأضاف الرسول مهددًا: إذا كانت نواياك صادقة فستعود لجيشك، أما إن كانت نواياك خبيثة فلن تعود إليهم ولن يبرح جيشك

هذه الأرض حيا.

ذهب غياث برفقة الرسول نحو القلعة التي يجتمع فيها ملوك الأرض السفلية، وقد أوعز بالقيادة - قيادة الجيش - في غيابه إلى صديقته

ريحانة ابنة ميثم.

بعد ساعة من ذلك،

**

جاء أحد الجنود إليها ليبلغها بأمر هام:

- هنالك شيء يجب أن تأتي لرؤيته بنفسك أيتها القائدة.
سارت ريحانة تتبع الجندي حتى أوصلها إلى شعبة في الجيش يُطلق عليها اسم شعبة تخزين المؤن الغذائية .. وهناك شاهدت ريحانة بعضا من الجنود يحيطون بصندوق ما وقد أشهروا عليه سيوفهم فقالت بربية

السجيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن