3

4.5K 228 31
                                    

أغاريب

في بقعة ما داخل الأسوار وتحديدًا فوق صخرة بحرية عالية يُطلق عليها اسم ( صخرة المحاكمة ( وجد الأصدقاء أنفسهم وقد كانت تحيط بهم مجموعة من الكائنات الغريبة الشكل لها جذع علوي يشبه الإنسان

وذيل سفلي يشبه زعانف الأسماك.

تقدمت القائدة - قائدة الحرس البحري - وقد كانت حورية يافعة

تدعى ( دورا ( تمسك بين يديها برمح ذهبي طويل ينتهي بثلاثة رؤوس

حادة

- لماذا جئتم إلى هنا ؟

- أتينا للقاء الملكة إنكال

- لأي غاية ؟
كاد عاصف أن يخبرها - يخبر دورا - عن الغاية الحقيقية ولكنه أمسك عن الكلام؛ ذلك أنه تذكر للتو هذه الجزئية التي قالها له طاغين

عندما كانا في السجن:

- تخضع تلك البوابة لدرجة عالية من السرية؛ ولهذا فإنك لن تستفيد

شيئًا عندما تخبر الحراس بأنك تريد لقاء الملكة لأجل السماح لك

بالعبور منها.

سأله عاصف حينها :

- بماذا أجيب إذا عندما يسألونني ؟!

- فكر بكذبة، ويجب أن تكون مقنعة حتى يوافقوا على لقائك

بملكتهم.
**
كانت مملكة أغاريب تقوم بحفظ وتخزين أموال الممالك الكبرى في خزائنها؛ وتأخذ مقابلها - مقابل تلك الخدمة - أمولا طائلة من الممالك المستفيدة؛ وهذه التجارة جعلت أغاريب تسن قوانين صارمة تجاه الغرباء وتفترض أن كل غريب يزور أرضها دون أسباب مقنعة هو لص لا يمكن

التساهل معه.
عادت دورا تسأله للمرة الأخيرة:

لأي غاية تريدون لقاء جلالة الملكة إنكال ؟!!

لقد نسي عاصف هذا الجزء من الخطة؛ فقد أنسته صعوبة المغامرة أن يفكر بالكذبة المقنعة التي أخبره عنها طاغين .. قالت قائدة الحرس

حين طال صمته:

- إنكم لستم إلا لصوصا جاءت بكم رائحة الذهب والمال.

كان على الحكيم أن يتدخل لشراء بعض الوقت؛ فقال يوجه كلامه

إلى قائدة الحرس:

يا لك من لصة ماهرة.

التفتت دورا نحو الحكيم وقالت:

- كيف تجرؤ على نعني باللصوصية ؟

- لقد خطف جمالك قلبي، كيف لك ألا تكوني لصة ؟

السجيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن