2

4.4K 208 8
                                    

السر الخاص بـ سرابي
" عاصف يروي"

عندما هاجم طاغين وأعوانه قصر أبابيل قبل أعوام وأحرقوه : أخذت الملكة سرابي حينها طفلتها الرضيعة ( جومانا ) بين يديها وهربت بها إلى الجزء الخلفي من القصر .. واختبأت هناك لبعض الوقت ريثما تأتيها النجدة ...

ولكنها حين لمحت اقتراب أعوان طاغين أدركت فورًا أن عليها تغيير الخطة قبل أن يكشفوا مخبأها فركضت نحو البحر حيث كان هنالك قارب خشبي يرسو بالقرب من الشاطئ، وضعت طفلتها في جوف القارب ثم دفعته إلى البحر وكلها أمل أن يحفظ الرب لها طفلتها

ويوصلها إلى بر آمن.
لم يمض وقت طويل على ابتعاد القارب حتى ألقى الجنود القبض على سرابي وأودعوها السجن ريثما يصدر الملك غدا في حقها الأمر بالقتل.

كان لدى سرابي حينها أمل وحيد للنجاة وهو الاستعانة بالتعويذة التي كانت كوبرا أفعى الجن تارا قد علمتها استخدامها؛ فرددت ثلاث

مرات قائلة:

" خافينا تعال اخفينا "

" خافينا تعال اخفينا "

" خافينا تعال اخفينا "

وما أن انتهت حتى ظهر لها شيطان أزرق يلتف حول معصم كل من يديه سوار حديدي صدئ.

كانت سرابي حينها تذكر جيدا أن تارا قد حذرتها بألا تطلب من ذلك الشيطان طلبا غير الاختفاء .. ولكن سرابي حينها لم يكن لديها

حل آخر غير أن تجازف وتجرب حظها: - أريد أن أطلب منك شيئًا آخر غير الاختفاء. سأفعل أي شيء تأمرينني به يا سيدتي.

تعجبت سرابي من تلك السهولة في استجابة الشيطان وأحست بأن

في الأمر فحا:

ألن تطلب شيئًا في المقابل ؟

ضرب الشيطان المملوك قيود يديه بعضها ببعض وقال:

- إذا أردت أن أصنع لك شيئًا غير الاختفاء؛ فعليك أن تحرري يدي

هاتين من قيودهما .

- وكيف أحررهما ؟!

قال برسمية مفرطة وكأنه يتلو نصا من أحد الكتب:

- تتحرر قيود يد الشيطان المملوك عندما توافق فتاة إنسية على

الزواج به .

قاطعته سرابي بانفعال حينها :

- ولكني متزوجة !!

قال بانفعال يشابه انفعالها :

ولكنني لم أنته من كلامي بعد !! صمتت لتدعه يكمل بينما أعاد الشيطان خافينا تلاوة إجابته من

البداية:

- تتحرر قيود يد الشيطان المملوك عندما توافق فتاة إنسية على الزواج به .. بشرط أن تكون تلك الفتاة متزوجة
صمتت سرابي من هول الصدمة وطال صمتها أكثر مما يستطيع الشيطان أن يصبر فقال يحثها على

اتخاذ القرار :

- لن تنجحي في الخروج من هذا القفص إلا إذا وافقت.

وأضاف ليُغريها: قولي نعم، وسأنقلك في لحظة لخارج هذا القفص.

كانت مترددة لا تعلم تم تجيب؛ فإن وافقت خرجت من السجن وإن رفضت فإنها سوف تبقى حبيسة القضبان حتى يأمر طاغين غدًا بقتلها، سألها الشيطان وعيناه تلمعان

حبنا

- هل تقولين نعم ؟!!

قالت وقد حسمت أمرها :

- أخرجني من السجن أيها الشيطان.

السجيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن