6

4.3K 225 16
                                    

الخطة الغادرة

قال غياث وقد اختلطت عليه الأمور :

- ولماذا تريدون إرسال جيش غير نظامي لقتال أبابيل ؟! - لأننا لا نريدها أن تنتصر في هذه المعركة.

وبعد لحظات متبادلة من الصمت قال ظل التنين سحاب يشرح الأهداف السياسية التي تريد حكومة ممالك التنين تحقيقها من وراء تلك

الخطة الغادرة:

- إذا انتصرت مملكة أبابيل في حربها؛ فإنها ستقوم باحتلال جزء كبير من الأراضي السفلية وهذا سيجعلها تحوز ثروات هائلة من السلاح والمال والمقاتلين؛ فتصبح قوة عظمى تشكل تهديدًا على مصالحنا في المنطقة وربما

على ممالكنا في المستقبل أيضا.
- ولماذا وقع اختياركم علي ؟

- إن لك شعبية عالية بين أفراد الجيش يا غياث؛ الكثير من المحاربين

يحترمونك ويدينون لك بالولاء المطلق؛ لذلك نريد منك أن تشكل جيشا غير نظامي قوامه خمس مئة ألف محارب تقودهم بنفسك نحو الأرض السفلية لتقف إلى جوار ممالك الأسفل ضد أبابيل.

غياث يريد البقاء بسلام إلى جوار ابنته

ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد الذي جعله يقرر رفض المهمة كان هنالك سبب آخر فتلك المملكة - أبابيل - كان لها مكانة خاصة

في قلبه:

- أنا لن أشارك في هذه الخطة القذرة.

كانت الحكومة العميقة لممالك التنين قد اختارت غياث تحديدا

الثلاثة أسباب

السبب الأول: لأنه يملك ولاءات الكثير من المحاربين.

السبب الثاني: لقوته المهيبة وكفاءته العالية في التخطيط وإدارة

الحروب.

والسبب الثالث والأهم هو :

لأنه محارب معتزل؛ أي أنه لا يُحسب على الحكومة الرسمية لممالك التنين؛ فإذا افتضحت خطتهم يستطيعون التبرؤ منه وإلصاق تهمة الخيانة

عليه.

**

قال سحاب

- يجب أن توافق يا غياث.

رد غياث وهو يُعطيهم ظهره ويتحدث إليهم بعدم مبالاة:

- لقد اعتزلت الحروب منذ مدة ؛ وقيادة الجيوش لم تعد مهمتي.

ثم أضاف بنبرة متحدية وهو يتجه صوب بوابة القاعة الملكية

للمغادرة:

- إذا كان لدى أحدكم اعتراض؛ فليجرب منعي من المغادرة.

**

حين غادر غياث القاعة الملكية وجد أمامه واحدة من أعز أصدقائه، إنها ريحانة ابنة ميثم .. فابتسم رغما عن الكدر الذي كان واضحًا

على وجهه وسألها :

هل نورس ورعد بخير ؟

- لقد أعدت نورس إلى المنزل وإنها بخير.

- ورعد ؟

قالت بنبرة عزائية : ( لقد ذهب إلى مكان أفضل ) ثم أخبرته بما حدث

للكلب رعد، وكيف مات بشجاعة في الغابة وهو يدافع عن نورس.

داخل القاعة الملكية:

**

امتدت يد نحو سحاب من خلف إحدى الستائر، كانت اليد عبارة عن هيكل عظمي أسود، تمسك بين أصابعها بقطعة جلدية .. قالت

صاحبة اليد:

- الحق بغياث، وأعطه هذه القطعة. **

وقبل أن يغادر غياث بوابة القصر اعترض سحاب طريقه وهو يمد نحوه القطعة الجلدية .. وما أن أمسك غياث بتلك القطعة وقرأ ما فيها حتى

بدأت يدها بالارتعاش

قال بعد لحظات وهو يطوي قطعة الجلد وينظر إليه:

- متى تريدون مني التحرك بالجيش ؟!

السجيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن