3

4.1K 213 30
                                    

ملحمة الأرض
الحرب الكبرى

اشتبكت الجيوش أخيرا والتحمت أمواج الموت العاتية، وبدأ غبار المعركة بالتصاعد حتى تسبب الغبار بحجب ضوء الشمس

عن الأرض كلها .

تقارعت السيوف ونصال الأسلحة حتى بات لقرعها أصوات تشبه أصوات الرعد .. وبدأت الدماء بالتدفق حتى راحت شيئًا فشيئًا تغطي قشرة الأرض فتجعل منظرها من بعيد كما لو أنه جمرة مشتعلة.
كانت القوة الحربية ستكون متعادلة بين الطرفين

ولكن الجيش غير النظامي لممالك التنين البالغ عددهم خمس مئة ألف مقاتل، وغياث الذي تعادل قوته وحدها جيوشا كاملة متحدة، بالإضافة إلى أقوام الأجا والأجيج .. ساهمت كل هذه التحالفات الثلاثة في إحداث فرق هائل في ميزان المعركة جعل كفة النصر تميل بشدة إلى مصلحة الأرض السفلية

وفي الحقيقة لم يكن هذا فقط السبب الوحيد لاكتساح قوات الأسفل، بل كان هنالك سبب آخر أدركه الشمالي بعد مدة من بدء المعركة؛ وهذا ما جعله يترك موقعه في الميدان ويتجه نحو الموقع الذي يقاتل فيه عاصف ليخبره بما لاحظه - لقد لاحظت أن هنالك بعض جيوش حلفائنا لا تقاتل بالشكل

المطلوب كما لو أنهم قد تلقوا أمرًا بعدم القتال بجدية؛ إننا بلا شك

نتعرض للخيانة من بعض الحلفاء !!
الحكيم وهو يخرج من جيب عاصف ويقول مستنتجا:

إن المعركة تدور بالقرب من مملكة أبابيل، ولو انهزمنا فستكون أبابيل هي أول أرض يحتلها الأعداء؛ لذلك يجب أن نجد حلا سريعًا

قبل أن ...

لم يكمل الحكيم جملته تلك؛ ذلك أن هنالك صرخة ما قد وصلت إلى أذنه جعلته يتوقف عن الكلام .. التفت الأصدقاء نحو مصدر

الصرخة

ولكن الكثير من الجنود كانوا يحجبون عنهم الرؤية، هبط طائر العنقاء إكليل في تلك اللحظة من الجو؛ ليخبرهم بالحقيقة

التي رآها :

- لقد سقط أوس قتيلا.

**
جعلهم الغضب على موت صديقهم يتركون العقل جانبا ويلجؤون

إلى أكثر شيء يعرفون استخدامه جيدًا ( التهور ) فانطلق كل واحد منهم

نحو هدف مختلف .. نحو الأهداف الأكثر قوة وحيوية لدى جيوش

الأسفل

اختار الشمالي أن ينطلق نحو غياث بينما ترجل عاصف عن ظهر حصانه المجنح سابح ليكون أكثر - خفة في الحركة، ثم أنزل الحكيم أرضًا وانطلق وحده يرافقه من الجو طائر

العنقاء إكليل نحو هدف محدد

نحو سرابي...

السجيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن