الفصل الواحد و العشرون : حكاية مخترع الجزء (٢)

1 0 0
                                    

كان تشارلي قد جمع أهم ممتلكاته و وضعها

في حقيبة كبيرة و أمسكها بيمناه و قال بنبرة

متضايقة:

"بسبب صاحب ذلك الصوت الغامض خسرت

فرصة ثمينة بأن أجعل الناس يرتاحون من

المعاناة في كتابة النصوص بالريشة، اللعنة

عليه كائناً من كان، ريثما أجد حلاً لهذه

المشكلة سأعود لكي أعرض إختراعي الثوري

للعالم و....."

توقف تشارلي عن الكلام عندما دخل ثلاثة

رجال من الشرطة و كانت مارونا بصحبتهم و

تبتسم إبتسامة خبيثة و تقول:

"ساحر دجال مثلك لا يستحق سوى أن يتعفن

في السجن".

غضب تشارلي و قال:

"تباً لكِ أيتها الساقطة، تفعلين هذا لأنني

رفضت الإرتباط بك مع أنك تعرفين تمام

المعرفة رأيي بالإرتباط".

مارونا بنبرة خبيثة:

"هذا سببٌ من الأسباب الذي جعلني أسعى

لكي أراك تعاني يا تشارلي، و السبب الآخر هو

التخلص من السحرة الدجالين أمثالك و تطهير

مدينة لندن منهم"

قام رجال الشرطة بإعتقال تشارلي و كانت

مارونا تضحك ضحكة مكتومة و تقول في

عقلها:

" سأسعى جاهدة بأن يتم إعدامك حرقاً أيها

الوغد الدجال جزاء رفضك لي و لأفعالك

الشنيعة".

تم أخذ تشارلي لميدان كبير وسط لندن و قد

تم تجهيز عمود خشبي ضخم و ثخين و

تجمع الناس حوله، و قرب العمود مصطبة

حجرية عالية، وقفت مارونا عليها و نظرت

بجرأة للناس و قالت بصوت جهير:

" يا شعب لندن المسالم، ما هو جزاء السحرة

الدجالين؟"

صاح الناس بصوت واحد:

"الموت حرقاً".

مارونا بصوت جهير:

" لقد قُبض على دودة الكتب تشارلي و هو

يستخدم السحر في صنع أداة ملعونة و قد

رأيته بأم عيني لذلك سنحرقه مع أداته

الملعونة حتى يكون عبرة لكل من تسول له

نفسه بأن يكرر فعلته البشعة".

قام رجال الشرطة بإجترار تشارلي للعمود

الخشبي و قام الجلاد بسكب الزيت عليه،

الجلاد بصوت غليظ:

" قل ما هي أمنيتك الأخيرة أيها الدجال".

غضب تشارلي غضباً عارماً و قال:

"أنتم حمقى أوغاد لا تستحقون الراحة أبداً

لذلك فلتحترق الأداة الملعونة على حد وصف

هذه السافلة الخرقاء (يشير لمارونا بسبابته

اليمنى) و الآن وداعاً يا أوغاد لندن ألقاكم في

الجحيم".

قام الجلاد بإشعال النار بجسد تشارلي الذي

كان يبتسم إبتسامة عريضة مرعبة جعلت

بعض الناس يرتجفون خوفاً، قال رجلٌ من بين

الناس:

"أيها الناس، لماذا لا نكون قد تسرعنا في

الحكم عليه؟"

مارونا بنبرة غاضبة:

"كلامٌ فارغ، رجل معقد و دجال مثله يستحق

مثل هذا العقاب.

قال الرجل لمارونا بنبرة حازمة:

لست واثقاً من كلامك لأن كلامك يوحي بأنك

تكرهين تشارلي.

تقدم رجل يرتدي بدلة رسمية سوداء اللون و

إقترب من مارونا و قام بصفعها على وجهها

بقوة و قال بصوت غاضب:

"كم مرة سأخبرك أيتها المجنونة بأن حبيبك

قد مات؟ و كم مرة سأعيدك لمشفى المجانين؟

إستغرب جميع الحاضرين مما سمعوه من

الرجل و قالوا بصوت واحد:"مشفى

المجانين؟؟؟؟"

قال الرجل بصوت غاضب:

"أجل، مشفى المجانين، هذه الفتاة مجنونة و

معي ورقة تثبت صحة كلامي لذلك توقفوا عن

حرق السيد تشارلي البريء لأنه ليس مذنباً

البتة".

كان قد فات الأوان على إنقاذ تشارلي لأن

جسده أصبح جثة متفحمة و القلم إختفى في

مكان ما في العالم.

يتبع..........

سيد التنكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن