«الوصول المتأخر»
كانت الأجواء في المزرعة كما هو متوقع ،، رائعة ،، مثالية
خصوصا أن عائلة سالم كانت عائلة غنية ومشهورة في البلد فلم يكن زفاف إبنة تلك العائلة أمر يجب الإستخفاف به أو تجاهله
وصل أنس هو ووالدته من ساعات قبل بدأ الحفل ،، كانت المزرعة ممتلئة بالحضور والخدم في كل مكان وهذا اثار حنقه
إنه حقا يكره الاكتظاظ العشوائي مثل هذا بعيدا عن الناس الذين هم افراد عائلته لكنه لا يعرفهم كثيرا لقد زارهم عدة مرات معدودة على رؤوس الأصابع وكلهم حاليا يبحلقون به كأنه كائن فضائي
تبا لما كل أزواج العيون الكثيرة أصبحت تركز عليه إنها ليست حتى عيونا تستحق وقته فهو يقيس الوقت بالمال او بالمشاريع الجيدة وهذا غير موجود هنا
قالت زوجة عمه سلمى توجه الحديث إليه بحنان بالغ
_ انس ،، يا طفلي أصبحت رجلا وسيما بحق
لم ينل أنس الفرصة لرد عليها فلقد كان أمجد إبنها سبقه وقال ساخرا
_ أمي تقولين له كبرت وطفلي في نفس الوقت ،، لطفا بعض المنطق هنا
ضربت رأسه بشكل هزلي وقالت
_ اخرس أمجد
ابتسم انس يبدو انه ليس الشخص الوحيد الذي يتعرض لتنمر من قبل أمه هنا فيبدو أن ذلك الرجل الصغير يعيش نفس معاناته
لم تكن سلمى ونسرين قريبتان أو عرف احدهم الآخر قبل الزواج من عائلة سالم
لكن بما أن كلا عمه وابوه المرحومان اختار كلاهما زوجة فيبدو أنهما يتشابهان فكثيرا ما سمع ان عبد الرحمان واكرم كانا متشابهان مثل التوأم ولدى في نفس اليوم مع اختلاف السنة لكن بينهم ست سنوات تقريبا
لقد كانت صفاتهما واحدة حتى ذوقهم في النساء متشابه وقع في الحب وعاشا حياة جميلة البال وراضية
وماتا كلاهما مبكرا على الأقل عبد الرحمان أصبح جدا أما اكرم فلم ينال شرف حتى أن يكبر إبنه ولو قليلا فقد فارق الحياة وأنس يبلغ السابعة من عمره
عندها أصبح عبد الرحمان الرجل الوحيد للعائلة فجده سليمان قد أصيب بالشلل إثر خبر موت ابنه الأصغر
مرت عدة سنوات ومات عبد الرحمان أيضا
ليصبح أنس وامجد ذو الرابعة عشر والذي لم ينال شرف رؤية والده إلا في الصور
الأبناء الذكور الوحيدون لحملي لقب عائلة سالم من الجد سليمان
اه القصة حزينة لكن بالنسبة لأنس هي مجرد قصة فهو لن يكون أداة لأحد لهذا تجاهل كل رغباتهم في زواجه المبكر وهذا ما دفعه لعدم القدوم كثيرا وزيارتهم
أنت تقرأ
جميلة ذلك الزفاف
Romanceكان الحب بالنسبة له مكروها في حياته ليس وكأنه شخص تعرض للخيانة او التعذيب او عاش ظروفا قاسية ،، لا بالعكس لقد عاش في كنف قصة حب نقية تستحق الذكر والتقديس ،، لكن أنس قدر رأى الوجه الآخر للحب وجه بشع ومؤلم وأسوء من حتى من الخيانة... كان وجه الفقد فعن...