8 | القَدر المُتشابك

24 3 0
                                    



لربما كان القدر يُقسم السعادة بالتساوي على الجميع ولَكن كان الجشع من اطباع الانسان ، لربما كان القدر مُحقًا فيما يفعل ، لكن الخطأ باحكامنا المُتسرعة ، لربما القدرُ اعطانا ما نريد لكن نحن من لا نَفهم ما نريد فعلًا ، لمَ يَقعُ الذنبُ دائما على القدر ، أليس الخطأ بنا نحن ؟

القدر لن يخطىء ، هو مُدرك لحياتنا من قبل ان تصبح حياتنا ، إذًا لما نحن نتحدى القدر ؟ هل لدينا الحق بذلك حتى ؟

لمَ لا يستطيع المرءُ ان يعيش فَقط دونَ ان يَتمرد على القدر ، القدر لم يخطىء معه بشيء ، لكنه فقط يريد ان يكون الافضل لحياته ، يا له من فِكر طُفولي من المرء .

تَدفق حياتنا رقيق لَكن سريع ، كتدفق الرمال في ساعة زمنية رملية ، دونَ ادراك الوقت ، تتراكم حُبيبات الرمل فَوق بعضها البعض لتكون جبالًا وجبالًا من الهموم والمشاكل لتصبح كثيرة علينا لتحمُلها ، لكن القدر سيقلبها على عقبها فستزول جميعها أيضًا مع مرور فترة من الزمن ، دون ان تشعر بها

نعم الوقت كفيل بحل كل شئ .

تَدخُلنا بمشاكل انفسنا لن يزيد الامور سوى تعقيدًا ، إذًا التدخل بمشاكل الاخرين سيكون كضرب سحابتين ببعضهما البعض واحداث عاصفة  ، لَكن لا جدوى ، التجارب أيضًا تَصنع من الانسان شخص ناضج لا يهتم لاي من الامور التافهة التي كانت تحدث له ، لعلها تكون افضل له ولعلها لا تكون ، القرار يعود للمرء ذاته .

ولذَلك دائما المرء يختار ذلك الطريق الوعر ، يكون له الخيار بين الطريق السهل والطريق المليئ بالاشواك ، الخيار دائما يعود للمرء ، ودائما المرء لا يختار سوى الطريق الذي لا يجلب لَه سوى المشاكل وعند وجود مشكلة يقول « تبا لقدري »  .

عجيب امر المرء ، عجيب فعلًا .

                                          
تسائلت دومًا حول سبب ولادتي كرهت اليوم الاول من ابريل يوم مولدي  ، وكأنه كَان يُثبتُ لي ان حَتى قدومي الى هَذهِ الحياة كِذبة اخدع بها نَفسي ، لقد كُنت وحيدًة دون دفءٍ من امي او ابي ، تسائلت عن سبب مجيئي ان لم اكن بتلكَ الاهمية لَكلاهما ، الاطفال يكونوا اهم شيء في حياة ابائهم إذًا لمَ انا لست بتلك الاهمية ؟

يقول الجميع ان دائما هُناك عذرٌ لاخطاء الوالدان ، وانهما من المستحيل ان يتخلوا عن ابنائهم وتصرفاتهم دائما تَصب في مصلحة اولادهم ، اعتقد ان والداي فضائين كونهم على العكس تمامًا عن جميع البشر ، كم هَذا مُحبط ، لَكنني فقط استمريت بالعيش عنادًا بهذه الحياة اللعينة ، لربما مُت من الداخل  منذُ زَمن بعيد وجدًا ، لكنني كُنت كشخص لديه كل شيء من الخارج ، بارعة بالتمثيل دائما ، العب على الجميع واريهم الوجه والحياة والسعادة التي لا امتلكها حقًا ، حتى اخوتي لم يلاحظوا شيئا ، كُنت اشفق عليهم ولكوني لا اريدهم ان يكونو مثلي ليعيشوا هذه الحياة ، فقمت بملئهم بالدفء والحب الذي لم يعطيه والداي لهم او لاكون دقيقًة لنا  .

آيرس | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن