19 | سَراب وأوهام

24 2 1
                                    



سَقطت دُموعي كَغيمة سوداء كانت تَحمل مَطرًا غزيرًا بداخلها لَعلها كَبحت الكَثير والكَثير بداخلها واصبح فَقط لا يحتمل تحمل ما يفوق قدرتها ، يُقال ان كَثرة الاثقال و الهموم على عاتقنا تجعلنا نَفقد انفسنا رويدًا رويدًا دون ادراك منا .

يحتاج المَرء ان يَضع شيئا يتعلق به ليكون سَببا له لاستمرار الحياة ، في وجهة نَظره سيكون العَيش اسهل وقتها لان لديه شيئا يراه بالعالم اجمع ويعلق كل آماله عليه ، لذا عند فقدانه سيفقد كل انواره التي كانت تنير عَتمته .

هَل التعلق بشيء او شخص ما جريمة ترتكب بحق انفسنا ؟

« سيرينا ، جيك لَقد اشتقت لكما » عانقتهما جَيدًا اردت التأكد مِن ان ما اراه صَحيح تَحسست وجههما جَيدًا ، كم اشتقت الى تأمل ملامحهما الجميلة ، اعلم انني كُنت اكره حَياتي اردت ان ابتعد عنهم ظَننت ان الكُره هو كل ما استحق وكل ما يجب ان لا اعطيه لاحد ، اردت ان ابتعد عن مسؤوليتي عنهم ، اردت الهَرب ظننًا مني انني لا اهتم بِهم ، لَكنني لَم اعلم قيمتهم جَيدًا الا عندما فَقدتهم ، انا افتقدهم وبِشدة ، لقد كانوا سَببًا من اسباب استمراري بالعيش رُغم ما يَحصل لي ، انا .. انا فَقط اشعر بأنني أدركت ذَلك بوقتٍ مُتأخر لقد كانت لدي حياة تَخصني ، تاملت وجههما احفظ ملامحهم جيدا وامسكت بيديهما « انا آسفة ، انتما لا تستحقان شخصًا مِثلي ، اعتذر » .

«انهُ ليس خطأك ستيلا لا تبكي » صوتهُ الرقيق والحنون ، مواساته الدائمة لي عِند حاجتي لها ووجوده ، التفت له لتسقط دُموعي اكثر « ريفين انتَ هُنا؟ » ، « نعم انا هُنا ستيلا لذا لا تَبكي ، لا شيء يستحق ان تبكي من اجله ، ستنجحين وستعودي لنا ولوطنك قريبا »  اقترب ومَسح دُموعي بابهامه نَظرت لعيناه الخضراء ، عانقتهم معًا وتمسكت بِهم جَيدا ، « نَحن بحاجة لَكِ ستيلا بيننا ، سنكون بانتظاركِ دومًا » اختفوا كَالسراب من بَين يَداي ، « لا ارجوكم لا ، انا بحاجة لَكم ايضا » مَددت يَدي لَكن لا شيء ، انهُ الفراغ مُجددا ، فراغ كَبير .

جلست ارضا انظر الى اثار الوهم الذي ظهر ..

لَعلَ اسوء شيء في هَذهِ الحياة انها تَجعلك تُدرك قيمة الشيء بَعد ان تَسلبهُ مِنك ، بعد ان تَفقده وتَشعر بالقيمة التي كان يَحملها هَذا الشخص وهذا الشيء ، وطَبع البشر انهم عِندما يَفقدون شيئًا او شخصًا يتعلقون بِه بشكل مفاجئ ويَصبح جزءًا لا يتجزأ منهم ، يَفعلون اي شيء من اجل اعادة كُل شيء صوبما كان ، لَكن القَدر حتم ان تَكون هَذهِ حياتك .

في لحظة ما تنقلب الحياة رأسا على عقب ويصبح ماضيك مجرد اواهام واحلام تتمنى ان تعود لها يومًا ، تسعى جاهدًا من اجل اعادة كل شيء كما كان .

هل سنفهم الهدف في النهاية ؟

استيقظت ودموعي كانت تسقط على وجنتاي مسحتها وتنهدت بِثقل ، تأملت سَقف الغرفة الذي كان بني اللون كان دافىء وجميل يشبه شخصًا ما .

آيرس | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن