5 | العودة الى الواقع

29 5 4
                                    



المرءُ يَنسى واقعهُ لكثرةِ الاثقال التي تقعُ على كتفيه ، يُصبح فقط جسدًا بلا روح يعيش دون معنى للحياة ، ليس له احلام ولا هدف ليلحق بهِ ، لا يوجد سوى شيء واحد في بَاله ، «  انا مَجبور على العيش والتحمل »  ، المرءُ مع مرور الوقت يصبحُ جثةً هامدة لا تعرف معنى السعى او الرغبة في اكمال مسارها في الحياة ، لكن ان عادت تلكَ الجثة للتفكير في واقعها ، من المحتمل ان تقتل نفسها على الرغم من علمها ان لا فرق بين حياتها وموتها كُله واحد  .

تدرك في تلك اللحظة ان الحياة والموت مجرد مصطلحان لا معنى لهما .

ادراك الواقع اصعب على العقل من عَيشه والتأقلم مَعه ، يدخلك في دواماتٍ لا مَخرج منها ، تدخل ولا تخرج فقط تغرق في تلكَ الدوامات ، لربما من الافضل الابتعاد عن ادراكه لكن الى متى يستطيع المرءُ الكذبُ على ذَاتهِ .؟
بالطبع لن يكونَ لوقت طويل ، فالحياة لا تسمح لنا حتى بالكذب على ذاتنا الا وتخرجُ لنا مصائبَ جديدة تجعلنا ندركُ ما يحدث لنا غصبًا عنا ، انه مهما حاولنا سنعود الى نقطة الصفر في كل مرة ، لذا هل نحاول ام لا ؟

نصيحتي هي لا قطعًا ، لقد جربتُ ذَلك وايقنت ان لا فرق وان ما تُريدهُ هذهِ الحياة سيحدث مهما انكرت ومهما تجاهلت ، لذا تَركت الامور تسري كما هي لم اتعب نفسي لا بادراك الواقع ولا بتجاهله ولا بعيشه ، فقط بقيت مُعلقة فالوسط اشاهذ ما يَحدث انتظر الوقت ليحل كل شيء .

الوقت علاج لكل داء .

                                             _

اذكر صوتَ هَدير البحر كان عاليًا جدًا ، لو كنت أصمًا لسمعته و شعرتَ به ، مهيب ويحمل معه الكثير من الصراخ ، صراخ يعود لاشخاص مجروحين مع اختلاف طرق جَرحهم ، كذلك انا ايضا عندما اغُلقت كل الطرق في وجهي

كنت اقف امام هذا الهدير ، لكنني لم اضف صراخًا الى هذه الاصوات ، بل قفزتُ بها لتسلبني صوتي وحياتي ، لكن حتى البحر اشفق على حالي المثير وقام برميي خارجًا او هو ربما سَمع توسلاتي واعطاني فرصة لَم اطلبها .

يجب إذًا ان اكمل حياتي كما يجب ، او اعيشها في هذا العالم الذي لا اعلم ما هو للان ، وجود لويس الذي يشبه ريفين الذي جعلني اكرهه لكن احب وجوده في نفس الوقت كان اغرب شيء بالفعل ، لكنه الوحيد الذي اشعر بالامان معه وأيضا تِلكَ البوابة التي قامت بتبديل حياتي مع ستيل او تلك التي لا اعلم تفسير كل ما حدث معها ولقائي بها ، انا امر بكل شيء غير طبيعي بالحياة وعقلي لا يستطيع استيعاب اي شيء في هذه اللحظة .

نظرت الى الهاتف ، كانت الساعة الثانية عشر مساءًا ، تسائلت ان كان لويس سيأتي ام لا لم انتهي من التفكير الى ان ركل احدهم الباب ودخل ، يالهي هو واطباعه القذرة هَذه ، ابتسم ودخل كأنهُ يَعلم ما افكر بِه

آيرس | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن