١ | يومٌ جيد على غير المعتاد

87 6 7
                                    



كان يومٌ من أيام فَصل الخريف ، مع تساقط اوراق الاشجار ، وسقوط عديد من الاموات وولادة اخرين ، بدايات سيئة للبعض وجيدة للبعض الاخر .

استيقظت في السادسة صباحًا ليس نشاطًا مني بل لأنني مجبرة على الاستيقاظ  مبكرًا والذهاب للثانوية ، نَعم انا في الثانوية الآن ، انها سنتي الدراسية الاخيرة لذا يجب ان اسُلط اهتمامي بإتجاه دراستي فقط ، او دراستي كان الملجأ الوَحيد للهرب من الواقع .

كانت تلك الافكار المغروسة في عقلي منذُ بداية هذا الفصل الدراسي ، لكن من يعلم ربما الامور  ستتغير وربما معها اهتماماتي لكنني متيقنة من انني دائما استحق المراكز الاولى التي بالفعل انا لا افعل شيء سوى الحصول عليها  ..

اعددت الفطور ووضعته على الطاولة وقمت بايقاظ اخوتي الاصغر مني منتظرة قدومهم كما يَحدث كل يوم .

« سيرينا انهضي لتتناولي الافطار والا ستتاخرين على دوامك كالمعتاد ، لن اكرر كَلامي انا جادة الآن ! » ، « جيك ايها اللعين انهض انت أيضا لن ايقظك للمرة الخامسة عشر لليوم ! » كان هذا الصراخ المعتاد كل صباح بخلاف الشجار الذي يدور في اغلب الاوقات او يَجب ان اقول في جميعها ؟ ، لا عجب ان الجيران قد اصبحوا على دراية بهذا السيناريو كل يوم انا سئمت لذا لا شَك بانهم سئموا كذلك .

كُنت الام في هَذا البيت  ، بعد رحيل امي ، انتحرت فقط بعد ان شعرت بان الحياة لا تُحتمل  وتركت ثلاث اطفال مع مصير غامض بسبب عجزها عن تحمل الحياة وتحمل مسؤولية اطفالها لان ابي كان بالغالب خارج المنزل من اجل العمل وهي تظن انه يخونها مع امراة اخرى لذلك السبب لا يعود ، كانت تكره نفسها لانها تُحبه كَانت تَكرهني بشدة كَوني اشبهها ولا اشبه الشخص الذي تَحبه وكانت تخبرني انه كان يَشك بها أيضًا بانها تَخونه وانني لست ابنته ، لقد كنت الاكبر بين اشقائي وسيرينا هي الاصغر سنًا بالعائلة ، نحن لا ذنب لنا بافكار ابائنا بالفعل وافعالهم ، لَكننا نتحمل العواقب بدلًا منهم .

هل يجب ان اتذمر او ان اشعر بالاكتئاب والاحباط و التحطم الذاتي ربما ؟ ، حقًا انا لا املك الوقت لذلك .

لا املك الوَقت ابدا لوضع يَدي في خُصلات شعري .

بعد تناول الافطار اذهب مسرعةً الى محطة الحافلات كي استطيع اللحاق بالحافلة ، لذا اليكم ما يحدث كل يوم بشرح مُختصر ، في كل مرة أتأخر بسبب الوغدان الموجودان في المنزل وبسبب نومهم الغير طبيعي لذا اخرج متأخرة وكل مرة اذهب ركضا وراء الحافلة التي تَكون بالفعل قد ذَهبت ، في بَعض الاحيان كان يلاحظني ويتوقف ، وفي اغلبها كان لا يلاحظ واذهب لابحث عن سيارة اجرة .

لذا كل يوم لدي حظًا سيء ومن المستحيل الا اتاخر عن موعد الحافلة بِسبب انشغالي كالعادة بمهام المنزل التي لا تنتهي لكن لاول مرة اليوم وصلت وانا اهَرول توقفت لاحاول التقاط انفاسي ، لقد كَانت الحافلة موجودة لاول مرة .

آيرس | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن