02

18.9K 1.7K 822
                                    


وكيف أهربُ مِنهُ ؟...
إِنَّهُ قَدَرَي...
هل يملكُ النهر تغييراً لِمجرَاه ؟...

_____

التحليل مطابق ، إنها ابنته

سقط الأب مُغشياً على ركبتيه وهذه المرة انهمرت دموعه كسيل اشتد عليه المطر ، فقد كان لديه بصيص أمل وقد انهدم أمامه ذلك الجدار الصغير المصنوع من الأمل ليتركه ينوح على نفسه ، لطالما أحبها ، لطالما فضلها لأنها الفتاة الوحيدة ، لطالما سمع لثرثرتها التي لايحتملها أحد بصدر رحب ، لطالما ولطالما فعل الكثير لأجلها ، إنها ليست ابنته...!

لا أريد أن أذهب أبي ، أرجوك أخبرني بأن هناك خطب ما ، كيف سأعيش وأنا لا أستطيع العيش من دونكم ؟!

تقدمت ناوية احتضانه حتى نبس بصوته الذي غلبه البكاء
لست مُحرماً عليك لتستطيعي احتضاني

ولم يكن هذا إلا سكين انغرس في قلبها وحلقها ، نظرت بشرود أمامها تفكر في مستقبلها الضبابي

يقولون بأن عليك العودة إلى المنزل بسرعة وأخذ أغراضك لكي يمكنكم العودة لكوريا

لا أريد

يقولون بأن عليك ذلك ، فهم عائلتك الآن

ليس كذلك ، ليسوا عائلتي ، أنا لا أعرفهم ولا أريد أن أكون ابنة لهم

تقدموا يسحبونها بالإجبار حتى نبست بصوت مرتفع لمن كانت تظنه أبيها
أبي أخبرهم أن يتركوني لا أريد أن أذهب معهم أريد أن أعود معك

نفى برأسه بين بكائه
لقد تم تهديدنا ترتيل ، يجب عليك الذهاب معهم ، فهم عائلتك الحقيقية الآن

أبي !!

نفى برأسه ثم استقام وذهب وتركها ، أخذوها وصعدوا في السيارة ولم يلبث كثيراً حتى نبس المترجم
يقولون بأنها فرصتك الأخيرة إذا ترغبين في أخذ أشياءك من المنزل الذي كنتِ تعيشين فيه أو سيأخذونك فوراً

أومأت رأسها ثم نبست بعدم حيلة
أجل

اتجهوا للمنزل وقد تقدم الرجال جميعاً ومسكوا الإخوة الإثنين بينما الأم تم تهديدها بأن إذا مسكتها أو منعتها من الخروج سيمسكونها هي الأخرى

أخذت حقيبة متوسطة الحجم ، وضعت مصحفها الذي تقرأ فيه بالعادة ، عقدها والحلق المصنوع من الذهب الذي أهدتها إياهما أمها ، بعض الملابس المحتشمة المناسبة للحجاب ، لباسها الخاص بالصلاة ، سجادتها ، هدية صديقتها التي لم تستطع اخبارها ولاتوديعها حتى ، الإسوار الذي أهداها إياه سليمان منذ فترة طويلة ، وأيضاً الحذاء الرياضي الذي أهداها إياه سند لكثرة حبها للأحذية الرياضية

تَـرْتِـيـلْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن