P1: بين انجلترا و إسبانــيا

108 7 10
                                    

إنجلترا - لندن - جامعة إنجلترا الوطنية

كانت تخطو وسط الرواق متجهتا نحو قاعة محاضرتها بينما الهمسات لا تخفى عليها ، تلك الكلمات التي هي موضوعها تصل مسامعها لكنهـا حقا كسولة لرد على هذه التفاهة..

دفعت باب القاعة لتدخل و يسود الصمت ينتظرون أي حركة مختلة منها ، لكنها اكتفت برمي محفظتها المظلمة على طاولتها في آخر المدرجات و ارتمت هي الأخرى فوقها تأخذ غفوة قبل أن تصل تلك البروفيسورة الشمطاء كما تلقبها

" إنها سيليا راينر، ليس بالشيئ الغريب..."

" هل تدعونها الراهبة ؟ رغم أنها تخالف بعض أوامر الدين؟ "

ضربت الفتاة رفيقتها تحثها على حديث بهدوء ألا تطال مسامع المقصودة حديثهم فتريهم براكينها الثائرة التي هم في غنى عن انفجارها

" هذا لأنها لم تواعد أي فتى أبدا "

شهقت الفتاة الأخرى بخفوة و درامية مبالغة

" حقا؟...ماذا عن إشاعة أنها خرجت في موعد مع منظم الحفلات رايس؟ "

حركت الفتاة يدها بالنفي بسرعة و كأن هذا ضرب جنون ، الموت أقرب من أن يجدو فتاة السواد في موعد غرامي تتلقى كلمات غزل مبتذلة كما تقول من الجنس الآخر

و هنا نطقت الفتاة المذهولة باستنكار

" قد تكون مثلية! "

" مستحيل!...إنها مستقيمة ، لكنها تبغض الرجال ، انها نسوية بشكل مبالغ و..."

" هي خذو أماكنكم ، لدينا موضوع مهم سيكون في الإختبار النصفي القادم كما اننا متأخرون بشكل خرافي "

قلب جميع الطلاب أعينهم بسبب جملتها الأخيرة بينما يعتدلون في جلستهم ، هنا رفعت سيليا رأسها تهسهس بتذمر عن التوقيت السيئ الذي قطع نومها

" آنسة راينر...أتمنى أني لم أزعج غفوتك؟ "

قلبت سيليا عينيها بضجر يبدو أن صوتها كان مرتفعا ، حتى يصل إلى البروفيسوة

⁦✧__________⁦✧
لا تنسو التصويت و التعليق بين الفقرات
⁦✧__________⁦✧

المسـاء:نـهاية الدوام

و هاهي سيليا تثبت سماعة رأسها تشغل نفسها عن ضجيج الناس ، لطالما كرهت هذه الأجواء ، تفضل العزلة و الإستفراد ، تعشق الظلام كشعق روميو و جوليت..

كانت حقيبة ظهرها السوداء تتدلة على طرف كتفها الأيمن بينما تمسكها بيدها اليمنى ، و قد خبأت يدها اليسرى داخل جيب بنطالها الأسود تلعب بخاتم فضي ، تعتصره داخل قبضتها بين الحين و الآخر مخلفتا خطوطا ورديّة خفيفة على راحة يدها..

لم تشعر بالوقت الذي قطعته فهي حقا تحلق بقدميها على سطح الأرض ، تتخطى الناس كأنهم سراب تمر بينهم بمرونة و خطواتها تسابق نفسها ، حدقت بالحي القصديري الذي تقطن به ، لتتنهد و تدخل متجهتا الى البيت .

قديــسة الظلامWhere stories live. Discover now