إنجلترا - لندن - جامعة إنجلترا الوطنية
كانت تخطو وسط الرواق متجهتا نحو قاعة محاضرتها بينما الهمسات لا تخفى عليها ، تلك الكلمات التي هي موضوعها تصل مسامعها لكنهـا حقا كسولة لرد على هذه التفاهة..
دفعت باب القاعة لتدخل و يسود الصمت ينتظرون أي حركة مختلة منها ، لكنها اكتفت برمي محفظتها المظلمة على طاولتها في آخر المدرجات و ارتمت هي الأخرى فوقها تأخذ غفوة قبل أن تصل تلك البروفيسورة الشمطاء كما تلقبها
" إنها سيليا راينر، ليس بالشيئ الغريب..."
" هل تدعونها الراهبة ؟ رغم أنها تخالف بعض أوامر الدين؟ "
ضربت الفتاة رفيقتها تحثها على حديث بهدوء ألا تطال مسامع المقصودة حديثهم فتريهم براكينها الثائرة التي هم في غنى عن انفجارها
" هذا لأنها لم تواعد أي فتى أبدا "
شهقت الفتاة الأخرى بخفوة و درامية مبالغة
" حقا؟...ماذا عن إشاعة أنها خرجت في موعد مع منظم الحفلات رايس؟ "
حركت الفتاة يدها بالنفي بسرعة و كأن هذا ضرب جنون ، الموت أقرب من أن يجدو فتاة السواد في موعد غرامي تتلقى كلمات غزل مبتذلة كما تقول من الجنس الآخر
و هنا نطقت الفتاة المذهولة باستنكار
" قد تكون مثلية! "
" مستحيل!...إنها مستقيمة ، لكنها تبغض الرجال ، انها نسوية بشكل مبالغ و..."
" هي خذو أماكنكم ، لدينا موضوع مهم سيكون في الإختبار النصفي القادم كما اننا متأخرون بشكل خرافي "
قلب جميع الطلاب أعينهم بسبب جملتها الأخيرة بينما يعتدلون في جلستهم ، هنا رفعت سيليا رأسها تهسهس بتذمر عن التوقيت السيئ الذي قطع نومها
" آنسة راينر...أتمنى أني لم أزعج غفوتك؟ "
قلبت سيليا عينيها بضجر يبدو أن صوتها كان مرتفعا ، حتى يصل إلى البروفيسوة
..................................................................................................................................
المسـاء:نـهاية الدوام
و هاهي سيليا تثبت سماعة رأسها تشغل نفسها عن ضجيج الناس ، لطالما كرهت هذه الأجواء ، تفضل العزلة و الإستفراد ، تعشق الظلام كشعق روميو و جوليت..
كانت حقيبة ظهرها السوداء تتدلة على طرف كتفها الأيمن بينما تمسكها بيدها اليمنى ، و قد خبأت يدها اليسرى داخل جيب بنطالها الأسود تلعب بخاتم فضي ، تعتصره داخل قبضتها بين الحين و الآخر مخلفتا خطوطا ورديّة خفيفة على راحة يدها..
لم تشعر بالوقت الذي قطعته فهي حقا تحلق بقدميها على سطح الأرض ، تتخطى الناس كأنهم سراب تمر بينهم بمرونة و خطواتها تسابق نفسها ، حدقت بالحي القصديري الذي تقطن به ، لتتنهد و تدخل متجهتا الى البيت .
YOU ARE READING
قديــسة الظلام
Romanceكيف لراهبة أن تتحدى الرب و كيف لفتى نهايته الجحيم أن يأخذ بيدها الى النعيم؟ الدماء التي عكست جروحها على ثوب أبيض ، إتهمها الناس أنها آثام...فارتدت ثوب أسود و أخرجت الشيطان الذي كان يسكنها...ولن يروض الشيطان إلا شيطان مثله.. فهل لفتاة تخشى الحب و تعت...