P11: آثام العذراء

58 6 4
                                    

قال عاشق ولهان : ماذا لو كنتِ قمري؟..
..................................................................................................................................

حين تسكت عن حقك الواضح، بسبب الخوف غالباً، فإنك لن تتوقع من الآخر أن يحترم لك هذا الحق، سيتصرف في المرة القادمة وكأن التطاول على حقوقك من المسلمات...لكن من تقف هنا لم يكن خوفا على نفسها...بل على ما قد يؤول به الحال إلى أطفالها...فتاة بعمر الـ20 و شاب بعمر الـ18 و طفل صغير بعمر الـ7سنوات...

صوت الصفعة كان له أن يجعلهم جميعا يشهقون في آن واحد..لكن دون التجرأ على التقدم...فالمنطقة محاطة بقنابل موقوتة و قد كتب إشعار أحمر بالخط العريض 'منطقة خطر'...

" هنا؟ مع زوجك؟ هذا المنزل ليس للـ الأصّهار! "

صرخت تلك المحامية رغم أن الكل نيام...عدى أولئك الذين يشاهدون بمتعة...
هنا فتح الباب بقوة ليلتفت الجميع الى ذاك الصوت المرعب...كان صوت أقدامها تدب على الأرض ، تخبرهم أن القادمة ليست من يتلقى الصفع بل من يمنحه...
كانت ترتدي ثيابا رماديا قطنية فضفاضة بسبب البرودة التي حلت على أجواء لندن الهادئة...شعرها الأسود الحالك يعكس هالتها الكئيبة و عيونها البنية تطلق شرارا لو كان غير المجاز لأحرقهم عن بكرة أبيهم...

رفعت الهاتف في وجهها ليظهر رقم مسجل باسم ( أبي )

" سأملي عليك الرقم...إتصال به و قولي ما قلته الأن "

كانت ستتدخل تلك الجالسة بالخلف تداعب أساورها الذهبية بينما تجلس وسط بناتها...غير أن تلك المحامية التي تظن هذا البيت محكمتها التي تمردغ خصومها فيها أوقفتها بحديثها...

" هل تظنيني خائفة من مواجهة أبيك!؟...لو لم يكن في عمله لأشبعته كلاما غير مسموع! كيف يصير بيت الورثة مرتعا للاجئين الـ..."

لم تكمل كلامها المهين حتى قلبت سيليا الطاولة التي بجانبها تحمل مزهرية و الكتاب المقدس على الأرض تصرخ كمختلة عقلية...جعلت أوصالهم ترتعد لقوة صراخها يجزمون أنها لو لم تفقد صوتها فهذه رحمة الرب...

" اللعنة على الورثة التي تحوم حول مكب النفايات هذا!!! جميعكم بمنازلكم لما تزحفون إلى هنا و تلقون علينا مشاكلكم!! "

سارعت آندي تحمل الكتاب المقدس الذي على الأرض بينما تقدمت تجذب ابنتها..

" سيليا عودي الى الداخل الامر لا يعنيـ.."

" بل يعنيني!!..أنظري لخدك يتوهج من الدماء التي تجمعت به لقوة صفعتها!...أي أخت تفعل هذا بأختها! و لما تزالين على صمتك! "

نفضت يدها تحمل زجاجة المزهرية المكسورة توجهه نحو الأخرى و التي ابتعدت للخلف بحركة لا إرادية..

" اللعنة عليك!...إذا فعلت ذلك مرة أخرى لا أدري أين سينتهي بنا الأمر "

إستقامت أماندا تقترب منهم لترد بصوت حازم..

قديــسة الظلامWhere stories live. Discover now